[عثمان الثمالي]

كشف عن توقف اجتهاد المسلمين في الفقه.. ويعالج مشكلات الاقتصاد الاسلامي بـ « السوق»
صالح كامل يقدم برنامجاً اقتصادياً حوارياً في قناة «اقرأ»


عبد الرحيم بن حسن – جدة
أكد رئيس الغرفة الإسلامية صالح كامل أن توقف الاجتهاد في الفقه والعمل بما كان يفتى به في الأمم السابقة غيّب معظم المسلمين عن إيجاد المفاهيم الصحيحة للاقتصاد الإسلامي. وقال في مؤتمر صحفي عقده ظهر أمس في شركة دلة بجدة بمناسبة اطلاقه برنامج (سوق) على قناة اقرأ الفضائية: المرأة المسلمة مظلومة مشيرا إلى تفشي وباء الوساطة داخل المجتمعات الإسلامية التي تحتاج إلى تطوير في مناهجها الدراسية من خلال القطاع الخاص لا الحكومي. وقال: جاء اختيار مسمى (سوق) للبرنامج بسبب ترادفها لكلمة اقتصاد باعتبار أنها مفهوم شامل تندرج تحته جميع الأنشطة التجارية, وأضاف: السوق في الإسلام له دلالة واحترام كبيران لذا أرجو أن يكون في البرنامج تنوع, وفائدة, وترويح منضبط مثلما هو الحال عليه في السوق. وأردف: البرنامج لن يشهد مشاركتي في القضايا التي أجهلها, لذا سأستضيف آخرين وأتحاور معهم, سأجلب مذيعا آخر متخصصا في مجال موضوع الحلقة في حال تطلب الأمر ذلك.
كامل استغرب من الكيفية التي أقنعه بها البعض بأن يقدم برنامجا خاصا به واصفا ذلك بالمنزلق الخطر على حد تعبيره, وقال: لم أصنع هذه الشبكة التي تحتوي على العديد من القنوات ومنها قناة (إقرأ) لكي أظهر في الشاشة لكنني وافقت بعد نصائح تلقيتها تفيد بأن خبرتي التي اكتسبتها تمنحني حق التحدث لذا خشيت أن يحسب صمتي في إطار كتمان العلم.
وأردف بقوله: لست في حاجة إلى راتب لكنني أريد المصلحة العامة لمن أراد التزود بالفائدة إذا وجد المتلقي ما يفيده فهذا البرنامج لن يكون مداهنا أو عدائيا لأي جهة.. لذا آمل أن تكون ردود الفعل إيجابية فقد تقاعدت من عملي واتجهت للعمل العام لذا وجدت أن برنامجا كهذا قد يساعد على تسهيل مهمة الغرفة الإسلامية.
صالح كامل تطرق إلى تشبث عدد كبير من الاقتصاديين بفكرة استبعاد الإسلام عن الجوانب الاقتصادية رغم الصحوة في العالم الإسلامي التي وصفها بالمتأخرة رغم تمتع الدين بكل ما يحل المشكلات الاقتصادية, وقال: فقه المعاملات والاقتصاد الإسلامي مليء بالعبارات التي نعتبرها مفاهيم أجنبية كالعولمة رغم أنها موجودة في الإسلام وهو الذي أوجدها قبل أن يكتشفها الآخرون منذ قرون بعيدة, لكن محدودية معلوماتنا عن تاريخنا وديننا أوجدتنا في هذه المرحلة.
وقال يجب أن يعلم الجميع أنه يصدر فتاوى من خلال البرنامج مؤكدا على أن ما يقوله رأي شخصي مبني على تجربة ومعايشة لعلماء المسلمين في أكثر من 43 دولة رأى فيها ما يتطلب إعادة الوعي الاقتصادي بالطريقة الإسلامية إلى المسلمين بحسب قوله.
واستبعد في الوقت الراهن تخصيص قناة اسمها (السوق) على غرار القنوات الاقتصادية.
