رد : الأخبار الإقتصادية ليوم الاربعاء11/ 3/ 1429 هـ الموافق 19/ 3 / 2008 م
بموضوعية
الأسهم الحرة لسوق حرة
راشد محمد الفوزان
أعلنت تداول أول من أمس عن نشرة للأسهم الحرة، أي الأسهم التي يتم تداولها فعلياً بالسوق، وأنها هي التي ستكون مؤثرة في المؤشر العام ككل، وأظهرت هذه النشرة نقاطاً رئيسية مهمة جدا، فهذا يؤكد توجه الهيئة المميز والقائمين على إدارة ونظام السوق أن يكون المؤشر العام يمثل القيمة والقراءة والمؤشر الحقيقي للسوق من خلال الأسهم المتداولة فعلا، لا من خلال كل الأسهم المتداولة وغير المتداولة، وهذا سيعزز قوة المؤشر أكثر، فهذا يعني خفض قوة الشركات القيادية التي سيطرت على السوق طوال الفترة الماضية، ولكن المؤشر العام لن يتغير رقميا بأي شيء، فقد يستغرب البعض كيف تنخفض قوة الشركات القيادية، والمؤشر لا يتغير ؟ هذا ما سيحدث حقيقة، والسبب أن هناك شركات أخرى ستزيد قوتها وتأثيرها بالمؤشر وتخلق التوازن بالمؤشر، أي أن المؤثرين بالمؤشر العام بشكل ملموس سابقا كانت 9إلى 10شركات، والآن سنجد 14شركة أو 15شركة، ودخول شركة "زين" و "بنك الإنماء" سيكون تأثيرهما ملموسا، وهذا يعتمد على قيمة ما يطرح بالسوق للجمهور أو الأسهم "الحرة" وأيضا للقيمة السوقية ..
وقد أحسنت هيئة السوق المالية من خلال تداول والنظام الجديد بهذا التوجه، وأن لا يكون السوق بقوة شركة أو شركات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، المؤشر العام سيكون أكثر ثقلا، لا تذبذبا حادا، أو على الأقل هذا هو التوجه القادم، ودخول مزيد من الشركات يعني تفتيت قوة الشركات أكثر، وهذا يخلق ميزة إضافية أكبر، وهذا ما لا يريده المؤثرون بالسوق، فقد كانوا يلجأون لرفع سابك "مثلا" وبالتالي المؤشر لبيع أسهم أخرى وليست سابك نفسها، وسيحتاج كل "لاعب" في السوق إلى قوة وجهد خارقين جدا لكي يمكن له أن يفرض قوته أو سياسة محددة . نجاح مميز لهيئة سوق المال ولتداول، أتمنى أن يستمر بمزيد من الشفافية، والوضوح والتقارير والمعلومات لكي يضيف للسوق مزيدا من العمق والكفاءة والنضج للسوق والذي نفتقده منذ زمن، وآمل أن نكون بدأنا بأولى الخطوات تتبعها خطوات أخرى . لكي يكون سوقا استثماريا حقيقيا، لا أن تقوده مجموعة مضاربين هدفها كيف يمكن أن نخسر أكبر عدد ممكن من الجمهور، ويفترضون هذه شطاره ومهارة . وهي لا تتعدى كونها تدليساً وغشاً.
|