عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-2008   رقم المشاركة : ( 2 )
ورد الجوري
فعال

الصورة الرمزية ورد الجوري

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1887
تـاريخ التسجيـل : 19-11-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 852
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ورد الجوري يستحق التميز


ورد الجوري غير متواجد حالياً

افتراضي رد : كيف تكون الرؤية الشرعية !


الرؤية الشرعية

كلنا يعلم أن للزواج مقدمات اجتماعية هامة تتجلى في الخطوبة ...ولعل هذه الفترة تعتبر بالنسبة للشريكين من اجمل الفترات التي تمر بالمرء في حياته ...ففيها رُفع سيف التكليف وبقيت حلاوة وفرحة الود والحب بينهما ..... ولماكانت الخطوبة مقدمة هامة للزواج خصوصاً في عصرنا هذا كان لزاماً علينا أن نعلم آدابها وأن نتبين ضوابطها الشرعية وما يمكن أن يحدث من إيجابيات وسلبيات فيها ......

أولاً: حكم رؤية الشاب الفتاة التي ينوي الزواج بها

شرعنا الحنيف شرع للخاطب رؤية المخطوبة بالحدود التي تدعو للزواج منها.. ورسم المنهج.. فمن حق الشريكين معا ان يعرف كل منهما مواصفات الآخر.. ويلمّ بسماته الحسية والمعنوية.. من خلال الإطار المشروع المدعوم بالجدية والرغبة والنية الطيبة

ليس من الإنصاف ما يقوم به البعض من التشدد ومنع الرؤية تبعا لسياسة إقفال الباب لأن الرؤية قد تستحيل إلى "موقف جميل" يشعل قناديل الحياة الزوجية ويزرع مساحاتها بدوائر الفرحة والعطاء المتبادل. فيجب على من وقع في قلبه امرأة أن ينظر إليها قبل التقدم لخطبتها وهذا النظر واجب للأحاديث الآتية:

1- حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه خطب امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: [انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما] أي أن إعجابك بها أحرى بأن تدوم العشرة بينكما. رواه الخمسة إلا أبا داود.

2- حديث أبي هريرة قال: خطب رجل امرأة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: [انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً] رواه أحمد والنسائي.

إذن لا مشكلة شرعية في نظر الخاطب بشكل عام إلى الفتاة التي ينوي خطبتها ولا مبرر لمن يتشدد في هذا الأمر متذرعاً بالشرع. فالشرع نفسه لم يبح هذا الأمر فقط بل وحث عليه بناء على صريح قول المصطفى صلى الله عليه وسلم.


ثانياً: حكم رؤية الشاب للفتاة التي ينوي الزواج بها بدون حجاب

من جانب آخر ليس من اللائق شرعا وعقلا أن تتجاوز الرؤية حدودها الشرعية تأثرا بالفلسفة الزوجية الغربية القائمة على الانفتاح المحفوف بالاختلاط وكسر حاجز الحياء ولشرعنا الحنيف رأيان في هذه المسألة:

الأول: ان يرى الوجه والكفين فقط وهذا ما عليه الجمهور

الثاني: ان يراها في ثياب المهنة وهذا رأي عند الحنابلة ومستندهم الحديث التالي :
[إذا خطب أحدكم المرأة فقدر أن يرى منها بعض ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل]. رواه أحمد وأبو داود وأخرجه الشافعي وعبدالرزاق والحاكم وصححه وقال الحافظ رجاله ثقات، قال الشوكاني.. وفي إسناده محمد بن إسحاق، وأعلنه ابن القطان بواقد بن عمرو.. فإن صح الحديث فهو حجة لأكثر من الوجه والكفين، وثياب المهنة لا تعني كشف الشعر إنما المقصود بها اللباس الذي قد يري الرقبة والساعد ونصف الساق

ثالثاً: عدم رؤية المخطوبة بدقة هل هو عذر للطلاق

قد يربط بعضهم كثرة حالات الطلاق بمشاكل الرؤية وأنه لم يقتنع بها ولم تملأ عينه أو تنل رضاه لعدم إلمامه بمواصفاتها الجسمية فقد شاهدها قبل الزواج على عجل..
وتلك الحجة الواهية - مبرر قاصر - يجتره بعض الفاشلين في حياتهم الزوجية.
وبخاصة عندما يكون الزوج شابا أقدم على مشروعه قبل اكتمال ملامح نضجه الفكري أو استواء تجربته أو أقدم استجابة لضغوط الأهل أو مجاراة للغير.. دون ان يحمل اعتبارا أو تقديرا لمفردات البيت الزوجي وبالتالي سيكون احتفاؤه بالزواج طارئا وقتيا. إن "عدم رؤية المخطوبة بدقة" أو عدم إشباع النظر إليها عذر معلب يتداوله أشخاص أخفقوا في بناء عالمهم الزوجي وفشلوا في قراءة المعادلة الزوجية الشريفة التي تتطلب رسم مواقف عامرة بالتضحيات المشتركة واللغة الواحدة التي تبوح بالقيم الزوجية النبيلة.

وبعض الشباب المقدم على الزواج يتخذ من الرؤية حدثا عابرا عاديا فتراه يطلب رؤية المخطوبة وهو لا يحمل أية صورة أولية لها.. وربما كرر النظر وأعاد المحاولات مع أخريات دون ان يظفر بمن يريد.. ممارسا تجارب هشة ومجهولة. ما المانع أن يرسل أهله أولا ليقدموا صورة تقريبية للمخطوبة فإن وافقت نفسه يطلب الرؤية وإن لم تكن كذلك فإنه يحجم.. وتلك الطريقة فيها نوع من الإنصاف والتدرج وحفظاً لمشاعر الفتاة.

رابعاً: التعجل في الرؤية

ليس من المنطق ما تقوم به فئة من الراغبين بالزواج من تعجل في رؤية المخطوبة وإلحاح فإن لم تعجبه تلك سيبحث ليرى غيرها.. وكأنه يريد اختزال مسافات الركض واختصار آفاق التحري غير مدرك ان وراء الرؤية أحاسيس امرأة ومشاعر إنسانة يجب ان تراعى.. وليست مجرد صورة يدقق فيها أو تمثالا يقرأ ملامحه. إن من معشر الرجال من يعزفون على وتر القسوة وينسجون خيوط الأنانية متجردين من مشاعر الإنصاف والموضوعية مع النساء فيجتمع على المرأة بذلك ظلم الرجل من ناحية واستبداد الظروف الأسرية وضغوط المواقف الزوجية من ناحية أخرى!!

وما أجمل ان يتحلى الخاطب بالهدوء والتأني مطلقا دعوات الاستخارة معتمدا بعد الله تعالى على الاستشارة وقراءة الموقف الزوجي قراءة متأنية وصياغة قالبه بروية دون ان يتخلى عن مبادئ الاتزان أو ينأى عن صوت العقل وصدى الحكمة.. والمهم وجود الرغبة الصادقة بالزواج وتحقق علامات الرضا والقبول والتأكد من بيانات الرحلة المباركة وعندها يمكن ان تضيء مصابيح السعادة آفاق الزوجية.. وهمسة لمن أولع بالرؤية: إن المرأة ليست دمية.. فتمهلوا ولتكن الرؤية بعد أخذ صورة أولية عن المخطوبة وبمثابة وضع نقط على الحروف.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس