الموضوع: الغثاء
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03-23-2008
الصورة الرمزية اليزيدي
 
اليزيدي
ذهبي مشارك

  اليزيدي غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1405
تـاريخ التسجيـل : 08-07-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,383
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : اليزيدي
افتراضي الغثاء

الغثاء الغثاء الغثاء الغثاء الغثاء

بسم اللة الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة

قال احدهم: عندما كنت في العاشرة من عمري أراني والدي خيارة في زجاجة، وكان عنق الزجاجة من الضيق بحيث لا يمكن أن تنفذ منه خيارة بهذا الحجم الكبير، وسألت والدي: كيف نفذت إلى جوف الزجاجة، فتناول والدي زجاجة أخرى وقادني إلى الحديقة، فرأيته وأنا شديد التطلع يدخل خيارة صغيرة عالقة بفرعها في جوف الزجاجة، وعندئذ فهمت أن الخيارة نمت وهي في جوفها.

والتفت والدي إليّ وقال: كثيراً ما أرى يا بني من عادات الناس ما يجعلني أعجب كيف يطيق شخص عاقل أن يعتادها، واغلب ظني أن هذه العادات تنمو فيهم كما تنمو الخيارة في جوف الزجاجة فلا يستطيعون الخلاص منها، فاحذر يا بني مثل هذه العادات.

ونحن بدورنا نقول: ما أكثر العادات الخربانة والتافهة التي تغلغلت في أعماقنا ونمت وكبرت مثلما نمت الخيارة في جوف الزجاجة إلى درجة أن بعضها أصبح من الكبر بحيث انه اخترق الحجاب الحاجز ويكاد أن يطل من (زلاعيمنا).

عادات لو تأملناها، ونقدناها بمنطق العقلاء، لضحكنا عليها من الصباح حتى العشية، بل ولرخصت علينا نفوسنا ولاستهجناها على ضعفها الذي حولنا إلى نعاج وأشباه عبيد، نقاد نحو مهازلها بالسلاسل.

وليت بعض تلك العادات السلبية تقف عند حدودها لنعتبرها مجازاً شيئاً من (الفولكلور) الساذج، المشكلة (المركبة) أنها مع الوقت تتحول إلى (تقاليد) صارمة، وليت هذه التقاليد رغم فداحتها تتوقف أيضاً عند حدودها، غير أن الادهى والأمر أن بعض المتعصبين والغلاة من مدمني (التقاليد) يبالغون بالذود عنها، بل ويدخلونها في (حمى الدين)، ومع الزمن لا يستطيع أي ناقد أو مصلح نزيه أن يفند سلبياتها، لأن من يدافعون عنها قد أسبغوا عليها رداء الدين، رغم أنها ليست من الدين في شيء.

صحيح أن هناك كثيراً من العادات والتقاليد حميدة وممتازة ولا غبار عليها، بل أن بعضها كان وليد حكمة وتجربة أجيال، يجب أن نحافظ عليها ونبلورها ونوصلها للأجيال القادمة وهي أكثر إشراقاً وإنسانية، وأنا هنا لا أتحدث عن هذه العادات والتقاليد الحسنة، ولكنني أتحدث عن بعض (الغثاء) الذي ما انزل الله به من سلطان.



منقول للفائدة
توقيع » اليزيدي
رد مع اقتباس