تحليل سوق الأسهم في أسبوع
[تفعيل المؤشر وترقب النتائج واكتتاب الإنماء أهم محددات السوق للفترة القادمة]
تحليل الدكتور/ عبدالله الحربي

موظفون يتابعون حركة الأسهم السعودية
تبدأ سوق الأسهم السعودية تداولاتها لهذا الأسبوع وسط ترقب حذرللغاية من قبل جميع أطياف المتعاملين بالسوق للمسارالذي سوف يكون عليه المؤشرالعام للسوق. حيث تفتتح السوق تعاملاتها لهذا الأسبوع على مفترق طرق وضبابية في الرؤية والمسارالذي من المتوقع أن تسلكه، وذالك بين مواصلة السوق للنزول بسبب الحالة النفسية المتردية للمتعاملين وبالتالي تسجيل مزيدا من الخسائرأم دخول السوق في مرحلة جديدة من الارتداد الإيجابي وذلك نتيجية لتشبع السوق ببيوع جني الأرباح ووصول أسعار أسهم معظم شركات السوق وخاصة أسهم بعض القيادات إلى مستويات متدنية ومغرية جدا للشراء. إلا أنه يجب التنويه إلى أن محددات تجاه السوق خلال هذه الفترة تتمثل في الواقع بخليط من العوامل والمؤثرات الفنية والنفسية والمالية،
والتي من أهمها بدء تفعيل واحتساب المؤشر الحر للسوق وإعادة ترتيب قطاعات السوق. كذلك يمثل ترقب المتعاملين والمحللين والنقاد لبدء ظهورالنتائج المالية لشركات السوق للربع الأول من هذا العام والتي من المتوقع أن تكون أكثر إيجابية من نتائج الربع الرابع الماضي أحد العوامل المحددة لاتجاه السوق. كما أن معرفة مدى تفاعل السوق والمتعاملين مع اكتتاب مصرف الإنماء تمثل أحد العوامل الهامة المؤثرة في اتجاة السوق. ولذا فإنه يمكن القول أن تحديد مسارالسوق والوجهة التي سوف تكون عليها خلال الفترة القليلة القادمة يعتمد بشكل جليّ على مدى تغليب النواحي الإيجابية على السلبية لكل من العوامل الثلاثة أعلاه.
هذا وقد أغلق المؤشرالعام لسوق الأسهم السعودية في نهاية تداولات الأسبوع وتحديدا يوم الأربعاء الماضي عند مستوى 9,367.52 نقطة. وبذلك يكون المؤشرالعام لسوق الأسهم السعودية قد حقق على مدار تداولات الأسبوع الماضي انخفاضا طفيفا بلغت قيمته 50.80 نقطة وبنسبة انخفاض بلغت 0.54 بالمائة عن مستوى إغلاق الأسبوع ماقبل الماضي. حيث كان المؤشرالعام قد أغلق الأسبوع ما قبل الماضي عند مستوى 9,418.32 نقطة، بينما أغلق المؤشرفي نهاية تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 9,367.52 نقطة. كما أنه يجدرالقول: إنه بإغلاق مؤشرالسوق عند هذا المستوى تكون السوق قد زادت من خسائرها التي تكبدتها منذ بداية العام إلى ماقيمته 1,474.72 نقطة، أي أن السوق تتداول بإنخفاض نسبته 13.60 بالمائة عن المستوى الذي كانت عليه في بداية هذا العام. حيث كان المؤشرالعام للسوق قد أغلق في اليوم الأول من بداية العام عند مستوى 10,842.24 نقطة، بينما أغلق المؤشر في نهاية تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 9,367.52 نقطة. كذلك يجدرالتنويه إلى أنه بإغلاق المؤشرالعام عند هذا المستوى تكون سوق الأسهم السعودية قد زادت كذالك من خسائرها التاريخية المتراكمة إلى مانسبته 54.60 بالمائة عن المستوى الذي كان عليه مؤشرالسوق في نهاية شهرفبرايرمن عام 2006 عندما أقفل عند المستوى القياسي 20,634.86 نقطة.
أداء سلبي لمجمل قطاعات السوق
ما بالنسبة لأداء السوق على مستوى القطاعات على مدارالأسبوع الماضي فقد كان أداؤها في المجمل وللأسبوع الخامس على التوالي سلبيا، حيث انخفضت مجمل مؤشرات قطاعات السوق وبنسب متفاوتة على مدارالأسبوع.
