حلق إلى أعلى
أسرار الإدارات الناجحة وراء تقدم العديد من الأنشطة التجارية
المؤلف: جين لندير
يواجه العاملون في المؤسسات الاجتماعية والسياسية مشكلة معقدة وهي كيفية إدارة هذه المؤسسات بأسلوب يتوافق مع التطور العصري. إن مجرد إدارة المؤسسة بأسلوب كلاسيكي قد لا يحمل في داخله الاستعداد الكافي للتطور والتكامل. ولذلك، فإن شكل الإدارة وأسلوبها يؤثر في العمق بعمل المؤسسة ومستوى أهدافها. وتعد الإدارة عملية مستمرة تستند إلى مفاهيم وأساليب علمية مدروسة، تهدف إلى تحقيق نتائج معينة باستخدام الطاقات والموارد المتاحة للمؤسسة بأعلى درجة من الكفاءة والفعالية في ظل الظروف الزمنية والمكانية المحيطة بالمؤسسة وأفرادها. ومن الأمور المهمة في حسن الإدارة الاستمرار في مطالعة أحوال العظماء من المدراء؛ فإن حياتهم تنير للإنسان كيفية الإدارة وتنير طريقه في المستقبل، فإن الأمور نظائر وأشباه، كما أن الحلول السابقة قد تكون هي الحلول اللاحقة. ومن هذا المنطلق، تعدنا «جين لندير» في كتابها « حلق إلى أعلى» (أسرار الإدارات الناجحة وراء تقدم العديد من الأنشطة التجارية) بأنها لن تتحدث عن النجوم التي نراها في سمائنا ليلاً أو «الأسماء الكبيرة» التي نعرفها في عالم الإدارة أو أفضل الممارسات التي نسمع عنها في عالم الاقتصاد. وبدلاً من كل هذا، يسعى الكتاب إلى اكتشاف الانتصارات المبهرة التي حققها العديد من المدراء يوما بعد يوم ولم نسمع عنهم من قبل بيد أن نجاحاتهم قد غيرت بالفعل مجرى الأنشطة التجارية التي تقلدوا زمامها. وجدير بالذكر، درست «جين لندير» – رئيسة إحدى الشركات الاستشارية التي تُدعى «بروجريس بورد» – 46 مبادرة مختلفة للشركات في شتى المجالات. وقد أجرت أكثر من 145 حوارًا في هذا الصدد. وفي كتابها هذا، تسعى «جين لندير» إلى تقسيم ما توصلت إليه إلى خمسة مبادئ أساسية تهدف إلى إرشاد القارئ إلى كيفية إقامة المشروعات الناجحة نجاحًا فذًا. في بداية الأمر، تحث المؤلفة القراء على «البحث عن اختلاف» و»الوصول إلى أبعد الآفاق» وعدم النظر تحت أقدامهم. وتقول الكاتبة ان هناك العديد من المدراء الذين يرغبون في البعد عن الفشل وألا يفوتهم قطار النجاح والتفوق، ولكنها ترى أن أفضل أمل في نجاحك يكمن في استغلال طاقتك الشخصية في مشروع يتحدى ذاتك ويدفعها نحو الإبداع. ومن ثم، فإنها تشجع القراء إلى «تجاوز الحد» الذي يضعونه لأنفسهم حتى تتسع مساحة الإبداع والابتكار لديهم. ووفقًا للمؤلفة، تكمن حكمة الإدارة في وضع خطوط واضحة: ضع أهدافا محددة وحدد العملية التي تريد تنفيذها وأخيرًا وزع الأدوار. وتلقي المؤلفة الضوء على العديد من الأمثلة الحية على الإدارة الناجحة وتجارب العديد من المدراء الناجحين. وعلى سبيل المثال لا الحصر، ألقت الضوء على دور «جيم شيفر» في شركة «بي ﭙي» عندما سعت الشركة إلى إغلاق مصفاة «ليما» التي لا تحقق أرباحا. ومن ثم، قاد «جيم شيفر» قارب العمل لتظل أبواب المصفاة مفتوحة على ذراعيها. وبمساعدة الموظفين والقادة المحنكين، لم تنجح المصفاة في الإيفاء بأهدافها فحسب، بل أيضًا نجحت في التفوق على هذه الأهداف وأصبحت نموذجًا يُحتذى به.
وفي نهاية المطاف، تعرض «جين لندير» أفكارًا رائعة وذات أهمية في كتابها هذا بشكل يواكب مفاهيم الإدارة الحديثة، كما أنها ساقت لنا العديد من الخبرات الناجحة للقادة في عالم الأنشطة التجارية