عرض مشاركة واحدة
قديم 06-19-2008   رقم المشاركة : ( 2 )
مناهل
ذهبي مشارك

الصورة الرمزية مناهل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2376
تـاريخ التسجيـل : 22-03-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,623
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 290
قوة التـرشيــــح : مناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادة


مناهل غير متواجد حالياً

افتراضي رد: حتى لا نسقط في الفتنة(رؤية شرعية في الأخوة الإنسانية)

* الشريعة الإسلامية ومصطلح ( الإخاء) :

قد بينت الشريعة الإسلامية حقيقة وكيفية(الإخاء) كما في الوحيين:(الكتاب والسنة) وهي :

1ـ أُخوة الدين.

فمن كان كافراً فهو أخ للكافر، ومن كان مسلماً فهو أخ للمسلم، ومنه قوله تعالى: ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )[6]، وإنما أداة حصر فقد حصر الله الأخوة بين المؤمنين فقط ، ومنه قوله تعالى : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )[7] ، أي في دين الإسلام[8]، ومنه قوله – صلى الله عليه وسلم – (المسلم أخو المسلم )[9]، ولذا فإنه لما خاف الخليل إبراهيم – عليه السلام- من بطش الطواغيت بزوجته سارة قال عنها ( إنه أختي ) أي أخته في الدين الحنيف الذي يجمع بينهما وهو الإسلام.
ولذا فقد بين – عز وجل – أن المنافقين ليسوا بمسلمين وأنهم إخوان للكافرين فنزع أخوتهم من المسلمين وقرنهم بالأخوة التي تربط بينهم وبين أسيادهم الكافرين فقال:(ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحداً أبداً وإن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون)[10] قال ابن الجوزي عند قوله تعالى :(يقولون لإخوانهم: أي في الدين لأنهم كفار مثلهم وهم اليهود )[11].


2. أخوة القرابة والنسب:


ومنه قوله تعالى : ( كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون )[12] وقد نص جمع من المفسرين بأن المقصود بهذه الأخوة في هذا الموضع بأنها أخوة النسب ، ومنهم الشوكاني حيث يقول : ( أي أخوهم من أبيهم لا أخوهم في الدين)[13]، ومن هذا قوله تعالى لموسى : ( اذهب أنت وأخوك بآياتي )[14]، والمقصود به هارون -عليهما السلام- والذي كان أخاً لموسى من أب وأم .


* زوبعة عصرية، وإثارة قضية:

أثار بعض المفكرين العصريين والمناصرين لمبدأ ( الإخاء الإنساني )بأن هذا المصطلح قد ذكره بعض المفسرين في كتبهم، وأن له دليل من القرآن، مثل قوله تعالى: ( وإلى عادٍ أخاهم هوداً)[15] ، قائلين إن القرآن أثبت هذا الإخاء فهو – عليه الصلاة والسلام – لم يكن أخاً لقومه في الدين لكنَّه أخاهم في البشرية والإنسانية ، ولهذا لا مانع بأن نطلق على النصارى واليهود بأنهم إخواننا في الإنسانية .

وجواب ذلك: بأنه لاشك أننا جميعاً مسلمين وكفار خلقنا الله – عز و جل – من أبينا آدم وأمِّنا حواء- عليهما الصلاة والسلام – فنحن جميعاً نشترك في البنوة لهما وهو – سبحانه – ينادينا جميعاً قائلاً : ( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً )[16]،

وعليه – راجياً أن يُفْهَمَ ما أعنيه – فلو أطلق البعض هذا المصطلح لأجل تلك البنوة من آدم وحواء – وليس له إلا هذا المراد فقط – لهان الخطب ، وأصبح الأمر قابلاً لوجهات النظر ، من حيث أصل هذا المصطلح ، ولكن .....

* هل يريد هؤلاء العصرانيون أن يثبتوا هذا المبدأ بهذا التفصيل ، أم أن وراء الأكمة ما ورائها، وأن المراد غير ما يظهر ، وأن الجوهر بخلاف المظهر ؟

- قيل في المثل العربي ( الحقيقة بنت البحث ) ولا شكَّ أنَّ الغوص في معاني الأمور، ومحاولة إدراك حقائقها ، من الأهمية بمكان ، والحق الذي لا أشك فيه ، أن هذا المبدأ لا يقصد جل من يقوله – نسأل الله لنا ولهم الهداية – إلا خلاف الحق ، وتفريغ الإسلام من محتواه الاعتقادي ، وإبعاد المسلمين عن منهج الله القويم ، وصراطه المستقيم[17]، إلى أن ينتقلوا بمن يتأثر بأطروحاتهم تلك إلى إثبات مبدأ (الإخاء الديني) وقد كان ... فتختلط الأمور، ويصبح الأمر في حيص بيص ، ويطمع الطامعون في إسقاط المسلمين بمزالق عقدية خطيرة تحت مظلة ( التقارب الديني ) أو(التعايش مع الآخر) أو( نبذ الشك والارتياب بالآخرين ) ويصبح من تأثر من المسلمين بتلك الأُطر ، كما قيل :

[POEM="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]فتراخى الأمر حتى أصبحت *** هملاً يطمع فيها من يراها[/POEM]

و لهذا فهل يليق بنا السكوت والتعامي عن مراد هؤلاء المنحرفين بحجة أن هذا المبدأ في جملته صحيح؟!


يتبع
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس