رد : الأخبار الإقتصادية ليوم السبت7/ 3/ 1429 هـ الموافق 15/ 3 / 2008 م
بموضوعية
السيولة دخول أم خروج ؟
راشد محمد الفوزان
هذه العبارة أسمعها يوميا من المحللين والكتاب بإعلامنا التلفزيوني أو الكتاب من المحللين اليوميين، فحين يهبط السوق تكون عبارة خروج أول كلمة تقال، وحين يرتفع نسمع ونقرأ دخول سيولة ؟ ولا أعرف ما هي مقاييس هؤلاء المحللين أو الكتاب، خاصة أنها قراءة يوم واحد، فهل انخفاض المؤشر 50أو 100نقطة بسبب موجة بيع ؟ فرضا أنها صحيحة هل أحد قرأ احجام التداول ؟ أي الانخفاض بكميات كبيرة أو متوسطة أو قليلة ؟ ونفس الشيء الارتفاع ؟ لماذا النظرة قصيرة جدا لدينا، وأن هناك سيولة داخلة أو خارجة من خلال تداول يوم واحد ؟ لا شك لدي أنها ليست مقياسا، فالمستثمر يحتاج فترة زمنية ليست قصيرة حتى يكمل مراحل الشراء، وهو يريد أقل الأسعار قدر المستطاع، وهو يكون أي المستثمر قرر الشراء بهذه الشركة أو تلك بعد تحليل طويل وعريض جدا، أحد الأصدقاء من المستثمرين حين دار نقاش عن احدى الشركات الاستثمارية ويثني عليها كثيرا، سألته هل يكفيك القوائم المالية ؟ قال بالطبع لا، فقد أرسلت "فريق" من الشركة لمناقشة الإدارة وسؤالهم ومشاهدة مصانع الشركة وبعدها أقرر، طبعا لا أطالب أحدا أن يشكل فريقا ويرسل للشركات بقدر أن يكتفي بالقوائم المالية ومن يدير هذه الشركة، ولكن هنا أتحدث عن سوق كاملة، فالمستثمر الاستراتيجي لا يغير موقفه بسهولة بعد أن يقرر، ولا يبيع لمجرد انخفض السعر حتى لو وصلت خسارته 20بالمائة، ولا يبيع بنفس الوقت حتى وان ربح 20أو 50بالمائة، فهو لديه هدف بعيد المدى. إذا حركة السيولة اليومية، يجب أن نسميها "قيم تداول" ويجب أن نستعين بتقارير لا تبخل بها تداول كما بدأت بنشر تقارير عن السيولة، وهي ستحدد الكثير. أيضا ان المحللين الفنيين "المتمكنين والمحترفين" يستطيعون بنسبة كبيرة ولا أقول قطعية لأنه لا يوجد شيء قطعي، أن يحددوا بقاء السيولة أو خروجها. المقاييس صعبة ومعقدة، فنيا، وأيضا السيولة تخرج ليس بيوم أو يومين بل أسابيع، بشرط بعد رحلة صعود كبيرة كما حدث قبل الانهيار السابق. يجب أن نقنن استخدام عبارة دخول وخروج السيولة، وأن نميز ونفرق، بين سيولة تداول يومي، وسيولة استثمارية متوسطة أو طويلة، وسر بقاء كثير من الشركات الاستثمارية متماسكة عند أسعار لا تكسرها إلا بكارثة تحدث بالسوق كهبوط حاد جدا، وأيضا نفرق لشركات كل أسبوع تكسر أسعارا جديدة وتسجل مستويات جديدة هبوطا. ليس من السهولة تداول عبارة خروج ودخول، إلا بتفريق وتمييز وإحصاء وتحليل لا بمجرد رؤية عين ليست خبيرة أو تقرأ كل المتغيرات بالسوق في داخله وخارجه.
|