عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04-26-2008
الصورة الرمزية ورد الجوري
 
ورد الجوري
فعال

  ورد الجوري غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1887
تـاريخ التسجيـل : 19-11-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 852
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ورد الجوري يستحق التميز
افتراضي مصاحبة الأشرار أخطار وأضرار

مصاحبة الأشرار أخطار وأضرار مصاحبة الأشرار أخطار وأضرار مصاحبة الأشرار أخطار وأضرار مصاحبة الأشرار أخطار وأضرار مصاحبة الأشرار أخطار وأضرار


إن عدم تصور خطورة مصاحبة أصدقاء السوء لهو خطر عظيم محدق بصاحبه ، إذ يفقد بذلك عاملاً هاماً يقيم به وضعه، ويبصر به مواضع الخطى.وإذا أردنا الحديث عن هذه الأخطار والأضرار ، فإنما نجمعها من نص قرآني، أو حديث نبوي، أو قول صحابي، أو تابعي، أو عالم رباني، أو حكمة شاردة، أو درة خرجت من فم عاقل لا يلفظها المنطق السليم، أومن خلال قصة واقعية، من القديم أو الحديث.فنجلي لك أيها الحبيب شيئاً من هذه الأخطار والأضرار عبر هذه الوقفات:
1- شرخ في بنيان العقيدة:
لاشك أن عقيدة المسلم هي أغلى ما يملك، وهي مدار سعادته أو شقاوته وإن الصحبة السيئة لها تأثير مباشر وغير مباشر على عقيدة الصديق، الذي ضاق به أفقه عن استيعاب هذه القضية.ولا يخفى علينا ذلك الموقف الذي آلم النبي صلى الله عليه وسلم، وتألم له كل مسلم بألم الحبيب محمد ، إنه موت أبي طالب عم النبي على الكفر، أتدري بم خسر أبو طالب عقيدته ومات على الكفر؟ خسرها بجلساء السوء المحرضين على الباطل
فعندما حضرت أبا طالب الوفاة، جاء زعماء الشرك، وحرضوه على الاستمساك بدينه وعدم الدخول في الإسلام قائلين: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ وعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام قائلا: قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة ، ولكن أنى لأهل الضلال أن يدعوه فما زالوا به حتى مات على ملة الكفر.
وقد تعترض على كلامي متعللا بأن أبا طالب كان على الشرك أما أنت فمسلم فكيف يتصور هذا الإضرار بالعقيدة الذي تتحدث عنه؟
أجيبك أيها الحبيب:اعلم أن ذلك يتصور حدوثه بأكثر من وجه:
ا-مصاحبة غير المسلمين:
ولا نعني بذلك مجرد المعاملة الحسنة، فالله تعالى لم ينهنا عن الذين لم يقاتلونا في الدين أن نبرهم ونقسط إليهم، وخص أهل الكتاب منهم بعدة أحكام تنم عن عظمة هذا الدين وسماحته وعدله. ولكن جعل الإسلام لهذه العلاقة حدوداً تحافظ على عقيدة المسلم وهويته، وتمنعه من الذوبان في غير إطار المسلمين بغير بغي ولا ظلم للآخرين.
وقد يؤتى البعض من قبل اختراق هذه الحدود، عندما تأخذ العلاقة بينه وبين غير المسلمين شكل التعايش والولاء والتآخي ونحو ذلك مما لا يكون إلا للمسلم.هذا التعمق في العلاقة معهم قد يؤثر على عقيدة الولاء والبراء عند المسلم، فقد يميل إلى ملة الآخر، ويقتنع بها، أو يعتقد صحة باطلها، أو يرى أن الإنسان يسعه الدخول في هذه الملة، وقد تحدث الطامة الكبرى ويفارق دين الإسلام إلى الملة الأخرى، سواء كان بدافع التعلق والميل القلبي ، أو بدافع الاقتناع بهذه الملة.
