رد : النفط والطاقة
النفط في اسبوع
ارتفاع مطرد في الأسعار يكسب برميل النفط 10 دولارات
تحليل ـ ايمن سيف
عادت الأوضاع إلى حالة الارتفاع المطرد لأسعار النفط طوال الأسبوع (4 مايو - 9 مايو)، وتواصل الارتفاع دون توقف منذ بداية الأسبوع ولم يسجل أي تراجع عن سعر الافتتاح، حيث حققت الأسعار فارقا يزيد عن 10$ بين أدنى قيمة سجلت في الساعات الأولى عند 116.02$ في بداية الأسبوع وأعلى قيمة سجلت في الساعات الأخيرة نهاية الأسبوع عند 126.20 $، وهي القيمة الأعلى تاريخيا في خارطة أسعار النفط.
ربما كانت الأسباب وراء الزيادة الأخيرة ترجع إلى ضعف الدولار وتوقعات استمرار ذلك خاصة بعد أن ظهرت بيانات أسعار الفائدة على اليورو «خصم الدولار العتيد» يوم الأربعاء عند 4% دون تغير، وتبددت الآمال لدى المراقبين بوجود خفض في القريب العاجل وتعافي الدولار من مستوياته المتدنية.
وبدا واضحا أن مثل هذه الزيادة على الأسعار تعكس تناقضات لدى المحللين ومراقبى الأسواق، فيما أن هناك قناعة لدى بعض المحللين المتحمسين لمثل هذه الزيادات تؤكد أن تجد الأسعار طريقها نحو 150$-200$ خلال السنتين القادمتين، ويعزز أصحاب هذا الرأي استمرار وتيرة الطلب من الصين والهند الدولتين الأكثر نموا، بينما جاءت دراسات معاكسة تتوقع عودة الأسعار إلى مستوى 100-110$ مع نهاية 2008، وأيا كان هو الرأي الصحيح، فلن نجد وضوحا في الرؤية إلى أين تتجه الأسعار خلال الأشهر القليلة المقبلة، وتبقى كل تلك الآراء مجرد توقعات، وثبت أن الحسم دائما يأتى في حلبات الأسواق بين أيدي المضاربين.
في جانب الإنتاج والتصدير لم تسجل ملاحظات هامة جديدة، بل إن هناك بعض الصعوبات في إيجاد مشترين للإنتاج الإضافي، وكررت أوبك القول بأن الأسواق ليست بحاجة حاليا لمزيد من الإنتاج، حيث هناك مشاريع جديدة قادمة من قبل شركات النفط سوف تضخ مزيدا من الإنتاج في المستقبل القريب.
أما في جانب المستهلكين فيبدو أن الآثار السلبية لغلاء أسعار الوقود بدأت تظهر نتائجها تدريجيا، وكما يقال إن الحاجة هي أم الاختراع، فقد بدأ الحديث لدى قائدي المركبات عن وسائل خفض الاستهلاك والبحث عن سيارات أقل استهلاكا للوقود، وربما يكون التحكم في السرعة مفيدا في هذا الجانب فالقيادة بسرعة 110 كم\ساعة أو أكثر سوف تستهلك وقودا أكبر من القيادة بسرعة بين 50-95 كم\ساعة، هذه النسب البسيطة قد لا تكون مهمة بالنسبة لسائق دون آخر لكنها تجتمع في النهاية وتشكل خفض نسبة هامة من الاستهلاك العام، وهذا ما بدا من اهتمام على أعضاء في الكونجرس الأمريكي نحو إعادة النظر في تحديد سرعة المركبات على الشوارع، والحديث في العودة إلى أرقام 55 ميل\الساعة التي كان أقر العمل بها سنة 1974 بعد أزمة النفط وبقيت سارية المفعول حتى سنة 1995 حين تم رفعها إلى 70 ميل\ساعة أو 80 ميل\ساعة في بعض الولايات.
|