[اليزيدي]

بسم اللة الرحمن الرحيم

مساء الخير ، لدي اليوم لكم مسالة مهمة جدا للنقاش واتمنى ان تعطوها من وقتكم الشيء اليسير لانني فعلا اعتبرها تهمنا جميعا ، انها قضية تعدد المعرفات ، حيث تجد العضو الواحد له اكثر من معرف وقد تصل احيانا الى عشرة معرفات

إن ظاهرة تعدد المعرفات لدى الكتاب في النت- والتي لا يجب الخلط بينها و بين الاسم المستعار بالنسبة للكتاب على الورق- ظاهرة معبرة عن حالة الشيزوفرينيا الجماعية التي تستشري في أوساط الكثير من مرتادي الكتابة في العالم الافتراضي. وهذه الحالة المرضية إنما هي انعكاس لما تعيشه شريحة عريضة من الشباب الذين يعيشون حالة من عدم الاستقرار الفكري نتيجة المتناقضات التي يعيشونها يوميا في مجتمعاتهم. فالشاب عندما يكون في مرحلة بناء شخصيته تتجاذبه التيارات الفكرية المختلفة و المتنافسة في استقطاب أكبر عدد من المنتمين. و كل نزعة من هذه النزعات يتفنن مروجيها في تسويقها فكريا تحت أغلفة براقة تجتذب إليها الباحثين عن انتماء فكري كما يجتذب نور الشمعة الفراش. فهكذا تصاغ الأفكار و الإيديولوجيات في تراكيب منطقية سهلة الهضم و مغرية بالاستهلاك، فينبهر المرء من قوة منطقها و لا يلقي بالا إلى سلامة مضمونها. و إن من البيات لسحرا!! و من ينبهر مرة للشكل دون الجوهر ليس في مأمن من الوقوع في نفس الفخ كلما نصب له. وهكذا يجد الباحث عن انتماء فكري، نفسه في دوامة لا تنتهي من الاعتناق و الردة. فكلما انبهر بقوة في منطق الطرح يتبنى فكر صاحبه... لكنه لا يلبث أن يرتد عنه عند أول انبهار جديد يصيبه ...و هكذا دواليك. فتتكون لديه حالة من انفصام الشخصية تبلغ ذروتها عندما يبلغ مرحلة الإنتاج الفكري- سواء كان ذلك الإنتاج شفهيا أو مكتوبا- فتراه لا يستقر على نفس الرأي في موضوع معين. فموقفه من الفكرة يتغير بحسب موازين القوة القائمة بينه و بين محاوره. فإن كان في موقع قوة تراه يدافع عن رأيه بشدة و لو كان خاطئا. و إن كان في موقع ضعف، انحاز إلى رأي من يوجد في موقع القوة!

و من هنا يجد الكثيرون في المنتديات على النت مناخا مثاليا لعيش شيزوفرينيتهم دون الوقوع في الإحراج الذي يسببه لهم تقلب مواقفهم من مختلف القضايا التي يرغبون في مناقشتها في العالم الواقعي. فكم من كاتب يرتدي قناع الفكر الملتزم عندما يكتب تحت معرف معين و يرتدي قناع السفه و المجون عندما يكتب تحت معرف آخر.!! و هنا لا بد أن أشير إلى أن هذه الحالة ليست نفاقا- لأنها ليست بإرادة الشخص- و إنما هي حالة مرضية تولد لدى الشخص رغبة قوية في التمرد على جانب من شخصيته و رغبة في كسر جدار المحذورات الذي بناه حول ذاته بإعلانه الالتزام بفكر معين، قناعته به لم تبلغ بعد مرحلة النضج.

وقد يكون العكس صحيحا. فترى الشخص الذي قد عرفت عنه الجرأة -التي قد تبلغ درجة الوقاحة أحيانا- تنتابه حالات من السكينة المفرطة، فيكتب تحت معرف وقور كلاما بليغا في الوعظ و النصح يستشف منه القارئ الفطين نبرة حزن و ندم. و هو إذ يكتب ذلك فإنما يخاطب شخصيته الماجنة التي غلبت شِقْوتها على طيبة فطرته.

لهذا فمن رأي أن أصحاب المعرفات المتعددة يستحقون الشفقة أكثر مما يستحقون اللوم. و من واجبنا مساعدتهم. لكن كيف ذلك؟ هل بكشفهم و فضحهم على رؤوس الملأ؟ أم بمجادلتهم بالتي هي أحسن؟ أو بتجاهلهم عندما يكونون تحت تأثير نوبات الشيزوفرينيا؟



كيف تكشف المعرفات لنفس الشخص :

- تقارب اوقات الدخول وعدم تقاطعها ابدا اي ان الاوقات من المستحيل ان تتطابق ولكنها تتقارب الى حد كبير
- المعرفات تدعم افكار بعضها البعض وتستخدم نفس اللزمات او الكلمات بشكل مختلف في كل وقت
-عدم الاشارة الى المعرفات الاخرى بالاسم ولكن الاشارة اليها بعبارة مثل قال البعض او كما قال احدهم او اتفق مع من قال
-المعرف الاساسي المشاركات به كثيره والبديله رغم قدم تاريخ التسجيل تجد المشاركات بها قليله جدا
-نفس المعرفات عادة تهاجم اشخاصا محددين دائما وباسلوب متقارب وبنسق متشابة




ساهم أخي الكريم بالعمل على كسب ثقة الأخرين
عبر معرفكم الحقيقي وسوف تجد التميز حليفكم !!!
لأن أسلوب تعدد المعرفات يهدد بأنقراض المنتديات
وفقدان النقاشات للهدف المنشود !!!

أترك لكم الباب مفتوحا لطرح أنجح السبل لعلاجهم
والله يوفق الجميع