85 بالمائة زيادة في حجم الاستثمارات خلال عام
خبراء بريق صناعة البتروكيماويات لن يخفت
100 مليار دولار حجم الاستثمارات المتوقعة خلال الـ5 سنوات المقبلة
الدمام - علي شهاب

الاهتمام بصناعة البتروكيماويات بدأ قبل 3 عقود

64 بالمائة من حجم الاستثمارات الخليجية سعودية
قدرت منظمة الخليج للاستشارات الصناعية «جويك» حجم الاستثمارات الخليجية في صناعة الكيماويات والبتروكيماويات بأكثر من 120 مليار دولار امريكي خلال السنوات الخمس القادمة، في مقابل 70 مليارا فقط في عام 2006 و52 مليارا في عام 2000م وتبلغ الزيادة في الاستثمارات اكثر من 85 بالمائة وهو ما يدل على ان هذه الدول تولي صناعة البتروكيماويات اهمية خاصة كصناعة مستقبلية.
واستحوذت المملكة على النسبة الأكبر من هذه الاستثمارات وبنسبة 63 بالمائة من مجموعها بينما تأتي قطر في المرتبة الثانية وبنسبة استثمارات تقدر بـ14 بالمائة من الحجم الكلي للاستثمارات.. وتعمل نحو 1970 شركة في قطاع البتروكيماويات بدول مجلس التعاون توظف 157 الف عامل.
زيادة حصص دول المنطقة
وأكدت المنظمة في بيان لها ان على المشاركين في صناعة البتروكيماويات العالمية النظر بدقة الى التأثير الذي يمكن لدول مجلس التعاون الخليجي ان تتركه في الأسواق العالمية، وضربت مثلا على ذلك بالحصة المتوقعة لدول الشرق الأوسط من انتاج البتروكيماويات الاساسية والبوليمرات مثل الاثيلين والبولي ايثيلين ستصل في عام 2010م الى اكثر من 20 بالمائة وعلى المدى الطويل فان منطقة الشرق الاوسط ستترك تأثيرا متناميا على اسواق البتروكيماويات العالمية نظرا لميزة توافر المواد الخام. والى جانب ذلك سيؤدي التطور في صناعة البتروكيماويات الى نمو الصناعات، ورغم التفاوت في أسعار المواد الخام المستخدمة في الصناعات الكيماوية والبتروكيماوية خليجيا، الا ان ما يميزها جميعا انها تشترك في ميزة توافر هذه المواد الخام بأسعار منافسة وبشكل يدفع نحو تحفيز الاستثمار في انتاج الهيدروكربونات، الأمر الذي يسهل على المنتجين الخليجيين انتاج وتصنيع بعض المواد البتروكيماوية مثل البوليفينز بسعر تنافسي يقل بنسبة 75 بالمائة عن نظيره الصيني او غيره، وهي المادة التي يتركز الطلب عليها من الصين في الدرجة الأولى، ثم الهند.
فرص التطوير
وترى المنظمة وجود فرصة كبيرة لتطوير البتروكيماويات عبر استغلال أمثل للطاقة المتوافرة في دول المجلس، وبالتالي قدرة اكبر في انتاج الكيماويات كثيفة التوظيف للطاقة، وذكرت ان العديد من دول التعاون مثل السعودية، الكويت، قطر، والامارات اسست قاعدة قوية لانتاج الكيماويات التي تعتمد على الميثان والايثان والغاز الخام السائل، من خلال مصانع ذات حجم كبير، تستخدم افضل واحدث التقنيات، ومع ازدهار انتاج الكيماويات الاساسية والتكميلية، بدأ المنتجون باستكشاف فرص اضافية لصناعات مرتبطة بهذا القطاع من شأنها اضفاء التنوع وزيادة القيمة المضافة لهذه الصناعة، كما بدأ المنتجون بالتعاون بشكل اكبر مع نظرائهم الآخرين في صناعة البتروكيماويات للوصول الى تقنيات جديدة والاستفادة من خبراتهم.
