[عثمان الثمالي]

استثمار الكوادر البشرية



سعيد رداد
"التعليم لا يتناسب مع مخرجات سوق العمل" جملة نسمعها دائما في المنتديات والمؤتمرات ولقاءات رجال المال والأعمال، بأن الشباب السعودي لا يمتلك المقومات الكافية والقدرات المناسبة للانخراط في سوق العمل السعودي.
وتحدث أمين عام غرفة الشرقية في حوار نشر في جريدة "الرياض" عن أهميته إعادة النظر في هيكلة أغلبية القطاعات الحكومية، والاهتمام بتدريب الكادر البشري وجلب عناصر مدربة لها القدرة والكفاءة والفعالية في تنفيذ الأعمال، ومراجعة نظام الخدمة المدنية من ناحية عنصر المنافسة، قائلا "نظام الخدمة المدنية لا يشجع أي مواطن طموح الالتحاق به، نظام روتيني بيروقراطي يحد من الإبداع والابتكار المطلوبة في أداء العمل"......هل تعتبر الجامعات والمعاهد الحالية روتينية "تقليدية" بنفس مستوى الجامعات والمعاهد العالمية، وإلى متى يفضل ديوان الخدمة المدينة دون تغيير الذي دام على نفس الروتين لأكثر من 25عاماً.
ويشتكي كثيرا من المواطنين والمستثمرين من البطء في تنفيذ القرارات، البطء في تأخير المعاملات، سواء في الجمارك، الجوازات، الأحوال المدنية وغيرها من الدوائر الحكومية ... لماذا، الجواب صريح، انعدام الدورات التدريبية "في مجال اللغة، الحاسب الآلي، بالإضافة نظام التحفيز والتشجيع مستبعد نهائيا.. وغيرها الكثير.
ومن الغريب أن الكثير من الكوادر البشرية تهاجر إلى الدول المجاورة..... لماذا، هل التعليم هو السبب؟ هل الوظائف المتوفرة غير مناسبة لهذه الكوادر، أم قلة التحفيز والتشجيع على الإبداع والابتكار.
لا نضع دائما المسببات على عاتق التعليم، بل الكوادر البشرية في السوق السعودي العام والخاص لا تلقى اهتماماً من قبل جهات التوظيف، وهناك خريجو هندسة موظفون في إدارة علاقات عامة!!!!!
والتعليم يعتبر استهلاكاً واستثماراً في الوقت ذاته، بمعنى لابد أن يكون مناسباً لمخرجات سوق العمل، واستثمار لرأس المال البشري.
وهناك الكثير من النظريات التي تشير إلى ذلك ومنها نظرية رأس المال البشري، ونظرية الاستثمار" التعليم يرفع الإنتاجية "ونظرية الإنتاجية الحدية والتي تدل على تعظيم رب العمل ربحه في تحديد الطلب على العمل، بالإضافة نظرية عرض العمل بحيث يعظم العامل كسبه من استثماره في رأس المال البشري وخيار العمل أو ساعات الفراغ.
كما أن المشاهدات الواقعية - كما أشار العديد من الخبراء - والحسابات التي تمت لحساب معدل العائد من الاستثمار في التعليم لعديد من دول العالم. أدت إلى تعزيز ما عرف بنظرية" رأس المال البشري.

إشارة ...
يجب تفعيل نظام يفرض على القطاع العام والخاص تدريب الشباب السعودي عمليا وليس نظريا، بحيث إن الاستثمار في الكوادر البشرية ينمي المواهب ويخلق الإبداع والابتكار ويرفع الإنتاجية، ويزيح الكثير من المعوقات التي تواجه النمو الحالي في المملكة.
@ اقتصادي ورجل اعمال