رد : الأخبار الإقتصادية ليوم الاثنين08/ 4/ 1429 هـ الموافق 14/ 4 / 2008 م
بموضوعية
ارتفاع المؤشر لا يعني ارتفاع الأسعار
راشد محمد الفوزان
قرأت كثيرا الآن وسابقا عن توقعات المؤشر العام من يقول سيصل خمسة عشر ألفا آخر السنة أو ستة عشر ألفا أو عشرين ألفا، تجد هذه التقديرات والتحليلات كثيرا جدا، ولا يخلو يوم من نشر أو قراءة مثل ذلك، سواء محللين فنيين أو حتى ماليين، وحصرت الآن ما يقارب 13قراءة للمؤشر العام آخر العام . كلها إيجابية وصاعدة . ولست هنا بصدد تقييم للمحللين لأنني أحتاج من يقيمني بالأساس، وبالتالي لا أقول إنها صحيحة أو غير صحيحة، فكل له قراءته وعلمه أيا كان . وسبق أن قدرت المؤشر فكانت تصيب أحيانا كثيرة وتخطئ في أحيان أيضا، وباعتبار التحليل الفني علما نسبيا وليس قطعيا يضع الاحتمالات كثيرة، وأيضا الأخبار المؤثرة على السوق ككل بقرار مفاجئ كما كنا نذكر قرار هيئة السوق المالية قبل الانهيار بتحديد نسبة التذبذب 5% كانت الشرارة الأولى للانهيار، المهم الآن أن التقديرات كثيرة ومتفائلة والكل يتحدث عن عشرة آلاف وأكثر، وحين يغلق آخر العام المؤشر بأي رقم سيظهر علينا الكثير بعبارة "ألم أقل لكم إن كانت قريبة من التوقعات" وإن "لم تصب كان هناك مؤثرات لم تكن بالحسبان" هكذا سيردد وهي منطقية أيضا . ولكن أتمنى نملك شجاعة بالقول فشلت بالقراءة وتقديري؟
حين يرتفع المؤشر العام كما يتوقع خلال المرحلة القادمة لا يعني ارتفاع الأسعار كسابق عهدها بالضرورة فالتركيز سيكون بالمؤثرة بالمؤشر العام والاستثماري، وليس كما كانت بيشة طيبة الذكر، أو الشركات الزراعية، أو بعض الشركات الصناعية والخدمية غير المستحقة أسعارها، أو غيرها من الشركات والتي كانت أسعارها بالآلاف قبل التجزئة وبالمئات بعد التجزئة، والآن نجدها أقل من عشرين ريالاً أو ثلاثين ريالاً قصة التغيرات كبيرة وواسعة يصعب حصرها هنا . ولكن التفاؤل بالمؤشر يعني هناك تركيز على القيادي أكبر، دخول كيان وزين والإنماء ومعادن والكثير من الشركات كل هذه الشركات لها أوزانها على المؤشر، وهي بالتالي تدعم قوة السوق أكبر وأكثر، ورغم أنها تخفض قوة شركات أخرى مع دخول كل شركة جديدة ذات رأس مال كبير، وبالتالي ستتعدد قوى السوق أكبر وأكثر، وستكون قوة الارتفاع أكثر توازنا وقوة وأقل حدة وتذبذبا مع كل نمو في عدد الشركات . ولن يكون السوق رهينة شركة أو ثلاث شركات، وهذه مهمة هيئة السوق المالية بأن تبذل قصارى جهدها لضخ مزيد من الشركات بالسوق لكي يكون أكثر ثقلاً واستثماراً أكثر من أن يكون مضاربيا يدعم فئة تدمر السوق بهدف تحقيق ربحيتها على حساب كل شيء، فلن نجد من يكون حريصا على قوة ومتانة السوق من المتعاملين السلبيين أيا كانوا سواء كانت شركات وساطة التي تهدف للربح بأي وسيلة كانت لكسب مزيد من العملاء وجذبهم، أو غيرها. سنظل نسمع مزيداً من التقديرات للمؤشر العام وكل له قراءته بالتأكيد، وكل له علمه المحترف أو التاجر أو المسوق أو غيره، ولكن في النهاية لن يصح إلا الصحيح وهذه سنة الحياة التي تتعب كل متلاعب في النهاية .
|