عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06-16-2008
الصورة الرمزية مناهل
 
مناهل
ذهبي مشارك

  مناهل غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2376
تـاريخ التسجيـل : 22-03-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,623
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 290
قوة التـرشيــــح : مناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادة
افتراضي الفرق بين النصيب والكفل

الفرق بين النصيب والكفل الفرق بين النصيب والكفل الفرق بين النصيب والكفل الفرق بين النصيب والكفل الفرق بين النصيب والكفل

قال تعالى في سورة النساء: "مَن يَشفَعْ شفاعَةً حَسَنةً يكن له نصيبٌ منها ومَن يَشفَعْ شفاعَة سيئة يكن له كِفْلٌ منها وكان الله على كلّ شيء مقيتا"
لم قال تعالى عن الشفاعة الحسنة (يكن له نصيب منها) وعن الشفاعة السيئة (يكن له كفل منها) ؟

_____________

من معاني (الكِفل) في اللغة : النصيب المساوي، المثل . والكفيل يضمن بقدر ما كفل ليس أكثر

أما (النصيب) فمطلق غير محدد بشيء معين .

لذلك قال الله عز وجل عن السيئة (يكن له كفل منها) ؛ لأن السيئة تجازى بقدرها " من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها" غافر 40

أما الحَسَنة فتضاعف كما قال تعالى : " مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا " الأنعام 160. وقال عز وجل : " مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا " القصص 84


فقال عن حامل السيئة أن له الكفل أي المثل، أما صاحب الشفاعة الحسنة فله نصيب منها والنصيب لا تشترط فيه المماثلة وهذا من عظيم فضل الله عز وجل .

وورد في الحديث الشريف أنه عليه الصلاة والسلام قال فيما يرويه عن ربه: إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك: فمن هَمّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمئة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن همّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة"

د/ فاضل السامرائي .
__________________________________________________ _______________________

قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - بعد أن ساق كلامًا عن الشفاعة " فإن لفظ الكفل يُشعر بالحمل والثقل ، ولفظ النصيب يُشعر بالحظ الذي ينصبُ طالبه في تحصيله ، وإن كان كلٌ منهما يستعمل في الأمرين عند الانفراد ، ولكن لمّا قرن بينهما ؛ حسن اختصاص حظ الخير بالنصيب ، وحظ الشر بالكفل". روضة المحبين (430).

__________________________________________________ _______________________

ومعنى الآية الكريمة :

{مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا } النساء (85)

{مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} أي من يشفع بين الناس شفاعة موافقة للشرع يكن له نصيب من الأجر .

{وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا} أي ومن يشفع شفاعة مخالفة للشرع يكن له نصيب من الوزر بسببها .

{وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا} أي مقتدراً فيجازي كل أحدٍ بعمله .

( تفسير القرآن العظيم )

__________________________________________________ _______________________

قال الإمام الشوكاني - رحمه الله - : ( أصل الشفاعة والشفعة ونحوهما من الشفع وهو الزوج , ومنه الشفيع ؛ لأنه يصير مع صاحب الحاجة شفعا , ومنه ناقة شفوع إذا جمعت بين محلبين في حلبة واحدة .
وناقة شفيع : إذا اجتمع لها حمل وولد يتبعها .
والشفع : ضمّ واحد إلى واحد .
والشفعة : ضمّ ملك الشريك إلى ملكك . )

وقال أيضا :
( والشفاعة الحسنة هي في البر و الطاعة , الشفاعة السيئة في المعاصي , فمن شفع في الخير لينفع فله نصيب منها , أي من أجرها , ومن شفع في الشر كمن يسعى بالنميمة والغيبة كان له كفل منها , أي نصيب من وزرها .

والكفل : الوزر والإثم , واشتقاقه من الكساء الذي يجعله الراكب على سنام البعير , لئلا يسقط , يقال : اكتفلت البعير : إذا أدرت على سنامه كساء و ركبت عليه ؛ لأنه لم يستعمل الظهر كله , بل استعمل نصيبا منه , ويستعمل في النصيب من الخير والشر , ومن استعماله في الخير قوله تعالى : ( يؤتكم كفلين من رحمته ) (
فتح القدير ( الجزء الأول 621 - 622 )
رد مع اقتباس