[عثمان الثمالي]

توزيع حصص الأسهم يُقلل حجم السيولة المستخدمة ويحفظ توازن السوق
10 ملايين ينتظرون اكتتاب «مصرف الإنماء» خلال أيام


مشعل حسن الحربي - جدة
تبدأ البنوك المحلية وخلال الأيام القادمة استقبال المكتتبين في اسهم مصرف الإنماء، وكانت هيئة السوق المالية أعلنت عن طرح ‏‏1.050.000.000 سهم للاكتتاب العام تمثل 70‏‎%‎‏‏‎ ‎من أسهم هذا المصرف وذلك وفقا لقرار مجلس الوزراء رقم 42 وتاريخ 27/2/1427هـ. وسيتم طرح أسهم المصرف بسعر 10 ريالات للسهم الواحد خلال الفترة من 1 إلى 10 ربيع الثاني. وسيتم تخصيص الأسهم المطروحة للمكتتبين على ثلاث مراحل: في المرحلة الأولى يتم تخصيص 50 سهمًا لكل مكتتب، وفي المرحلة الثانية يتم تخصيص كامل الأسهم المكتتب فيها، وبحد أقصى 2000 سهم لكل مكتتب فرد طلب الاكتتاب في أكثر من 50 سهمًا من أسهم الاكتتاب، شريطة توفر عدد كاف من الأسهم المطروحة للاكتتاب لتغطية كامل الأسهم المكتتب فيها في المرحلة الثانية، وفي المرحلة الثالثة يتم توزيع ما يتبقى من الأسهم المطروحة للاكتتاب (إن وجدت) وفق مبدأ النسبة والتناسب بناءً على نسبة ما طلبه كل مكتتب إلى إجمالي عدد الأسهم المطروحة للاكتتاب.
كما أوضحت نشرة الإصدار أن الحد الأدنى للاكتتاب 50 سهما بواقع 500 ريال للفرد، ولا يوجد حد أعلى للاكتتاب وبينت أنه من المتوقع أن يبدأ تداول الأسهم في السوق في وقت قريب بعد الانتهاء من عملية تخصيص الأسهم، وسيتم تحديد التخصيص في وقت لاحق، فيما سيتم إرسال إشعارات التخصيص عن طريق البريد وكذلك عن طريق رسائل الجوال القصيرة.
حيث اكتتب المساهمون المؤسسون وهم كل من صندوق الاستثمارات العامة، المؤسسة العامة للتقاعد والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية في ما مجموعه 450.000.000 سهم تمثل بمجملها 30% من رأس مال المصرف بقيمة اسمية قدرها 10 ريالات للسهم الواحد، وسيتم طرح الأسهم المتبقية والبالغ عددها مليار و50 مليون سهم تمثل بمجملها 70% من رأس مال المصرف للاكتتاب العام للجمهور. ويمثل الجدول الموضح هيكل ملكية المصرف بعد طرح الأسهم للاكتتاب العام.
وأوضح مختصان أن توزيع حصص الأسهم بين الرقم الكبير المتوقع للمكتتبين سيقلل حجم السيولة المستخدمة من قبل الأفراد للاكتتاب مما سيحفظ توازن سوق الأسهم بحيث لا يعرضه لعمليات بيع لأسهم أخرى لأغراض الاكتتاب في مصرف الإنماء.
حفظ توازن السوق
المختص الاقتصادي نفاع المرامحي قال مع تنامي الإقبال على الاكتتاب في الأسهم وجدنا تسجيل معدلات كبيرة من الأعداد للمكتتبين، جاوز الـ10 ملايين مكتتب كما تم في اكتتاب إعمار المدينة الاقتصادية، وكما شهدنا مؤخرا في اكتتاب الاتصالات المتنقلة "زين" بتجاوز أعداد المكتتبين 8.4 ملايين مكتتب.
