رد : الأخبار الإقتصادية ليوم السبت 30 / 2 / 1429 هـ الموافق 8/ 3 / 2008 م
من السوق
صناع المخاوف في أسواق المال.. عين قاصرة وأخرى انتهازية
خالد عبدالعزيز العتيبي
لن يكون مستبعداً أن تواجه أسواق المال الخليجية والعربية ضغوطاً نفسية جراء مايحدث من هبوط للأسواق المالية المتقدمة إثر تأثرها بالأوضاع الصعبة التي تواجهها "وول ستريت" حين يضيق تنفسها مع كل مؤشر يصدر ويؤشر إلى توجه الاقتصاد الامريكي للغرق في الكساد.
وبالتأكيد فإن مؤشر ثقة المستهلكين بالاقتصاد الأمريكي الذي صدر في صبيحة مبكرة قبل تعاملات اسواق المال الأمريكية أمس الجمعة سيكون له دوره في تنازل مؤشر الداو جونز عن البقاء فوق حاجزه النفسي المتمثل في مستوى ال12000نقطة ليغلق دونه، لاسيما وان مؤشر ثقة المستهلكين تدنى إلى مستوى لم يسجله منذ عام 2002م.
لن يكون غريباً أن تتوزع المخاوف على باقي الاسواق العالمية حيث استبقتها الأسواق الآسيوية باغلاقات سيئة لنهاية الاسبوع، لكن الغريب هو أن تمتد تلك المخاوف إلى الأسواق المالية للدول المصدرة للنفط ومنها الأسواق الخليجية التي يحق لها أن تبتهج بالمقاييس الجديدة التي تسجلها أسعار النفط حيث وصلت إلى حواجز سعرية غير مسبوقة، ولابد ان يكون لها انعكاسها الكبيرعلى انتعاشها، بدلاً من أن تفرط في قلقها وترتبط بأحزان لاعلاقة لهم بها.
من المنطق أن يكون الاضطراب الذي يحل في "وول ستريت" بعيداً كل البعد عن أسواق المال الخليجية، لأن القلق هناك يختلف ولايوجد مايماثله هنا، وبعيد عنها كل البعد من حيث التفاصيل، فالإنفاق هناك سينخفض إلى الدرجة الحادة التي ترمي بالاقتصاد الأمريكي في عمق الكساد، فيما سيزداد الانفاق هنا ويؤثر على الاقتصاد المحلي بالإيجاب.
صناع المخاوف في الاسواق المالية الخليجية وتحديداً من هم في السوق المالية السعودية أتمنى أن لايكون لهم دور في التعامل مع سوق المال المحلية بعين قاصرة النظر لأجل هز ثقة المتعاملين وترويعهم والحصول على أسهمهم الجيدة بأبخس الأثمان ومن ثم بيعها مرة أخرى بأسعار أعلى.
من المنطق أن يكون الاضطراب الذي يحل في "وول ستريت" بعيداً كل البعد عن أسواق المال الخليجية لأن القلق هناك يختلف ولايوجد مايماثله هنا، وبعيد عنا كل البعد من حيث التفاصيل، فالإنفاق هناك سينخفض إلى الدرجة الحادة التي ترمي بالاقتصاد الأمريكي في عمق الكساد، على عكس الانفاق الذي سيزداد هنا ويؤثر على الاقتصاد المحلي بالإيجاب. هناك فروق كبيرة بين اقتصادات الدول المستهلكة للنفط وإقتصادات الدول المصدرة له، فهي تميل لصالح المصدرة من حيث انعكاسه على انتعاشها، والركود المحتمل في اكبر اقتصاد في العالم لم يخرج حالياً سوى بتأثير إيجابي على أسعار النفط، ولم يُلحظ تأثيره بعد على مستوى انخفاض الإنتاج.
|