مأزق الثروة العائلية
رؤى عميقة عن قصص الخلافة والتوافق والميراث
تأليف: جودي مارتل
تتحدث «جودي مارتل» في كتابها «مأزق الثروة العائلية» (رؤى عميقة عن قصص الخلافة والتوافق والميراث) عن الإرث العائلي والأنشطة التجارية المختلفة التي يخص عائدها كافة أفراد العائلة الواحدة وليس طرف واحد من الأطراف. وتشرح المؤلفة أن العائلات يمكنها أن تمتلك ثلاثة أنواع من الإرث: الإرث المادي (من أموال وعقارات وأراض وأوراق مالية...الخ)، والإرث البشري (أعضاء آخرين في العائلة ذو مكانة كبيرة)، والإرث الفكري (جوانب المعرفة التي تمتلكها العائلة). وتدلي الكاتبة بالعديد من الحقائق مثل أن الأنشطة التجارية العائلية تستحوذ على 80% من أنشطة الشركات والمؤسسات في أمريكا الشمالية، كما أنها تستحوذ على 75% من كافة أنشطة الشركات والمؤسسات في المملكة المتحدة. وبالرغم من ذلك، فقد أخذت الأنشطة التجارية العائلية في التضاؤل من بعد جيل المؤسسين. وفي أغلب الأحيان، يحدث ذلك نتيجة بيع الشركة أو المؤسسة وإهدار الأموال التي يحصل عليها أفراد العائلة، ذلك بالإضافة إلى عدم تقسيم الأصول على أفراد العائلة بشكل عادل ومنصف، ولا نغفل عن عدم اهتمام الورثة بالحفاظ على جهد السنين الذي بذله الجيل السابق وفقدانهم لأخلاقيات العمل للحصول على أكبر قدر من العوائد، فضلاً عن أن حالات الطلاق والانفصال المتعددة والمتكررة وسداد الضرائب المتراكمة يترك موارد العائلة صحنا أجوف. وفي الغالب ما تخفق الأنشطة التجارية العائلية في مواجهة هذا التيار العتي الذي يرسله الجيل الجديد المتمثل في الورثة. وكثيرًا ما تنهار هذه الأنشطة التجارية بسبب الخلافات التي تنشب بين الأقارب والورثة بعضهم البعض، أو عدم قدرة الخلفاء على إدارة هذه الأنشطة التجارية أو بسبب أن هذه الأنشطة التجارية نفسها لا تتوافق مع ظروف السوق الحالية. وعلاوة على ذلك، تؤثر ظروف العائلة دائمًا على حالة الأنشطة التجارية التي تديرها هذه العائلة. وتنصحك الكاتبة بإبرام اتفاقيات وفقًا لقوانين الملكية التي يسنها الاختصاص القضائي داخل بلدك. وتشير المؤلفة إلى أن الحصول على الثروة بدون تعب أو كد أو العمل للحصول عليها في حد ذاته يُشعر الإنسان بالذنب أو الخزي في بعض الأحيان. وتنصحك المؤلفة أيضًا بأن تزرع في أبنائك الثقة وأخلاقيات العمل وتكسبهم مهارات إدارة الأموال.
وإجمالاً بعد تفصيل رؤية مؤلفة هذا الكتاب، سوف تتعلم عزيزي القارئ أسباب تدهور الأنشطة التجارية العائلية عندما تنتقل ملكيتها لجيل الورثة، وكيفية الحفاظ على إرث العائلة وأهمية تعليم جيل الأبناء الأخلاقيات المختلفة حتى لا يضيع ما تعمله من أجلهم هباء. وفي النهاية، ترى المؤلفة أن قوة الثروة التي تمتلكها العائلة تكمن في كيفية استغلال أصحابها للفرص ومواجهتهم للتحديات المختلفة. وقد يجهل الكثير كيفية إدارة شئون العائلة والأنشطة التجارية الخاصة بها في آن واحد؛ وبالتالي يتأثر كل منهما سلبًا. وعندما يسمح مؤسس هذه الأنشطة التجارية للجيل الجديد من الورثة وضع الأهداف الخاصة به وتحقيقها والمساهمة في نجاح هذه الأنشطة لخلق نوع من التوافق بين أفراد العائلة بعضهم البعض وجني الحصاد الحلو للعمل الجماعي. وإذا لم يتعلم الورثة منذ الصغر التعاون والترابط سوف يُحكم على الأنشطة التجارية بالانحصار في دائرة جيل واحد ،وهو جيل المؤسسين حتى توافيهم المنية وينتهي عهد التعاون بانتهاء دورهم وتغرب الشمس على نجاح هذه الأنشطة التجارية التي جمعت بينهم.