[عثمان الثمالي]

15 مليار ريال دخلت السوق والتوجّه للشركات القيادية لدعم المؤشر
المدينة السعودية الخميس 12 يونيو 2008 5:55 ص




قال عدد من المحللين الماليين والخبراء الاقتصاديين :إن السيولة بدأت في التحوّل من قطاع العقار عائدة إلى سوق الأسهم من جديد ، حيث بعد تشبع العقار وارتفاع الأسعار بشكل جنوني تقلّصت الفرص بشكل كبير وبدأ المستثمرون البيع لجني الأرباح هناك والتوجّه إلى سوق الأسهم للاستفادة من الفرص في السوق خاصة مع التوقعات بطفرة جديدة سيشهدها السوق خلال العامين المقبلين .

وأشار محللون ماليّون لـ «المدينة» ان السيولة التي دخلت سوق الأسهم خلال الأسبوعين الماضيين تتجاوز 15 مليار ريال كما أن هناك إشارات دخول كثيرة في عدد من القطاعات وهناك نية لرفع السوق من جديد لكسر حاجز 10 آلاف نقطة خلال الفترة المقبلة .

واكد المحلل المالي الدكتور طارق كوشك أن السوق ينعم حالياً بالاستقرار ونفسيات المتعاملين جيدة خاصة بعد استقرار سهم بنك الإنماء رغم التوقعات بارتفاعه خلال الأسابيع المقبلة إلى أكثر من 25 ريالاً . وعن تحرك السيولة في السوق قال كوشك : هناك سيولة دخلت إلى السوق تتجاوز 15 مليار ريال كما أن السيولة بدأت في التحرك من بعض القطاعات الخدمية إلى البنوك والصناعة وهذا يؤكد ان هناك نية لرفع المؤشر من جديد لكسر حاجز 10 آلاف نقطة ، والمدقق في الكميات يجد السيولة تخرج من قطاعات الاسمنت عدا شركتين ، كما تخرج من قطاع الخدمات وتتوجّه إلى البنوك والصناعة وبعض شركات المضاربة وقطاع الإنشاءات وبعض شركات التأمين .

وحول رؤيته التحليلية لبعض الشركات الكبرى مثل المملكة وزين والإنماء وكيان وينساب وبترو رابغ قال كوشك: هذه شركات استثمارية بالدرجة الأولى وستحقق أرباحا جيدة للمستثمرين بشرط أن تكون نظرتهم الاستثمارية بعيدة المدى لأكثر من 3 سنوات أما حاليا فإن تحركات هذه الشركات ستكون في حدود ضيقة جداً . وحول جدوى التحليل الفني في سوق الأسهم السعودية خاصة في ظل استقرار السوق حالياً قال كوشك التحليل الفني دائماً وأبداً مجدٍ ويعطي نتائج دقيقة بشرط ان يكون المحلل ملمّاً بالتحليل ويقرأ المؤشرات بدقة ، وأعرب عن استيائه من دخول من يسميهم (محللي الطفرة) الذين لا يظهرون إلا في حالة انتعاش السوق ليقولوا ان السوق سيشهد المزيد من الارتفاعات إلى مستوى لا نهائي وعند هبوط السوق يورّطون المساهمين بتوصيات قاتلة تتسبب في خسارتهم ، كما أكد أن هناك من يروّج لهبوط السوق حالياً بدون أن يكون لديه أي دليل علمي ، وكرر كوشك حديثه مؤكداً أن السوق مطمئن وسيكسر المؤشر بمشيئة الله حاجز 10 آلاف نقطة قريباً .

من جهته قال الدكتور أيمن السمان المحلل المالي :إن السيولة خارج السوق حالياً كبيرة جداً وهي ما نسميه بالسيولة الانتهازية التي تترقب أي فرصة للدخول ، وحالياً السوق أقل من مستوى 10 آلاف نقطة وكسر حاجز 10 آلاف ليس صعباً فيمكن أن يكسرها السوق خلال الأسبوع المقبل ، لكن المشكلة هي في استقرار المؤشر وثباته فوق ذلك المستوى مع سيولة جيدة

وقال السمان: السوق حالياً يعاني من عدم ثبات في مستوى السيولة ففي بعض الجلسات تكون السيولة 5 مليارات ريال ،وفي بعض الجلسات ترتفع إلى أكثر من 12 مليار ريال ، مشيراً إلى أن من أهم عوامل استقرار السوق هو ثبات السيولة وفي مستوى المؤشر الحالي أرى أنه من المفروض أن تستقر السيولة في السوق حول 10 مليارات ريال .