وبحسب الأمين العام لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي عبدالرحيم حسن نقي فإن قطاع البتروكيماويات يمثل واحدا من دعائم اقتصاد منظومة دول مجلس التعاون، حيث شهدت صناعة البتروكيماويات في العقدين الماضيين في معظم دول مجلس التعاون الخليجي مرحلة غير مسبوقة من التطور المستمر يتوقع لها ان تستمر بالقوة ذاتها في المستقبل المنظور، وهناك شبه اتفاق على ان المنطقة مؤهلة للعب دور الصدارة في قطاع البتروكيماويات في القرن الحادي والعشرين.
40 مليار دولار
وأضاف نقي: إن هذه التوقعات الإيجابية تدعمها بيانات موثوقة تشير الى استثمارات مقبلة في القطاع بقيمة 40 مليار دولار بحلول عام 2010م، مشيرا الى ان النمو في انتاج الايثلين، وهو احد المنتجات البتروكيماوية الاساسية، سيتركز خلال السنوات الخمس المقبلة في منطقة الشرق الاوسط، ونتيجة لذلك، فإنه بحلول 2010 سيتضاعف انتاج الايثيلين في إيران ودول مجلس التعاون تشكل 20 بالمائة من القدرة الانتاجية العالمية.
وبين نقي أن التوسع الاقتصادي المستمر، بسبب الطلب المتزايد من قبل الصين وجنوب شرق اسيا، أدى الى ارتفاع اسعار المواد الخام والمعدات الأساسية، مما جعل هذا القطاع منافسا قويا للقطاعات الأخرى المتنامية في الاقتصاد العالمي في جذب الموارد البشرية والمدخلات التي تحتاج إليها البنية التحتية الجديدة للمشاريع.
مواصفات البنى التحتية
ويرى مطلعون أنه بالرغم مما وفرته المدن الصناعية الكبيرة في دول مجلس التعاون الخليجي من بنى تحتية مناسبة في المرحلة الماضية، حيث ضخت الحكومات الخليجية مبالغ كبيرة في هذا الخصوص، كما استثمرت في الموانئ والطرق والمباني لدعم التنمية الصناعية، غير ان هناك حاجة ملحة في الوقت الحاضر لمواصفات أخرى للبنى التحتية الصناعية تتناسب مع المفاهيم الجديدة والتقنيات الحديثة ينبغي ان تجد طريقها للمدن الصناعية الخليجية، ناهيك عن ان نسبة النمو الكبيرة والتي شهدتها المنطقة مؤخرا، وبالتالي فقد اصبحت التطويرات الاضافية ضرورية لدعم النمو المستقبلي.
حاجة ملحة للاستثمارات الأجنبية
وفيما يخص الاستثمارات الاجنبية فان نموها لم يكن كافيا خلال العقد الماضي، واقتصرت على بعض الاستثمارات الاجنبية المشتركة مع شركات مثل شل، اكسون موبيل، داو، توتال، وشيفرون فيلس.
صناعة ديناميكية
ويؤكد عدد من بيوت الخبرة ان صناعة البتروكيماويات من الصناعات الديناميكية لكثرة وتعدد منتجاتها، وتركيباتها واتساع نطاق تطبيقاتها في شتى نواحي الحياة المعاصرة، ولذا فهي تتيح لدول المجلس فرصة إعادة هيكلة صناعاتها التحويلية بما يحقق المزيد من التكامل والتشابك والتوازن وبالتالي اعطاؤها المزيد من الصلابة والقدرة على المنافسة في الاسواق العالمية.
