التحذير من إيذاء الصالحين التحذير من إيذاء الصالحين التحذير من إيذاء الصالحين التحذير من إيذاء الصالحين التحذير من إيذاء الصالحين
التحذير من إيذاء الصالحين
والمساكين
قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً)[الأحزاب:58]
وقال تعالى : ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ) (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ) [الضحى: 9 ،10] .
وأما الأحاديث ، فكثيرة منها :
حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الباب قبل هذا : (( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب )) (231) .
ومنها حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه السابق في (( باب ملاطفة اليتيم )) وقوله صلى الله
عليه وسلم : (( يا أبا بكر لئن كنت أغضبتهم ، لقد أغضبت ربك )) (232) .
1/389 ـ وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من صلى صلاة الصبح ، فهو في ذمة الله ، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء ، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم )) رواه مسلم (233) .
الـشـرح
قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ باب التحذير من إيذاء الصالحين والضعفة والمساكين ونحوهم ، ثم
ساق المؤلف قول الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً
وَإِثْماً مُبِيناً ) [الأحزاب:58] .
والأذية : هي أن تحاول أن تؤذي الشخص بما يتألم منه قلبياً ، أو بما يتألم منه بدنياً ؛ سواء كان ذلك
بالسب ، أو بالشتم ، أو باختلاق الأشياء عليه ، أو بمحاولة حسده ، أو غير ذلك من الأشياء التي
يتأذى بها المسلم .
وهذا كله حرام ؛ لأن الله سبحانه وتعالى بين أن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد
احتملوا بهتاناً وإنما مبيناً .
وفهم من الآية الكريمة أنه إذا آذى المؤمنين بما اكتسبوا فإنه ليس عليه شيء مثل إقامة الحد على
المجرم، وتغريم الظالم ، وما أشبه ذلك ، فهذا وإن كان فيه أذية ، لكنها بكسبه ، فقد قال الله تعالى : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر) [النور: 2].
ولا حرج من أن يؤذي الإنسان شخصاً بسبب كسبه هو وجنايته على نفسه ، فإن ذلك لا يؤثر عليه
شيئاً .
ثم أشار المؤلف إلى أحاديث تدل على التحذير من أذية المؤمنين ، ومنها ما سبق من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه أن الله قال : ((من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب )) فالذي يعادي أحدا من أولياء الله ؛
فإن الله تعالى يعلن عليه الحرب ، ومن كان حرباً لله تعالى ؛ فهو خاسر .
قال أهل العلم: وأنواع الأذى كثيرة ، منها أن يؤذي جاره ، ومنها أن يؤذي صاحبه ، ومنها أن يؤذي
من كان معه في عمل من الأعمال ـ وإن لم يكن بينهم صداقة ـ بالمضايقة وما أشبه ذلك ، وكل هذا
حرام والواجب على المسلم الحذر منه .
منقول للفائدة