[عثمان الثمالي]

الرئيس التنفيذي للشركة: المملكة تستقطب الاستثمارات غير النفطية
"ريو تنتو" ترفع تكلفة مشروعها مع"معادن" للألمنيوم إلى 10 مليارات دولار



- عبد العزيز الهندي من الرياض - 27/05/1429هـ
كشف توم ألبينيزي، الرئيس التنفيذي لشركة "ريو تنتو" البريطانية عن عزم الشركة التوسع في مشروعها مع شركة التعدين العربية السعودية "معادن"، بعدما استحوذت بالكامل على شركة "الكان" الكندية في أكتوبر "تشرين الثاني" من العام الماضي، مبينا في الوقت نفسه أن المملكة ودول المنطقة بدأت تشهد جاذبية للاستثمارات في قطاعات أخرى غير النفط.
وأعلن ألبينيزي في مؤتمر صحافي اقتصر على جريدة "الاقتصادية" وعدد محدود من الصحافيين التوسع في المشروع الاستراتيجي المشترك لإنشاء مشروع ألمنيوم متكامل من المنجم إلى المنتج النهائي، وذلك برفع تكلفته الرأسمالية إلى 37.5 مليار دولار (عشرة مليارات دولار)، بعدما كانت تكلفته الرأسمالية تبلغ نحو 26.2 مليار ريال (سبعة مليارات دولار).
ويهدف المشروع إلى استثمار احتياطيات خام البوكسايت في الزبيرة والذي يقع بين منطقتي حائل والقصيم لإنتاج 720 ألف طن سنويا من مادة الألمنيوم بمواصفات عالمية في المدينة التعدينية في رأس الزور في المنطقة الشرقية، وسيتم تصدير أكثر من 70 في المائة من الألمنيوم المنتج إلى خارج السعودية. ويعد خام البوكسايت العنصر الأساس في صناعة الألمونيوم.
وكانت شركة الكان الكندية قد أبرمت اتفاقية الشروط الأساسية مع "معادن" في أبريل (نيسان) من العام الماضي 2007.
وفي هذا الخصوص، بين الرئيس التنفيذي لشركة "ريو تنتو" أن الشرق الأوسط شريك مهم في قطاع صناعة الألمونيوم حيث ستبدأ الشركة الشهر المقبل في تشغيل مصنعها للألمونيوم في عمان والذي يعد من أكبر مشاريعها لصناعة الألمونيوم في الشرق الأوسط.
وقدر ألبينيزي تكلفة المشروع بنحو ملياري دولار، مبينا أن المشروع يتضمن محطة لتوليد الطاقة الكهربائية.
وكشف ألبينيزي عن محادثات جرت بينه وبين كبار المسؤولين في القطاعات الحكومية السعودية وكذلك مع تنفيذيي معادن للنظر في مشاريع جديدة، ولكنه لم يفصح عنها، مؤكدا في الوقت ذاته تطلع شركته إلى الاستفادة من توجه السعودية نحو استغلال طاقاتها المعدنية.
وتابع قائلا في هذا السياق "لقد شجعني كثيرا الحديث الذي استمعت إليه خلال لقاءاتي هنا في الرياض".
وأضاف "لقد سيطر النفط كحافز للاستثمارات في هذه المنطقة لفترة طويلة من الزمن، والآن بدأنا نرى جاذبية أخرى للاستثمار في هذه المنطقة غير النفط. وأرى فرص استثمارية في المملكة بشكل خاص ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام في مجال المعادن والألمونيوم. والاهتمام بالمملكة موجود وهذا أمر يشجعني كثيرا".
وقال ألبينيزي إن "ريو تنتو" ستواصل اتفاقيتها مع "معادن" السعودية حيث كانت الزيارة الحالية لتفقد سير العمل في المشاريع، مفيدا أن شراكة الشركة مع شركته تتيح الفرصة للاستفادة من أحدث التقنيات ولاسيما أن الشركة تتطلع إلى استثمارات طويلة المدى.
وقال "لدينا شراكة قوية مع معادن والسعودية. فقد تلقينا دعما كبيرا هنا في المملكة لاستثماراتنا سواء من معادن أو حتى من الحكومة التي صرفت الكثير من الأموال على بناء البنية التحتية من أجل دعم المشروع".
وشدد الرئيس التنفيذي لـ"ريو تنتو" على أن الطلب العالمي على المعادن وتحديدا الحديد والصلب والنحاس والألمنيوم يتزايد بشكل مهول في بلدان مثل الصين والهند وكذلك منطقة الشرق الأوسط نتيجة لانتقال السكان من القرى والهجر إلى المدن بواقع 70 مليون نسمة سنويا خلال 15 عاما المقبلة.
وقال "هذه الهجرة من القرى إلى المدن الحضرية ستزيد من الحاجة والطلب على الحديد والألمنيوم وسيكون هناك طلب كبير على هاتين المادتين خلال العقدين القادمين".
وتعمل مجموعة "ريو تنتو" التي يقع مقرها الرئيسي في المملكة المتحدة في مجال التعدين، وتضم "ريو تنتو" الشركة المساهمة والمدرج أسهمها في بورصة لندن، "ريو تنتو" المحدودة المدرجة في سوق الأوراق المالية الأسترالية، بينما تتركز أعمالها في البحث عن الموارد المعدنية واستخراجها ومعالجتها، في حين تغطي أنشطتها معظم أنحاء العالم متركزة في أستراليا، أمريكا الشمالية، أمريكا الجنوبية، أسيا، أوروبا، والجزء الرئيسي من إفريقيا.