مأزق النفط ينعكس على أسعار المواد الأولية في أوروبا
الوكالات - بروكسل

ارتفاع أسعار الطاقة مثل الكهرباء ووقود التدفئة
يواجه المسئولون الأوروبيون على المستوى الاتحادي في بروكسل وعلى مستوى حكومات الدول الأعضاء في منطقة الوحدة النقدية والاقتصادية بقلق كبير ظاهرة الارتفاع المطرد لأسعار المواد الأولية في المحلات التجارية داخل الفضاء الاقتصادي الأوروبي والخلل الذي باتت تتسبب فيه بالنسبة للقدرة الشرائية للمواطن العادي .
وسجلت بعض المواد مثل الحليب والخبز والزيوت النباتية واللحوم المختلفة ومشتقاتها ارتفاعا تجاوز الأربعين في المائة في بعض الحالات وفي عدة دول مثل فرنسا وألمانيا وبلجيكا وايطاليا.
وعمليا لا يمتلك المسئولون الأوروبيون أية أسلحة لمواجهة هذه الظاهرة التي باتت تثير جدلا رسميا وإعلاميا وشعبيا متصاعدا منذ بدابة العام الجاري 2008م وقيام محلات توزيع الأغذية والمواد الأساسية والمحلات التجارية الكبرى برفع الأسعار .
وإضافة الى ظاهرة ارتفاع أسعار المواد الأساسية فان أسعار الخدمات الضرورية الأخرى مثل الكهرباء والغاز تصاعدت بشكل غير مسبوق وتفوق الأربعين في المائة منذ عام واحد في كل من ألمانيا وفرنسا تحديدا ورغم تعهدات مؤسسات الطاقة بعدم المساس بالأسعار لفترة زمنية منطقية نتيجة خصخصة مؤسسات إنتاج الطاقة في أوروبا العام الماضي.
ويقول أصحاب المحلات التجارية الكبرى في أوروبا المتعددة الجنسيات في الغالب والتي تسيطر على زهاء تسعين في المائة من قطاع توزيع المواد الاستهلاكية المختلفة ان ظاهرة ارتفاع الأسعار التي اتخذت بعدا خطيرا تعود بشكل رئيس لارتفاع المواد الأولية أي المنتجات الزراعية مثل الحبوب والزيوت النباتية ولحوم المواشي بسبب تصاعد الطلب عليها من قبل دول مثل الهند والصين من جهة وبسبب تكريس مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في العديد من الدول لإنتاج مواد مكرسة للطاقة الحيوية ولتعويض الطاقة الجوفية مثل الغاز والنفط وبتشجيع مباشر من التكتل الأوروبي على حساب معيشة المواطن العادي والأمن الغذائي لرعايا الدول الأعضاء .
وتقول جمعيات حماية المستهلكين الأوروبيين ان الحجج المقدمة من قبل مؤسسات التوزيع تبدو واهية بسب الفارق الكبير بين ارتفاع أسعار بعض المواد مثل الحبوب والزيوت وبين الأسعار التي تفرضها المؤسسات التجارية العملاقة.
كما ان ارتفاع أسعار الطاقة مثل الكهرباء ووقود التدفئة ليس له ما يبرره حسب النقابات الأوروبية بسبب الارتفاع الهائل لمكاسب المؤسسات النفطية الأوروبية العملاقة حاليا نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات في السوق الدولية.
وأقرت المفوضية الأوروبية في بروكسل بعجزها على مواجهة ظاهرة ارتفاع الاسعار والتي باتت تمثل معضلة سياسية خطيرة في عدة دول حاليا حيث تواجه حكومة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ازمة فعلية بسبب ذلك وحيث فقد حزب المستشارة الألمانية انغيلا ماركيل تراجعا كبيرا في مختلف العمليات الانتخابية في الآونة الأخيرة.
وتلوح النقابات الأوروبية وجمعيات الدفاع عن المستهلكين الأوروبية حاليا بالرد بقوة على عجز الحكومات الأوروبية والمفوضية عن معالجة ظاهرة ارتفاع أسعار المواد الأساسية وتعرض المواطنين لتداعيات عولمة الاقتصاد والتجارة وبشكل غير مسبوق .
وقالت المفوضية الأوروبية انها تقوم بالدراسات الضرورية لاحتواء الموقف وانها تدعو المزارعين على وجه التحديد لاستغلال مساحات اكبر من الأراضي الزراعية للرد على طلبات الاستهلاك ومواكبة حركة الأسواق.