ب-ويتصور ذلك أيضاً في وجود صديق متأثر بالأفكار والمذاهب الضالة-كالشيوعية مثلا-ويحاول بدوره أن يصنع الهيمنة لأفكاره –شأن صاحب أي فكرة-فيبدأ في التأثير على صاحبه وإثارة الشبهات لديه ، ويستغل جهله بالدين ليشككه في ثوابته.
ج-ويتصور ذلك أيضاً في مصاحبة من لا يخلو حديثه من سب الدين، فمن يصاحبه إنما هو على خطر في جميع الأحوال، فإما أن يكتسب هذا الجرم العظيم منه، ويتعود على سب الدين، وهو ذنب عظيم، وإما أن يجالسه دون أن يحذو حذوه، فحسبه في ذلك قول الله تعالى (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم) يقول ابن كثير:" أي: إنكم إذا جلستم معهم وأقررتموهم على ذلك, فقد ساويتموهم في الذي هم فيه". فمع الأسف الشديد هناك عدد ليس بقليل من الشباب يتمازحون بسب الدين بعضهم لبعض ، أو يسبون الدين في أدنى درجات الغضب.
2-قطاع الطريق:
كثير من الشباب يحنون إلى العودة إلى الله، والتوبة والاستقامة، ولكنهم يحجمون بسبب أصدقاء السوء الذين يخذلونهم ويثبطونهم ويقطعون عليهم طريق الإنابة. لذلك فلا يسع مريد التوبة إلا الابتعاد عن الأوساط المضرة التي تؤثر حتماً فيمن يتواجد فيها.وليس أدل على ذلك من الحديث النبوي العظيم حديث قاتل المائة نفس : عن أبي سعيدٍ سعد بن مالك بن سنانٍ الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: كان فيمن كان قبلكم رجلٌ قتل تسعةً وتسعين نفساً, فسأل عن أعلم أهل الأرض, فدل على راهبٍ, فأتاه فقال: إنه قتل تسعةً وتسعين نفساً, فهل له من توبةٍ ؟ فقال: لا, فقتله فكمل به مائةً, ثم سأل عن أعلم أهل الأرض, فدل على رجلٍ عالمٍ فقال: إنه قتل مائة نفسٍ فهل له من توبةٍ ؟ فقال: نعم, ومن يحول بينه وبين التوبة ؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا, فإن بها أناساً يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم, ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوءٍ, فانطلق حتى إذا انتصف الطريق أتاه الموت, فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائباً مقبلاً بقلبه إلى الله تعالى, وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيراً قط, فأتاهم ملكٌ في صورة آدمي فجعلوه بينهم - أي حكماً - فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له, فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد, فقبضته ملائكة الرحمة.
فالرجل كان صادقاً في توبته، بدليل إرادة التوبة حتى بعدما أضاف جريمة أخرى إلى رصيده بفتوى جاهل، ولكنه لم ينتفع بهذه التوبة ، ولم تستتم له إلا بعدما استجاب لنصيحة العالم الذهبية، وترك الوسط السيء إلى ما هو أفضل.
ونحن نسأل صاحبنا:أتدري لم لا يروق لهم أمر توبتك ؟الإجابة باختصار :لأنهم يشعرون في قرارة أنفسهم بالنقص والعيب ، فإن فارقتهم إلى صراط مستقيم، حسدوك لأنك سوف تتحرر من قيود الذل، وتحيا حياة النور، وتصير أفضل وأنقى وأطيب منهم، وهو ما لا يرضونه لأنفسهم.وربما كانت هناك مصالح ومنافع يحصلونها بوجودك معهم ، ويخشون فقدانها بمفارقتك لهم، فيحاولون إقعادك عن سلوك درب الاستقامة بشتى الوسائل، بالتخذيل أو السخرية أو التذكير باللذات والمغامرات وربما وصل الأمر إلى التهديد بإفشاء الأسرار
3-الحور بعد الكور:
فكم من شاب صالح أرداه صاحب سوء من علياء الصلاح إلى قاع الضلال، وكم من فتى تاقت نفسه إلى رغد العيش في ظلال العبودية وما حجبه عن ذلك إلا صحبة الشر.وإن كان لنا في قصة ابن خلف وابن أبي معيط عبرة، إلا أن وباء الصحبة السيئة في كل عصر يقف على ناصية طريق الاستقامة يتربص بالسالكين، وينشب مخالبه بالشريد والهزيل .