وحول بوادر خروج السيولة من العقار قال السمان: حتى لو خرجت السيولة من العقار فلن يشهد سوق العقار تراجعاً كبيراً كما يظن البعض بل سيتراجع بشكل طفيف جداً ويستقر. أما سوق الأسهم فالسيولة لم تدخل بالشكل المطلوب لرفع المؤشر من جديد وهي كما ذكرت سيولة انتهازية لا زالت خارج السوق ، وأضاف السمان :أنا أنصح المستثمرين بالتركيز على الشركات الرابحة وخاصة التي لم تشهد ارتفاعات خلال الفترة الماضية والتي لا زالت قريبة من القاع .

فيما قلل المحلل المالي ومدير صناديق استثمارية عبد الحميد العمري من آثار تحرك السيولة مؤكداً أن فكرة تبادل الأدوار بين السوق العقارية والسوق المالية لم تعد كما كانت في السابق ، لكن حالياً لدينا أكثر من 125 مليار ريال سيولة فائضة في السوق السعودي والفرص الحالية في البنى التحتية وقطاعات الانشاءات والمقاولات والصكوك والسندات كلها قنوات استثمارية مهمة تنافس العقار والأسهم ولهذا ليس من الممكن ان نقول أن السيولة تتوزع بين العقار والأسهم فقط حيث أن لدى الاقتصاد السعودي قنوات استثمارية جديدة وهو قادر على تغطية هذه الفرص الاستثمارية وزيادة ، يجب أن نلاحظ أيضاً أن لدى الاقتصاد السعودي أكثر من 1.07 تريليون فوائض واستمارات خارجية ، إذ لدينا الفرص الاستثمارية ولدينا سيولة ضخمة ستتجاوز هذين القطاعين المهمين .

وأضاف العمري ان مجلس الشورى سيصوت قريباً على أنظمة التمويل العقاري وهذه ستخلق قنوات وفرصا تتجاوز 1 تريليون في العقار فقط وهذا يؤكد أن السوق العقارية بدأت تتشكل لخلق فرص جديدة .

وحول الأوضاع الحالية في سوق الأسهم قال العمري : مع ادراج مصرف الإنماء خف الضغط بشكل كبير على نفسيات المتعاملين حيث كان هناك تخوف من سحب السيولة من السوق ومن هنا إلى نهاية السنة لا أرى ما يربك المستثمرين ومع أسعار البترول المرتفعة والفوائض النفطية الجيدة الأمور إيجابية والمعطيات التي تتحكم في السوق جيدة .

وأضاف : الآن دخل الترقب لنتائج الربع الثاني ليسيطر على تحركات السوق فقطاع المصارف حتى الآن لا زالت الربحية عالية جداً مقارنة بالربع الثاني من العام السابق حيث مثلاً تجاوزت 3 مليارات ريال في شهر ابريل هذا يعني أنها قد تتجاوز 10 مليارات ريال هذا العام . أيضاً شركات البتروكيماويات التي بدأت في الإنتاج ستضيف دخل لقطاع البتروكيماويات وقطاع الاسمنت والتطوير العقاري ستحافظ على توازن السوق وبهذا يمكن أن نحافظ على معدل النمو الحالي ، وإذا نظرنا إلى وضع السوق حالياً نجد أن هناك 120 شركة 55 في المائة منها حديثة لم تحقق أرباح ولنا أن نتخيل ما تضيفه أرباح هذه الشركات بعد التشغيل مثل زين والإنماء ، ويجب التنبيه إلى أن أرباح الشركات في السوق لا تمثل شيئا بالنسبة لحجم الاقتصاد حيث لا تتجاوز 5 في المائة حالياً في حين تزيد مساهمة الشركات في بعض الدول عن 80 في المائة من حجم الاقتصاد المحلي .

التنافسية ضعفت لسببين لتقدم خطوات التشريعات في القطاعين وهذه تفصل أمور كثيرة إذا التنافس بين العقار والأسهم قل بشكل كبير خاصة مع ارتفاع الوعي عند كثير من المستثمرين الذين يهتمون بموضوع المخاطر والفرص الواعدة . وعن التوقعات للسوق خلال الفترة المقبلة قال العمري : التوقعات المتفائلة تخدم السوق والمتشائمة تضغط على السوق إذا كانت النظرة ان فيه نسبة نمو ستتحقق خلال الربع الثاني من 9 - 11 في المائة فالمؤشر بانتظار صعود يتجاوز 10.400 إلى 11 ألفا نقطة ، لكن في حال كانت هناك مفاجأة في الأرباح فسيحدث هبوط إلى ما فوق 8 آلاف نقطة .