تحليل سوق الأسهم في أسبوع
الترقب يخيّم على السوق والبحث عن المحفزات لتعزيز مسارها
تحليل الدكتور /عبد الله الحربي

متعاملون فى البورصة يتابعون تداول الأسهم
** واصلت سوق الأسهم السعودية من خلال تداولات الأسبوع الماضي للأسبوع الرابع على التوالي أداءها السلبي وتسجيل مزيد من نقاط الهبوط والانخفاض إلى مستويات متدنية وجاءت الانخفاضات والتذبذبات في السوق وإن كانت ضمن نطاقات ضيقة بدفع من أسهم الشركات القيادية والشركات المؤثرة في تحديد قيم المؤشر العام للسوق حيث لا تزال السوق تعاني من تدني السيولة وعزوف كبار لاعبي ومضاربي السوق عن الدخول في السوق، وذلك بسبب ضباب الرؤية لديهم حول مستقبل السوق **
وقد أغلق المؤشر العام لسوق الأسهم في نهاية تداولات الأسبوع عند مستوى 9,418.32 نقطة. ويكون المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية قد حقق على مدار تداولات الأسبوع الماضي انخفاضا طفيفا بلغت قيمته 70.53 نقطة بنسبة انخفاض بلغت 0.74 بالمائة عن مستوى إغلاق الأسبوع ما قبل الماضي حيث كان المؤشر العام قد أغلق الأسبوع ما قبل الماضي عند مستوى 9,488.85 نقطة، بينما أغلق المؤشر في نهاية تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 9,418.32 نقطة.
كما أنه يجدر القول انه بإغلاق مؤشر السوق عند هذا المستوى تكون السوق قد زادت من خسائرها التي تكبدتها منذ بداية العام إلى ما قيمته 1,423.92 نقطة، أي أن السوق تتداول بانخفاض نسبته 13.13 بالمائة عن المستوى الذي كانت عليه في بداية هذا العام حيث كان المؤشر العام للسوق قد أغلق في اليوم الأول من بداية العام عند مستوى 10,842.24 نقطة، بينما أغلق المؤشر في نهاية تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 9,418.32 نقطة. كذلك يجدر التنويه إلى أنه بإغلاق المؤشر العام عند هذا المستوى تكون سوق الأسهم قد زادت من خسائرها التاريخية المتراكمة إلى 54.35 بالمائة عن المستوى الذي كان عليه مؤشر السوق في نهاية شهر فبراير من عام 2006 عندما أقفل عند المستوى القياسي 20,634.86 نقطة.
قطاعات السوق
بالنسبة لأداء السوق على مستوى القطاعات على مدار الأسبوع الماضي فقد كان أداؤها في المجمل وللأسبوع الرابع على التوالي سلبيا، حيث انخفضت جميع مؤشرات قطاعات السوق بنسب متفاوتة على مدار الأسبوع، باستثناء قطاعي الاتصالات والصناعة حيث سجل مؤشراهما ارتفاعا بنسبة 1.17 و 0.64 بالمائة، على التوالي . حيث جاء قطاع الزراعة على قائمة قطاعات السوق المنخفضة مسجلا انخفاضا 5.65 في المائة على مدار الأسبوع تلاه قطاع التأمين مسجلا انخفاضا 3.04 في المائة في حين جاء قطاع الخدمات في المركز الثالث مسجلا انخفاضا بما نسبته 2.82 في المائة على مدار الأسبوع . أما المراكز من الرابع حتى السادس في قائمة قطاعات السوق المنخفضة فكانت من نصيب القطاعات التالية : البنوك بانخفاض 2.47 بالمائة، الأسمنت بانخفاض 2.08 بالمائة ، فالكهرباء بانخفاض 1.82 بالمائة ، على التوالي .