ذهب ولم يعد
وهاهو عصرنا يفتح لنا إحدى صفحاته الغبراء لتسفر لنا عن قصة ضحية من ضحايا قرناء السوء، يقول راوي القصة:"صحبنا على ظهر سفينة هجول بها حول البلدان طلباً للرزق شاب صالح، نقي السريرة، طيب الخلق، كنا نرى التقى يلوح في قسمات وجهه، والنور والبشر يرتسمان على محياه لا تراه إلا متوضئاً مصلياً، أو ناصحاً مرشداً، إن حانت الصلاة أذن لنا وصلى بنا، فإن تخلف أحد عنها، أو تأخر عاتبه وأرشده، وكان معنا على هذه السجية طيلة أسفارنا، وألقى بنا البحر إلى جزيرة من جزر الهند، فنزلنا إليها، وكان مما تعود عليه البحارة أن يستقروا أياماً يرتاحون فيها ويستجمون بعد عناء السفر الطويل، يتجولون في أسواق المدينة ليشتروا أغرب ما يجدون فيها لأهلهم وأبنائهم، ثم يرجعون إلى السفينة في الليل، وكان منهم نفر ممن وقع في الضلال يتيمم أماكن اللهو والهوى ومحال الفجور والبغاء، وكان ذلك الشاب الصالح لا ينزل من السفينة أبداً بل يقضي هذه الأيام يصلح في السفينة ما احتاج منها إلى إصلاح، فيفتل الحبال ويلفها ويقدم الأخشاب ويشدها، ويشتغل بالذكر والقراءة والصلاة وقته ذاك.
وفي إحدى السفريات وبينما كان الشاب منشغلاً بأعماله تلك إذا بصاحب له في السفينة ممن أتبع نفسه هواها وانشغل بطالح الأمور عن صالحها، وبسافل الأخلاق عن عاليها يهامسه ويقول:صاحبي، لم أنت جالس في السفينة لا تفارقها، لم لا تنزل حتى ترى دنيا غير دنياك، ترى ما يشرح الخاطر، ويؤنس النفس!أنا لم أقل لك تعالى إلى أماكن البغاء وسخط الله ولا إلى البارات وغضب الله هيهات يا صاحبي لكن تعال فانظر إلى ملاعب الثعابين كيف يتلاعب بها ولا يخافها، وإلى راكب الفيل كيف يجعل من خرطومه سلماً، ثم يصعد برجليه ويديه حتى يقيمه على رجل واحدة وآه لو رأيت من يمشي على المسامير أنى له الصبر، ومن يلقم الجمر كأنه تمر، ومن يشرب ماء البحر فيستسيغه كما يستسيغ الماء الفرات، يا أخي انزل وانظر الناس! فتحركت نفس الشاب شوقاً لما سمع فقال: وهل في هذه الدنيا ما تقول؟
قال صاحب السوء: نعم وفي هذه الجزيرة فانزل تر ما يسرك، ونزل الشاب الصالح مع صاحبه وتجولا في أسواق المدينة وشوارعها، حتى دخل به إلى طرق صغيرة ضيقة، فانتهى بهما الطريق إلى بيت صغير، فدخل الرجل البيت وطلب من الشاب أن ينتظره، وقال:سآتيك بعد قليل، ولكن إياك أن تقترب من الدار، جلس الشاب بعيداً عن الباب يقطع الوقت قراءة وذكراً وفجأة إذا به يسمع قهقهة عالية ليفتح الباب وتخرج منه امرأة قد خلعت جلباب الحياء والمروءة.أواه!! إنه الباب الذي دخل فيه الرجل، وتحركت نفس الشاب فدنا من الباب، ويصغ سمعه لما يدور في البيت، وإذا به يسمع صيحة أخرى، فنظر من شق الباب ويتبع النظرة أختها لتتواصل النظرات منه وتتوالى وهو يرى شيئاً لم يألفه، ولم يره من قبل، ثم رجع إلى مكانه، ولما خرج صاحبه بادره الشاب مستنكراً:ما هذا؟!!ويحك هذا أمر يغضب الله ولا يرضيه.