وأضاف تشير التوقعات إلى اكتتاب اكثر من 10 ملايين مكتتب في مصرف الإنماء، وفيما لو افترضنا توقعا باكتتاب ما نسبته من 20 الى 25% سيكتتبون بالحد الأدنى 50 سهما، فإن البقية سيكتتبون بما يفوق 100 سهم فأكثر، خاصة أن هناك سيولة لدى المكتتبين عائدة من مبيعات اسهم "زين" خلال هذه الفترة، وبالتالي سيخطط الكثير لاستغلالها في اكتتاب أسهم مصرف الإنماء ومن هنا ووفق كل هذه المعطيات فإن المتوقع أن يكون نصيب الفرد بحد أعلى ما بين 130 الى 160 سهما، ولذا فلا أتصور أنه من المفيد تكديس سيولة كبيرة لطلب آلاف الأسهم للفرد الواحد، وبالتالي فلا حاجة لوجود مبيعات كبيرة تربك سوق الأسهم لغرض الاكتتاب في مصرف الإنماء.
وقال من هنا فإن توزيع حصص الأسهم لأعداد المكتتبين سيقلل الحاجة لحجم السيولة المستخدمة الكبير من قبل الأفراد وهو ما سيحفظ توازن السوق بشكل منطقي بعدم الحاجة لمبيعات كبيرة تسبق الاكتتابات، وهذا ما سيجعل سوق الأسهم يتقبل أي اكتتابات قادمة بشكل سلس.
الاكتتابات القادمة
واستطرد يقول إن انضمام الكثير من الشركات عبر الاكتتابات من شأنه توسيع وتعميق قاعدة السوق، كما أن له تأثيرات إيجابية أخرى، ومنها ضخ سيولة جديدة للسوق، وجلب متعاملين وزيادة مساحة الثقة بالسوق.
واضاف ان حجم الاقبال من قبل الأفراد على الاكتتاب يعتمد كثيرا على مدى تفاعل السوق مع الشركات عند طرحها للتداول ومدى النتائج الجيدة التي تحققها.
وقال ان كانت التوقعات هي أن تقل نسب الراغبين في البيع لأسهم الاكتتابات، لاسيما عند توافر ثلاثة عوامل تتمثل في ارتفاع الوعي الاستثماري للافراد والظفر بكمية جيدة من الأسهم وتحقيق نتائج سنوية جيدة مما يعني الحصول على أرباح سنوية مجزية.
زيادة الوعي الاستثماري
وقال المرامحي إنه من المهم زيادة الوعي الاستثماري للمتعاملين بسوق الأسهم وبخاصة من قبل الأفراد، فقبل توجيه السيولة لابد من معرفة عدة معطيات تتعلق بالشركة أو الشركات التي يرغبون الاستثمار بها، كنتائج الشركات وما لديها من مشاريع وتوسع مستقبلي وكافة المتعلقات الأخرى.
ونشير هنا إلى أن زيادة الوعي الاستثماري تقلل من تأثير الشائعات والتي برزت خلال الفترات الماضية عبر محاولة بثها من خلال عدد من مواقع ومنتديات الشبكة العنكبوتية "الانترنت" أو رسائل الجوال ونحوها.
نقطة تحول
سعد القرني -مكتتب- قال أتصور أن يكون اكتتاب مصرف الإنماء نقطة تحول، حيث تعودنا أن نشهد كثافة مبيعات في اليوم الأول من طرح الأسهم المكتتبة للتداول، وما يعكس حجم المضاربة الكبير، إلا أننا سنكون أمام أحد اكبر الاكتتابات المحلية بل يعتبر المصرف أحد اكبر المصارف المحلية من حيث رأس المال، والسوق السعودي تعود على أن تكون أرباح البنوك السعودية السنوية مجزية، خاصة أن التمويل سيتم عن طريق الاكتتاب وتعتبر هوية التعاملات المصرفية لدى المصرف وفق الشريعة الإسلامية، وهذا عامل محفز لكثافة الإقبال، والحرص على ابقاء الأسهم للاستثمار لدى جانب كبير من المكتتبين.
وأضاف القرني نتمنى أن يتم تفعيل خدمات الاكتتاب والتداول عبر الهواتف النقالة، خاصة أنها الوسيلة الأكثر فعالية من حيث سهولة التنقل بها وتغطيتها، وبالتالي فإن إتاحة الفرصة بتفعيل هذه الخدمة وبشكل مميز سيخفف الضغط على الوسائل الأخرى.