وعن الأسباب التي أبعدت إمكانية بثه مباشرة, قال: لحماية المشاهد من أي نقاشات غوغائية تستهلك مدة البرنامج دون أن تثريه كما أن الأسئلة التي تكون خارج موضوع الحلقة تشتت المتلقي.
كما تحدث خلال المؤتمر عن عدد من الجوانب الاجتماعية ذات الانعكاسات المباشرة على الاقتصاد, وقال: لابد من تطوير مناهج التعليم لتتناسب مع سوق العمل, وحتى تصل المناهج إلى مرحلة التطور يصبح من الضروري إيجاد معاهد تدريبية تؤهل اليد العاملة لما يتناسب مع الوظائف المتوفرة.
وأضاف: لدينا تجربة رائدة وهي في الوقت ذاته سيئة حول مجال التدريب, فقد رفعنا قبل 20 عاما برنامجا خاصا بدله لتطوير المهارات البشرية إلى وزارة العمل يشتمل على تحصيل رسوم من المتدرب كي يشعر بقيمة الوظيفة التي تدر عليه الدخل لكن مع الأسف بتر ما رفعناه وألغيت الرسوم فتوقف برنامجنا بعد بدايته بأربعة أعوام لأن السعوديين يعتبرون السعودة أمرا إجباريا من خلال توظيف الشباب من مكاتب العمل.
وكشف عن تسبب الأسر في هشاشة أبنائها على الصعيد العملي, وقال: الترف أحد المعضلات التي تعاني منها دول الخليج صاحبة الرقم الأعلى في عدد الفلل قياسا بأي مكان آخر في العالم.
وأضاف: ماذا سيفعل الابن عندما ينشأ في ترف وفجأة يجد نفسه في سوق العمل.. حتما لن يقدم شيئا.
وفي نهاية المؤتمر الصحفي تطرق إلى أهداف الغرفة الإسلامية والتحديات التي تواجهها, وكشف عن جانب من البيان الختامي لمؤتمر قمة داكار الإسلامي جاء فيه: ناشد البيان الدول الأعضاء لتقديم دعمها وحث غرف التجارة والصناعة في الدول الأعضاء على المشاركة بفعالية في مشاريع الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة الرامية إلى تعزيز التعاون الاقتصادي ، ورحب بمشروع الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة وبدعمها كممثل رئيسي للقطاع الخاص في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ، ورحب أيضاً بهيئة الزكاة العالمية والمؤسسة العامة الدولية للأوقاف ، ودعا الدول الأعضاء لتخويل هاتين المؤسستين فتح فروع وطنية في المدن ، وتبني الخطوات التي اتخذتها الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة لفائدة التأشيرة المفتوحة لأعضاء إتحاد الأعمال التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي وحث الدول على التوقيع على الاتفاقية ذات الصلة.
وحثت قرارات اللجنة الاقتصادية في البيان الختامي الكيانات الاقتصادية في جميع الدول على المشاركة في الشركات المقترحة مثل : الشركة الإسلامية الدولية للبحث عن فرص الاستثمار وترويج التجارة البينية ، إتحاد الأعمال ، بنك الإعمار ، شركة تطوير البنية التحتية ، شركة استخدام وتوظيف العمالة ، شركة تطوير السياحة بين البلدان الإسلامية ، وغيرها من الشركات العاملة في مجال توسيع التجارة والتبادل فيما بين الدول الإسلامية .
وكان صالح قد عقد المؤتمر الصحفي لمناقشة القضايا الاقتصادية في شتى مجالات المال والأعمال وبحث الأسباب وطرح الحلول وفق نماذج واقعية في الاقتصاد الإسلامي من خلال حوار مع مجموعة من الطلاب والطالبات المتخصصين في إدارة الأعمال ونخبة من شباب الأعمال المبتدئين في حياتهم العملية.
صالح كامل أيد إبقاء الصلاحية للمعلمين للضرب المعقول في داخل المدارس , مستشهدا بقصته مع بناته الصغار حين رفض منحهن جوالات مدة سنة ونصف ليفاجأ بعد ذلك أنهن الوحيدات في فصلوهن لا يملكن أجهزة جوال.