فقال الرجل:اسكت يا أعمى يا مغفل هذا أمر لا يعنيك.
قال الراوي:ورجعا إلى السفينة في ساعة متأخرة من الليل، وبقى الشاب ساهراً ليلته تلك مشتغل الفكر فيما رآه، قد استحكم سهم الشيطان من قلبه، وامتلكت النظرة فؤاده. فما إن بزغ الفجر وأصبح الصباح حتى كان أول نازل من السفينة، وما في باله إلا أن ينظر فقط، ولا شيء غير أن ينظر وذهب إلى ذلك المكان، فما إن نظر نظرته الأولى وأتبعها الثانية حتى فتح الباب وقضى اليوم كله هناك، واليوم الذي بعده كذلك، فافتقده ربان السفينة وسأل عنه:أين المؤذن؟ أين إمامنا في الصلاة؟ أين ذلك الشاب الصالح؟ فلم يجبه من البحارة أحد، فأمرهم أن يتفرقوا للبحث عنه، فوصل إلى علم الربان من ذهب به إلى ذلك المكان فأحضره وزجره وقال له: ألا تتقي الله، ألا تخشى عقابه، عجل اذهب فأحضره ، فذهب إليه مرة بعد مرة فلم يستطع إحضاره، لأنه كان يرفض ويأبى الرجوع معهم، فلم يكن من قائد السفينة إلا أن أمر عدة من الرجال أن يحضروه قسراً فسحبوه بالقوة وحملوه إلى السفينة.
قال الراوي: وأبحرت السفينة راجعة إلى البلاد، ومضى البحارة إلى أعمالهم، وأخذ ذلك الشاب في زاوية من السفينة يبكي ويئن، حتى لتكاد نياط قلبه أن تتقطع من شدة البكاء، ويقدمون له الطعام فلا يأكل، وبقى على حاله البائسة هذه بضعة أيام، وفي ليلة من الليالي ازداد بكاؤه ونحيبه، ولم يستطع أحد من أهل السفينة أنن ينام، فجاءه ربان السفينة وقال له:يا هذا اتق الله ماذا أصابك لقد أقلقنا أنينك فما نستطيع أن ننام, ويحك ما الذي بدل حالك؟ ويلك ما الذي دهاك؟ فرد عليه الشاب وهو يتحسر: دعني فإنك لا تدري ما الذي أصابني؟ فقال الربان: وما الذي أصابك؟ وعند ذلك كشف الشاب عن عورته وإذا الدود يتساقط من سوأته، فانزعج ربان السفينة وارتعش لما رأى، وقال أعوذ بالله من هذا، وقام عنه الربان.وقبيل الفجر قام أهل السفينة على صيحة مدوية أيقظتهم، وذهبوا إلى مصدرها فوجدوا ذلك الشاب قد مات ، وهو ممسك خشبة السفينة بأسنانه، استرجع القوم وسألوا الله حسن الختام، وبقيت قصة هذا الشاب عبرة لمن يعتبر.
فانظر أيها الحبيب كيف عدل هذا الشاب الصالح عن طريق الخير والصلاح والاستقامة بسبب رفيق سوء فتح له أبواب الغواية .
تابوت الأحزان
وهاهو شاب آخر كان قاب قوسين أو أدنى من الالتزام ، صار ضحية أخرى من ضحايا رفقاء السوء، في قصة يقول راويها: " كانت معرفتي به بسيطة.. أحياناً متفرقة, أراه في المسجد وأياماً كثيرة لا أراه.. كنت أسلم عليه بحرارة وكنت في شوق إلى معرفته والتحدث إليه..عندما انصرفنا من صلاة العصر.. وقفت أنا وزميل لي خارج المسجد نتحدث.. فإذا به قادم.. وسلم على زميلي ثم سلم عليّ.. وبدأ أنهما على معرفة سابقة. فقد كانا زميلي دراسة.