واشار عدد من الاقتصاديين المتخصصين في قطاع البتروكيماويات والطاقة إلى ان المملكة استطاعت بما يتمتع به قادتها من الحكمة وبعد النظر من بناء قاعدة اساسية وبنية قوية للصناعات الكيماوية والبتروكيماوية منذ ما يقارب ثلاثة عقود لان التوقعات كانت تشير الى ان صناعة البتروكيماويات ستكون احدى الصناعات الرائدة للاقتصاد والمستقبل في العالم - وقد استفادت المملكة في ذلك من توافر المواد الاولية لهذه الصناعة بالمملكة والميزة النسبية التي تمتلكها في هذا الاطار فكانت الجبيل الموقع الاستراتيجي الأهم لهذه الصناعة وان افتتاح خادم الحرمين الشريفين للمشاريع الصناعية والاقتصادية في مدينة الجبيل مؤخرا يستند الى هذه البنية القوية التي تحققت للمملكة في هذه الصناعة الاستراتيجية بعد صرف نحو 40 مليار ريال على انشاء هذه البنية التحتية وعلى انشاء مشاريع تحلية المياه والتي توفر الطاقة الكهربائية ايضا.
200 تريليون قدم مكعبة
وحتى عقد السبعينات من القرن العشرين الميلادي، كان اقتصاد المملكة يعتمد على سلعة واحدة هي النفط، وكانت المملكة بوصفها دولة نامية طموحة، فقد سعت الى تنويع مصادر دخلها - وبالاضافة الى النفط، تمتلك المملكة احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي المصاحب لاستخراج النفط وغير المصاحب له تقدر بنحو 200 تريليون قدم مكعبة.
وقد اصبح هذا الاحتياطي من الغاز الطبيعي العنصر الرئيسي في خطط التصنيع الوطنية، حيث يوفر المادة الخام الاساسية والوقود لمجموعة من مجمعات البتروكيماويات التي تطبق احدث التقنيات العالمية، تساندها أرقى مرافق البنية الاساسية.. وقد استثمرت المملكة مواردها المتاحة من الغاز الطبيعي لدفع برنامج تصنيع جرئ، وحققت نجاحا باهرا في مجال البتروكيماويات، قادته سابك، التي اصبحت اليوم من ابرز مصدري البتروكيماويات في العالم.. وقد نجحت سابك في تحقيق مجموعة من الأهداف وهي إضافة القيمة للميثان والايثان اللذين كان يتم حرقهما، وانتاج كيماويات، ومواد لدائنية، واسمدة، ومعادن عالية القيمة، واستخدام الغاز الطبيعي في انتاج الكهرباء والمياه العذبة، وحماية البيئة من التلوث.. وتنمية الصناعات التحويلية بتوفير المادة الخام والخبرة، بالاضافة الى اعداد جيل جديد من المديرين والفنيين السعوديين.
البوليمرات واللدائن
يذكر انه على مدى الخمسين عاما الماضية، اكتسبت اللدائن اهمية كبيرة بالنسبة لمستوى المعيشة في العالم، ولذلك فقد اهتمت سابك باعتبارها احد اهم المنتجين العالميين بالبوليمرات، وكثفت الجهود في هذا المجال حتى صارت من اهم منتجي اللدائن على مستوى العالم، حيث تنتج الشركة في الوقت الحاضر جميع انواع اللدائن الحرارية الأكثر استخداما وهي البولي اثيلين منخفض الكثافة الخطي، والبولي اثيلين عالى الكثافة، والبولي بروبلين، والبولي سايرين، وبولي كلوريد الفينيل، وترفتالات البولي اثيلين، والبوليستر، بالاضافة الى الميلامين، وهو ارتنج يشكل بالحرارة.
طلبات متزايدة
وتعد شركة سابك من اكبر منتجي البولي اوليفينات في العالم، وتعمل على زيادة طاقاتها الإنتاجية لتلبية الطلبات المتزايدة على هذه المنتجات في الاسواق الخارجية.
والبولي الويفينات هي مجموعة من البوليميرات المشتقة من البروبلين والايثلين، وتستخدم لتصنيع مواد بلاستيكية قوية ومرنة متعددة الاستخدامات، وتتراوح الاستخدامات من مواد صلبة مثل اجهزة الكمبيوتر وقطع غيار السيارات الى مواد مرنة ولينة مثل الألياف المرنة المستخدمة في صناعة الأكياس البلاستيكية.