أداء إيجابي لمجمل شركات السوق
أما فيما يتعلق بأداء السوق على مستوى ال 115 شركة المدرجة بالسوق والمتداولة أسهمها على مدارالأسبوع، فقد كان أداؤها في المجمل إيجابيا، حيث بلغ عدد الشركات التي ارتفعت أسهمها على مدارالأسبوع 57 شركة، في حين انخفضت أسهم 45 شركة، بينما لم يطرأ أي تغيّرعلى أسعارأسهم 13 شركة. هذا وقد جاءت شركة العبداللطيف للاستثمارالصناعي على قائمة شركات السوق المرتفعة مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 14.05 بالمائة على مدارالأسبوع, تلها شركة سلامة للتأمين مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 10.24 بالمائة على مدارالأسبوع. في حين جاءت شركة مسك في المركزالثالث في قائمة شركات السوق المرتفعة مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 9.86 بالمائة. أمابالنسبة لقائمة شركات السوق المنخفضة على مدارالأسبوع, فقد جاءت الشركة السعودية للأبحاث والتسويق على قائمة شركات السوق الخاسرة مسجلة انخفاضا قدره 9.66 بالمائة, تلتها شركة طيبة للاستثماروالتنمية العقارية بنسبة انخفاض بلغت 8.13 بالمائة على مدارالأسبوع. في حين جاءت شركة أسمنت الشرقية في المركزالثالث في قائمة شركات السوق الخاسرة مسجلة انخفاضا قدره 7.71 بالمائة على مدارالأسبوع.
أداء سلبي بحسب قيم وكميات الأسهم المتداولة وكذلك عدد الصفقات
أما بالنسبة لإداء السوق بحسب أحجام وقيم التداولات وكذلك عدد الصفقات المنفذة على مدارالأسبوع الماضي، فقد كان أداؤها سلبيا للغاية، مقارنة بالأسبوع الذي قبله. حيث انخفضت قيمة الأسهم المتداولة للأسبوع الماضي لتصل إلى 27 مليارا و 68 مليون ريال, كذلك انخفضت كمية الأسهم المتداولة خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى 712 مليون سهم. بينما بلغت قيمة التداولات للأسبوع ماقبل الماضي أكثرمن 38 مليارا و68 مليون ريال تم التداول خلالها على أكثرمن مليار و294 مليون سهم. كذلك شهدت السوق من خلال تداولات الأسبوع الماضي انخفاضا ملحوظا في عدد الصفقات التي تم إبرامها مقارنة بالأسبوع السابق, حيث بلغ عدد الصفقات التي تم تنفيذها خلال الأسبوع الماضي 754,088 صفقة, بينما بلغت الصفقات للأسبوع ماقبل الماضي 1,831,034 صفقة.
الوضع العام للسوق
من خلال قراءتي التحليلية لمجريات تداولات السوق للأسبوع الماضي أستطيع القول: إن حالة السوق والمتعاملين من خلال المؤشرات الفنية لاتزال غيرمطمئنة. حيث يمكن تأكيد سلبية السوق من خلال ملاحظة أن ارتفاعات السوق في نهاية تعاملات الأسبوع الماضي لم تكن مطمئنة حيث أتت بدفع وبشكل رئيس من ارتفاع بسهم شركة سابك بأكثرمن خمسة بالمائة والتي فيما يبدو أنها جاءت استباقا لتفعيل المؤشرالحر للسوق، حيث سيتم تحجيم تأثيرسابك على المؤشرالعام للسوق. إلا أن انخفاض قيمة وحجم التداولات خلال تعاملات الأسبوع الماضي وإغلاق المؤشرالعام في نهاية الأسبوع فوق مستوى دعم قوي تعتبر من المؤشرات الإيجابية لبداية تماسك السوق وقرب ارتداده الإيجابي بإذن الله. إلا أنه يجب التأكيد إلى أن تحديد وجهة المؤشر وبشكل دقيق خلال الفترة القادمة يعتمد إلى حد بعيد على طبيعة ومدى إيجابية النتائج المالية لشركات السوق للربع الأول من هذا العام، والتي بدورها تعتبر مؤشرا جيدا للقياس والتنبؤ بأداء شركات السوق لهذا العام.