تجاذبنا أطراف الحديث وطلبت منهما موعداً لزيارتي في منزلي. فوافقا واتفقنا على الاجتماع بعد صلاة العصر غداً.سألت زميلي عنه فحدثني بأنه إنسان فيه خير كثير. فاستفسرت عن سبب غيابه عن المسجد أياماً طويلة خاصةً وأنه جار للمسجد. فأخبرني أن صديقه هذا له رفقاء سوء في العمل فإذا اتصل بهم تراه يتغيب عن المسجد ولا يحضر للصلاة وتكثر أسفاره.
وتحدثنا طويلاً عن أفضل الطرق لإبعاده عن رفقاء السوء. طمأنت زميلي وقلت سأحاول إبعاده عنهم قدر المستطاع. ادع الله أن يعينني على ذلك وسأحتسب الأجر عند الله.كان الاستعداد للموعد العصر وفرحت به كثيراً لعل الله أن يهديه على يديّ..أخبرت بعض الأصدقاء وقلت لهم نريد أن تبعده عن رفقاء السوء وهذا لا يتم إلا بالتعاون بيننا جميعاً وكسب مودته وحبه لعل الله أن يهديه..
تمت الزيارة في موعدها وحصل ما كنت أريد, فالرجل محب للخير.. قريب للنفس..تشعب بنا الحديث وكان بعض حديثنا عن الجو الممطر هذه الأيام وأن في منطقة كذا ربيع وأرض خضراء..
شاركنا في الحوار فإذا به صاحب معرفة بالمناطق الخضراء ذات المناظر الخلابة.. فأشار بأن المنطقة الفلانية أفضل من جميع المناطق وذلك لأنها أرض رملية مغطاة بعشب أخضر وبين تلك الكثبان الرملية غدير ماء.. فاتفقنا على الخروج نهاية الأسبوع لهذا الموقع الجميل.وصمم أن نكون ضيوفه ولكننا رفضنا.
قلنا له نكفي منك الفكرة ومعرفة الطريق. وبعد مشاورات أصبحت الرحلة مشاركة من الجميع في كل شيء ما عدا الفكرة فهو صاحبها.
جو ربيعي جميل ومنتزه تحفه الرمال من جميع الجوانب.. وهذه الروضة وسط الرمال. من أجمل المناطق. فعلاً.
أصبح الرجل يودنا ويحبنا ونشأ بيننا الكثير من المحبة والألفة.. خاصةً أن الرحلات للمناطق البعيدة تعني التقارب بين الجميع.. استمرت صداقتنا مع بعض مدة طويلة وأصبح الخروج إلى البر يتم بدون مقدمات لأننا اتفقنا على الخروج نهاية كل أسبوع..
وأصبح هناك ترتيب لجدولنا اليومي في الرحلة واستفادة من الوقت سواء من ممارسة الرياضة أو من استقطاع وقت للراحة.. وكان هناك درس بعد صلاة الفجر يعقبه آخر بعد صلاة العصر مدته قصيرة.. وعانيت من ذلك معاناة شديدة بسبب هذا الارتباط الأسبوعي للخروج خارج البيت..
فقد كان هذا الوقت بالنسبة لي بمثابة تفرغ كامل للقراءة والكتابة.. إضافةً إلى أنني ألغيت الكثير من ارتباطاتي العائلية.. أصبح صاحبنا محافظاً على الصلاة ودوام على صلاة الجماعة في المسجد بما في ذلك صلاة الفجر وظهرت عليه سيما الصلاح والاستقامة. وقد كان لارتباطي الخاص به فرصة لقربه مني فقد باح لي بالكثير مما يعانيه من قبل. ومراحل ضياعه.حيث كان يتيماً وتربى في بيت جده.استمرت علاقتنا هذه لمدة شهرين كاملين.. بعدها قدر الله لي أن انتقل من بيتي إلى مكان آخر في أطراف المدينة لقربه من مكان عملي وانقطعت تلك الأيام والرحلات وحتى الاتصال الهاتفي. لعدم وجود هاتف لديّ.