أداء سلبي
وفيما يتعلق بأداء السوق على مستوى الـ 115 شركة المدرجة بالسوق والمتداولة أسهمها على مدار الأسبوع، فقد كان أداؤها سلبيا للغاية، حيث بلغ عدد الشركات التي ارتفعت أسهمها على مدار الأسبوع 22 شركة، في حين انخفضت أسهم 89 شركة ، بينما لم يطرأ أي تغيّر على أسعار أسهم 4 شركات هذا وقد جاءت شركة زين والمدرجة أسهمها حديثا للتداول على قائمة شركات السوق المرتفعة مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 97.47 بالمائة على مدار الأسبوع, تلتها شركة اللجين مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 17.47 بالمائة على مدار الأسبوع . في حين جاءت شركة البحر الأحمر في المركز الثالث في قائمة شركات السوق المرتفعة مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 15.88 بالمائة . أما بالنسبة لقائمة شركات السوق المنخفضة على مدار الأسبوع , فجاءت شركة مجموعة أنعام القابضة والتي تتداول أسهمها وفقا لشروط خاصة وللأسبوع السادس على التوالي على قائمة شركات السوق الخاسرة مسجلة انخفاضا قدره 18.66 بالمائة , تلتها شركة الباحة وللأسبوع الثاني على التوالي بنسبة انخفاض بلغت 14.29 بالمائة على مدار الأسبوع في حين جاءت شركة شمس في المركز الثالث في قائمة شركات السوق الخاسرة مسجلة انخفاضا قدره 13.39 بالمائة على مدار الأسبوع .
الأسهم المتداولة
أما بالنسبة لأداء السوق بحسب أحجام وقيم التداولات وعدد الصفقات المنفذة على مدار الأسبوع الماضي، فقد كان أداؤها إيجابيا ، مقارنة بالأسبوع الذي قبله . حيث ارتفعت قيمة الأسهم المتداولة للأسبوع الماضي لتصل إلى 38 مليارا و68 مليون ريال, كما ارتفعت كمية الأسهم المتداولة خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى مليار و294 مليون سهم. بينما بلغت قيمة التداولات للأسبوع ما قبل الماضي 29 مليارا و640 مليون ريال تم التداول خلالها على 729 مليون سهم.
كذلك شهدت السوق من خلال تداولات الأسبوع الماضي ارتفاعا ملحوظا في عدد الصفقات التي تم إبرامها مقارنة بالأسبوع السابق,
حيث بلغ عدد الصفقات التي تم تنفيذها خلال الأسبوع الماضي 1,831,034 صفقة , بينما بلغت الصفقات للأسبوع ما قبل الماضي 606,850 صفقة .
الوضع العام للسوق
الواقع أن القراءة التحليلية لأداء تداولات سوق الأسهم خلال الأسبوع الماضي تشير إلى أن أداء السوق لا يختلف كثيرا عن أدائها للأسبوع ما قبل الماضي . حيث لا تزال السوق،
وكما أشرنا سابقا، تعاني من صعوبة في الرؤية لاتخاذ الوجهة والمسار المناسب. ويمكن إرجاع ذلك إلى أسباب عدة قد لا يتسع المقام هنا لذكرها. إلا أنه يأتي في مقدمة تلك الأسباب حالة الترقب التي تسود أوساط المتعاملين انتظارا لإعلان النتائج المالية لشركات السوق للربع الأول من هذا العام .
لأنه من المتعارف عليه في أسواق المال أن فترة ظهور النتائج المالية وخاصة المتعلقة ببداية سنة مالية جديدة تعتبر مهمة للغاية،
حيث تمثل حجر الزاوية في رؤية كبار المتعاملين بالسوق للإستراتيجية التي يعتزمون تبنيها خلال السنة المالية الحالية وكذلك الفترات القادمة سواء كانوا مستثمرين أو مضاربين. حيث يلجأ كبار المضاربين ومدراء المحافظ والصناديق الاستثمارية إلى تعزيز وتغيير مراكزهم الاستثمارية وفقا لطبيعة النتائج المالية الربعية لمجمل شركات السوق، واستيعاب جميع المحفزات الأساسية والاقتصادية والمالية المتعلقة بتلك النتائج، وبالتالي تبني الإستراتيجية المثلى للتعاطي مع السوق. كما أنه يجب التأكيد كذلك على أن قرب تفعيل المؤشر العام الحر للسوق وإعادة ترتيب قطاعات السوق يمثل إضافة أخرى وبعدا آخر من عوامل الضبابية التي تحد من الرؤية للمسار الذي يمكن أن تسلكه السوق خلال الفترة القليلة القادمة . ولذا فإنه من المتوقع أن تستمر السوق في منطقة اللا اتجاه وأن تواصل أداءها الحذر حتى موعد تفعيل المؤشر العام الحر للسوق وإعادة ترتيب قطاعات السوق، وبداية توالي ظهور النتائج المالية الربعية للشركات المدرجة بالسوق .
stocksanalyst@hotmail.com