رد: عقار وإسكان
كلما كثر الدلالون فشلت البيعة
عبدالعزيز المنصور
الدلال كلمة شعبية تطلق على الوسيط في العقار أو أي تجارة أخرى والسمسار بلهجة بعض البلدان والدلالون جمع دلال وأغلب هؤلاء الدلالين لا يملكون مقرا ثابتا وقد كثر الدلالون في الآونة الأخيرة وزاد عددهم ونوعهم ممتهنين هذا العمل الذي لا يحتاج الى شهادة عليا أو خبرة طويلة أو ترخيص رسمي أو مساءلة من أي جهة عن عمل هذا الدلال.
والدلالون مختلفون في توجههم وطريقة عملهم و لكنهم يجتمعون على مبدأ وهدف واحد وهو العمولة التي لا يختلف عليها أحد منهم وهي غايتهم مهما تغيرت طرق بعضهم والذي لا يختلف عليها أحد منهم مهما تغيرت طرق بعضهم والذي يعتمد بعضهم على تعميق وتأصيل العلاقات مع أصحاب العقارات وهو امير الاراضي ورجال الأعمال حيث ينحصر دور هؤلاء الدلالين بالبحث عن الفرص أو اللقط كما يسمونها ليقوموا بعرضها على تلك المجموعة من الأشخاص الذين يملكون السيولة للشراء ووجود هؤلاء العينة في السوق قد لا يكون مشكلة بحد ذاته.
ولكن المشكلة والاعاقة تأتي من الدخلاء على هذه المهنة وتهورهم بنقل المعلومات الخاطئة من طرف الى آخر والجميع يعلم أن مجال الدلالة والسمسرة واسع ويحتمل كل النوعيات. لذا تجد أن هناك أصحاب مهن يتعاملون بهذا المجال رغم التناقض الشاسع بين مهنهم وبين المجال الذي يعمل به كصاحب محل عمل المفاتيح الذي يعمل بمجال بيع العسل والدلالة في ورشته الصغيرة، وكذلك صاحب محل اصلاح بنشر وتغيير الزيوت وكذلك بائع الخضراوات وغيرهم الكثير من اصحاب المهن الذين كثروا في السوق وزاد عددهم بزيادة عدد المتقاعدين من القطاعين الخاص والعام فأصبح التعامل بالعقار كالقصعة التي يدور حولها الكثيرون.
اللهم لا حسد وأدعو الله أن يبسط رزقه عليهم لكن وجودهم وانتشارهم بالسوق العقاري قد تصل الى ظاهرة سيئة ومؤثرة على نقل المعلومة من شخص الى شخص الى شخص وتصل أخيرا الى صاحبها وهي تحمل نسبة كبيرة من الأخطاء بالمعلومات المبنية على أرقام. لذا فإن تدخل الدلالين وزيادتهم في البيع والشراء يضعف نقل المعلومة مما يسبب في فش وضياع البيعة أو الشروة وذلك فيما يخص المجال العقاري. كثرة الدلالين في أي مجال عقاري لها سلبيات أولها منازعاتهم على السعي أي العمولة واختلافهم على طريقة وأسلوب توزيعها عليهم. لذا يصل الأمر الى الغاء الصفقة بسبب تخاصم هؤلاء الدلالين. كما ان بعضهم لا يتصف ولا يحمل صفة هامة وضرورية في مثل هذا العمل وهو الصدق حيث نجد بعضهم يجمل ويحسن البيعة في نظرك حتى تتم البيعة وهو يعلم أنها غير صالحة والذي يهمه أولا وأخيرا أن تنطلي عليك وأحسب هؤلاء عند الله قلة.
التعامل المباشر يظل أكثر صدقا في نقل المعلومة حيث تضيق دائرة الأخطاء ولكن يندر أن صفقة أو تعامل عقاري أن يخلو من السعاة والدلالين والوسطاء. والخلاصة أنه يجب تنظيم عملية هؤلاء الدلالين من خلال تسجيلهم وتنظيم التعامل معهم حتى لا تفشل الصفقات ويهبط مستوى العقار أكثر مما هو هابط.
|