وقد غبت بسبب ذلك فترة ليست طويلة عن هذا الشخص وحتى عندما اتصل عليه في بيته يقولون غير موجود..
وسبحان مغير الأحوال فقد أخبرني بعض الزملاء ممن كان يذهب معنا أنه عاد لرفقاء السوء وعاد لبعده عن الله جل وعلا.. وأخذت الأسفار جل وقته..
فقد أهمل عائلته ورجع إلى سالف عهده فترك صلاة الجماعة وبدأ يتراجع إلى الخلف.بدأ يسمع الأغاني.. ترك حفظ القرآن.. ترك الشباب الصالحين.. ترك الكتب القيمة. تحسرت على ذلك ودعوت الله لي وله.. وحثثت بعض الإخوة على معاودة تلك الرحلات.بعد مدة هاتفني أحد الزملاء وكان صوته متغيراً.. وأخبرني أن فلاناً توفي. إنا لله وإنا إليه راجعون.ماذا جرى له فمنذ مدة لم أره ولم أجده في بيته فقد اتصلتُ عليه كثيراً.. قال لي أنه سافر إلى شرق آسيا مع رفقاء السوء وتناول جرعة كبيرة من مادة مخدرة..
مات هناك وحُمل في تابوت على متن الطائرة العائدة ومعه تقرير يثبت أن وفاته كان سببها تناول المخدرات.
وجلت أيما وجل من سوء خاتمته وأيقنت أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.. فهو لم يستمر في توبته.. بل رجع إلى ما كان عليه.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. تقلب في حياته من الشر إلى الخير.. ثم عاد إلى طريق الشر وختم له بنهاية سيئة.. قال أهله.. ليته مات بأي شيء إلا هذه الموتة وهذا التقرير.. رفعت يدي إلى السماء ودعوت من كل قلبي.. (يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك).
الأرقام تتحدث
وهذا أحد الدعاة يطرح نتائج بعض الإستبانات والدراسات، والمقابلات مع الشباب تحضيراً للكلام عن موضوع" عوائق الاستقامة" يقول الشيخ:"قد يفكر الشاب بالاستقامة، بل إنه قد يقدم عليها، بل قد يخطو خطوات عملية في ذلك، ولكن عندما يعود إلى جلسائه وزملائه سرعان ما يعود إلى حالته السابقة، والذين تم سؤالهم شفوياً اتفق أكثرهم على أن الجليس والصديق يعتبر من أهم العوائق التي تعوق الشاب عن الاستقامة، فنجد أن 48% من الفئة الثانية، و36%من طلاب المرحلة الثانوية، و29%من طلاب المرحلة المتوسطة، يعتبرون ذلك من أهم الأسباب.
4-مذابح العفة:
فكم من شاب كان متلفعاً بثوب العفاف ينعم فيه، ثم أتاه تلميذ إبليس، يزين الوقوع في أوحال الرذيلة، وكم من فتاة كانت لؤلؤة في محارها مكنونة، ثم أغوتها صديقة سوء وأخرجتها من سياج عفتها وعرضتها لمخالب وأنياب الذئاب.
تحقيق
إن قضية الشهوة لهي من أخطر قضايا الشباب التي تحتل مساحة عظيمة لديهم ، حيث أنها-الشهوة- شيء غريزي مركب في بني البشر، وحاجة ملحة لا تكف عن الهتاف، وهي عند الشاب أقوى وأعلى نداءً، وهذه طبيعة المرحلة التي يحيا فيها الشباب.فيقفون في مواجهة صعبة مع الشهوة، قد زاد من ضخامة التحدي ملاحقة المغريات لهم ، يتزامن معها الهزال الاقتصادي الذي يصعب معه الزواج.
