قلة السيولة تعكس حالة الحذر المبالغ فيها رغم توافر المؤثرات الإيجابية
نمو أرباح الشركات الآسيوية يُحفز المؤشر السعودي على وقف نزيف نقاطه
عبدالله كاتب
اخبار انتعاش اسواق الاسهم في بعض الاسواق العالمية في اسيا واوروبا والولايات المتحدة اماطة اللثام بقوة عن ربط حركة سوق الاسهم السعودي بالاقتصاد العالمي بصورة كبيرة ومؤثرة هي مجرد ايحاءات ليست صحيحة كليا تهدف الى تشتيت التفكير في ما يدور بخلد الصناع . فهناك في الحقيقة تكتيكات تطبخ منذ مدة على نار هادئة تهدف الى تحقيق عدد من الاهداف مثل استمرار الضغط على الاسعار ولمدة طويلة يعيق تحرك المحافظ الصغيرة والمتوسطة عن توفير السيولة الكافية التي تمكنهم من مزاحمتهم في شراء اسهم الشركات الكبرى مثل زين وانماء ، وقد وضحت الرؤية التي تعكس مثل هذا التوجه من خلال قياس اثار العديد من الاخبار الايجابية او السلبية التي لم تقم بالتأثير الواضح على مسار اسعار الاسهم هذا الى جانب ان الشركات اللامعة والتي وزعت او توزع منحا وارباحا لم تحرك ساكنا او يلتفت اليها بل ان الضغط السعري زاد من حدته الامر الذي اخاف الكثير من اصحاب المحافظ الصغيرة من شراء تلك الاسهم قبل يوم من توزيعها لاسباب تتعلق بعدم معرفتهم بقيمتها الاستثمارية وهو اثر نجح الصناع كثيرا في زرعه بنفوس المتداولين الصغار . وسابك التي كانت قبل فترة تلامس حدود 220 ريالا وهي التي حققت ارباحا قياسية لم تحققها أي شركة اخرى ليس بالسوق السعودي فحسب ولكن بالخليج العربي وربما الشرق الاوسط تسير بمسار مترنح يرتفع قليلا ثم لايلبث بمواجهة هجوم شرس بعرض كميات ضخمة تضغط عليه لاعاقة ارتفاعه . واضافة الى ما سبق فهناك ايضا اهداف اخرى لدى الصناع ومنها امتحان صبر الملاك القدماء الذين لم يستطيعوا بيعها بأوقات سابقة مما يخيف الصناع عندما يقومون برفع اسعار الاسهم وقيام أولئك الملاك بالبيع عليهم بالكميات التي بحوزتهم . وان استمرار الضغط اطول فترة ممكنة سيفقد العديد من اولئك الملاك صبرهم ويضطرون لبيعها بالمستويات الحالية الامر الذي سيقلل من الكميات التي ستعرض عند ارتفاع السوق .
اخبار الاقتصاد العالمي لاتوحي بخطر داهم مثلما يتم تصوره ومحاولة بث المخاوف فالامور لازالت تسير بأوضاع طبيعية فها هي تاتا الهندية تقوم بشراء شركة جاغوار ولاندروفر البريطانيتن من شركة فورد ، وهناك بنك غلوبال الخليج يزمع رفع رأسماله الى مليار دولار عن طريق طرح اسهم اولوية وهنا بالمملكة هاهي زين تحقق ضعف مداها السعري عند اطلاقها منذ اول ايام تداولها اضافة الى ما سيتم طرحه من اكتتابات لاحقة هذا بالاضافة الى الانتعاش بحركة اسواق الاسهم العالمية فمؤشر داو جونز اقفل يوم الاربعاء ايجابيا وشكل نماذج ايجابية توحي باستمرار نمو اسعاره هذا اضافة الى مؤشر ناسداك ايضا نهج نفس النهج . لذا فان استمرار الضغوط لايهدف الا للامور التي سبق ان ذكرناها اضافة الى ترقب استراتيجية تحركات الاسهم بعد تطبيق انسحاب اسهم الدولة والاسهم الاستراتيجية من قيمة المؤشر العام وجعل الاسهم القابلة للتداول هي الاسهم الحرة التي تؤثر بصورة مباشرة على المؤشر .
السوق من الناحية الفنية اعطى اشارة ايجابية خاصة عندما اغلق مرتفعا يوم الثلاثاء الماضي بحوالى 138 نقطة لكنه سرعان مافقد نصفها باليوم التالي الا ان الاقفال لم يكن سيئا خاصة وان اغلق قريبا من متوسط سبعة ايام الواقع عند مستوى 9420 كذلك هناك مقاومة اخرى يمكن ان تواجه المؤشر والتي تقع عند 9560 نقطة واختراق هذين المستويين كفيل بتحفيز المؤشر لاختراق نقطتي 9753 ثم 9885 نقطة . المؤشرات مثل الماكد لم تعط اشارات واضحة فالماكد برغم ايجابية خطه السريع ومساره فوق البطيء بشكل افقي لم يعط مدلولا صريحا بامكانية تحركه لاعلى واختراق الهيستوغرام والخط الصفري للدخول بقناة صاعدة ايضا مؤشر الاستوك آستيك البطيء يقع ضمن اشارة سلبية وذلك بقيامه بكسر الخط السريع مع البطيء نزولا وبالامكان تحول مساره صعودا ، اما مؤشر القوة النسبية فهو يقع عند نقطة 40 تقريبا وهي نقطة تقع عند مستويات قريبة من مستويات التشبع البيعي كما انها تعتبر نقطة شراء مناسبة نسبيا .
ومما سبق ومع الوضع في الاعتبار ان الجمعية العمومية لسابك التي ستعقد يوم السبت ان شاء الله لاقرار المنحة وتوزيع الأرباح اضافة الى جمعية الاتصالات باقرار توزيع الارباح ستلقي بظلالها السلبية يومي الاحد والاثنين ما لم يقم سهم الراجحي واسهم القطاع البنكي بالتحرك الايجابي خاصة وان معظم اسعار هذا القطاع تقع ضمن مستويات الشراء المناسبة والامنة نسبيا اضافة الى انخفاض مكرراتهم السعرية قياسا بعوائدهم التي يتوقع نموها خلال هذا العام . ومن هذه الاوضاع يجب متابعة نقطة 9240 وكسرها يمكن ان يؤدي بانخفاض المؤشر الى مستوى 8990 نقطة .