وبنظرة متفحصة في جوانب قضية الشهوة، ندرك أنه بالإمكان، بل لا نبالغ إن قلنا من اليسير مواجهتها، واستنادنا في ذلك على مسلمة شرعية، وهى أن الله تعالى لم يكلف الإنسان ما لا يطيق، (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)، فإن كان الله تعالى كلفنا باجتناب الشهوات المحرمة وهو يعلم أنه ليس كل الناس يستطيع الزواج، ولم يجعل عدم القدرة على الزواج عذراً في إتيان الشهوة المحرمة، فمعنى ذلك أن مواجهة الشهوة أمر في مقدور الإنسان طالما قد أخذ بأسباب تلك المواجهة .وعندما ننزل إلى أرض الواقع، نرى أن هناك دواع مغروسة في مجتمعاتنا الإسلامية تأخذ بحجزنا عن تلك المزالق: منها الوازع الديني الموجود في قلوب كثير من المسلمين على اختلاف درجاته، واستقباح الرذائل، والخوف على السمعة، واعتبار نظرة الناس.
ولكن مما تستحيل معه مواجهة الشهوة مصاحبة أصدقاء السوء.حيث أن الرفقة السيئة من أخطر أسباب الوقوع في الشهوات المحرمة.قل لي بالله عليك من علم الغلام الحديث عهد بالبلوغ تلك العادة السيئة (الاستمناء)، ومن علم فلاناً كيف يتصفح المواقع الإباحية على(الإنترنت)، ومن علم فلاناً كيف يغزو قلوب الفتيات ويوقع بهن في براثنه، ومن دل فلاناً على أماكن الرذيلة والفاحشة.حتماً ستجد وراء كل حادثة شيطاناً يدعى رفيق السوء.
(في تحقيق أجرته جريدة الأنباء الكويتية يقول أحد الشباب:أول مرة شاهدت فيها هذه الأفلام كان منذ سنين، حين كنت في زيارة لأحد أصدقائي، وكان في غرفته فيلم إباحي، فقام بتشغيله
الطارق
وهاهو أحد الدعاة يحدثنا عن شاب أغواه رفقاء السوء ما زالوا به حتى غمسوه في مستنقع الفاحشة:" اسمعوا إلى هذا الرجل الذي كان يصلي, وكان مع الصالحين, ولكن ضعفت نفسه, وفتر إيمانه, وقل دينه, فصار لا يحافظ إلا على الصلاة, ويرتكب كثيراً من المعاصي والذنوب, انظر كيف مكر فمكر الله به, جلس يوماً مع أصحابه أصحاب السوء, فقالوا له: يا فلان! ما رأيك أن نذهب إلى بلاد كذا؟ قال: معاذ الله! ولا زال في القلب دينٌ وإيمان, قال: معاذ الله لا أذهب معكم, فلا زالوا به يراودونه, يا فلان! تعال معنا ولا تفعل شيئاً من الحرام, تعال وتمتع ولا ترتكب شيئاً من الإثم, قال: لا لن أذهب معكم, فلا زالوا به -أصحاب السوء- حتى أقنعوه بأن يسافر معهم. وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ [لقمان:33] غره بالله الشيطان, فسافر إلى تلك البلاد, فكان في كل ليلة يذهب أصحابه يسهرون على الحرام والخمر والنساء, ومعاقرة الحرام, وكان يمكث في غرفته لوحده, ولا يخرج معهم, ولا يرتكب الحرام معهم, فتقاسموا بينهم, ومكروا مكراً, وقالوا: فلان لا يرتكب الحرام معنا لا بد أن نوقعه معنا في الحرام كيف؟ سوف نأتيه بعاهرة داعرة إلى غرفته؛ انظر لأصحاب السوء؛ قال الله تعالى: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً [الكهف:28] الله عز وجل يقول لك: لا تطع أولئك النفر الذين همهم الدنيا, وغايتهم الحرام, ويجلسون على الحرام, ويمسون عليه, ويقومون عليه, مجالسهم التلفاز والستلايت, والأفلام والمسلسلات, أحاديثهم عن النساء, وعن الفحش والبذاءة, غايتهم في الدنيا الحرام والمعاصي والذنوب, لا تطعهم ولا تجالسهم ولا تصاحبهم, لا تصاحب إلا مؤمناً, لكنه -للأسف- استرسل معهم. جاءوه في تلك الليلة الحمراء, في ذلك اليوم المشؤوم, فدخلوا عليه, وأدخلوا عليه العاهرة الداعرة, وأغروها بمال أن تراوده على نفسها, ثم أغلقوا الباب عليه, فلا زال يردها وتراوده, ويدفعها وتغريه, ويمتنع وتشهيه, فإذا به في لحظة ضعف سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ [القلم:44-45] وفي لحظة ضعف وقع عليها فزنى بها, فلما زنى فإذا بالطارق يدخل غرفته واستل روحه, وقبض الله روحه, يبعث على ما مات عليه كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ [العنكبوت:57]."
فواأسفاه على طهر وعفاف قد ذبحهما رفقاء السوء على أقدام البغاء، أرأيت أيها الحبيب كيف حسدوه على عفته، وكانوا أشد عليه من شيطانه؟! هل كان يدور بخلده أنه سوف يرتكب الفاحشة ويموت عليها؟ ليت شعري على أي حال سيبعث الفتى؟
دموع سجينة
وأما فتاة الإسلام وربيبة الطهر والعفاف فأسوق إليها هذه القصة بل هذه المأساة، لكيلا تظن أنها بمعزل عن هذا الخطر. وأن عذريتها في أمان. وأنى لها الأمان ومن حولها الخبائث (إناث الشياطين) يفتحن لها نوافذ الجحيم، تواقات أنفسهن لسلبها تاج العفة كيما تتساوى بالمستهترات.تحكي السجينة, السجينة؟!! نعم لم تخطئ عيناك ما قرأت ، إنها فتاة سجينة تستعيد الذكريات الحزينة، ذكريات الدمار والعار، عصفت بحياتها نافخة كير أحرقت ثوب عفافها.
تقول الفتاة: (تعرفت على صديقة سيئة في الجامعة، عرفتني بدورها على شاب كانت مؤهلاته:الأناقة، والوسامة، وأصول الإتيكيت-كما يقال بيننا معاشر الفتيات-وأنه (رومانسي) لا يوجد مثله، استطاع أن يصطادني بأسلوبه وخفة دمه.ولقد كنت أتحدث إليه عن طريق الهاتف الساعات الطويلة، وتطورت العلاقة مع هذا الشاب حتى قويت الصداقة أكثر، ونحن ننتظر الفرصة المناسبة للخروج معا ًوكان الشيطان يستدرجني بتعلقي بهذا الشاب. وفي لحظة غفلة من أهلي خرجت معه مرات عديدة، لتقع المصيبة الكبرى، الجريمة العظمى، الزنا، وبعد أشهر حملت منه سفاحاً!! فأخفيته عن أهلي لنتفق سوياً على إيجاد حل لهذه الكارثة.
اتفقنا-سامحنا الله-على إجهاضه وقتله، وتحت جنح الظلام أجهض الحمل، لكن الله كان لنا بالمرصاد، فهو الذي يمهل ولا يهمل، فكشف الله الجريمة على يد رجال الأمن ، ليخرج الصباح وتستيقظ الأسرة على مصيبة تنوء بحملها الجبال الراسيات. بكيت كثيراً وأنا في السجن فالحادثة مهولة والنهاية فاجعة بالنسبة لي ولأهلي، وأقول بمرارة وألم:بأي وجه أقابل أمي الحنون!!وبأي حال أقابل أبي الكريم!!وهو مطأطئ الرأس مسود الوجه، قد ذبحته بغير سكين، كيف لا!!والجريمة بشعة، والمصير السجن لا محالة)

منقـــــــــــــــــــول
توقيع » ورد الجوري
رد مع اقتباس