«الدخول الانتقائي» في أسهم الشركات يتطلب استقراء المحفزات الاقتصادية والفنية
د. عبدالله الحربي
استطاعت سوق الأسهم السعودية من خلال تداولات الأسبوع الماضي أن تواصل أداؤها الإيجابي وأن تسجل مزيدا من النقاط في قيم المؤشرالعام للسوق وذلك للأسبوع الثاني على التوالي. وقد جاءت ارتفاعات السوق وإن كانت دون مستوى التطلعات بدفع من ارتفاعات في أسهم شركة سابك التي تعتبر الأكثر تأثيرا في تحديد قيم المؤشرالعام للسوق. إلا أن السوق في المجمل لاتزال تعاني تدنيا في السيولة وضعفا في القوة الشرائية وذلك بسبب عزوف كبار لاعبي ومضاربي السوق عن الدخول في السوق خلال هذة الفترة، حيث يفضل البعض منهم الاحتفاظ بالمراكز الاستثمارية والترقب والبحث عن الشركات التي من المتوقع أن يكون لها محفزات اقتصادية وفنية تعزز أداء أسهمها خلال الفترة القليلة القادمة. وبالرغم من سلبية السيولة الداخلة في السوق، إلا أنني أرى أن هذة الفترة قد تمثل أفضل الأوقات للدخول الانتقائي المتدرج في أسهم الشركات ذوات النمو والمراكزالمالية القوية والتي تتداول حاليا تحت مستويات أسعارها العادلة، وذلك لأنه من المتعارف عليه في أبجديات أسواق المال أن عمليات التجميع والدخول الاحترافي في أسهم الشركات المنتقاة لا تتم في الغالب والسوق في بداية موجة صعود، بل إنها تتم عندما تبدو الصورة ضبابية لبعض الذين لا يستطيعون استقراء أداء الشركات قبل أن تعكسها قوائمها المالية المعلنة!
وقد أغلق المؤشرالعام لسوق الأسهم السعودية في نهاية تداولات الأسبوع وتحديدا يوم الإربعاء الماضي عند مستوى 9,778.48 نقطة. وبذلك يكون المؤشرالعام لسوق الأسهم السعودية قد حقق على مدار تداولات الأسبوع الماضي ارتفاعا بلغت قيمته 90.03 نقطة وبنسبة ارتفاع بلغت 0.93 بالمائة عن مستوى إغلاق الأسبوع ماقبل الماضي. حيث كان المؤشرالعام قد أغلق الأسبوع ما قبل الماضي عند مستوى 9,688.45 نقطة، بينما أغلق المؤشر في نهاية تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 9,778.48 نقطة. كما أنه يجدر القول إنه بإغلاق مؤشرالسوق عند هذا المستوى تكون السوق قد قلصت من خسائرها التي تكبدتها منذ بداية العام إلى ماقيمته 1,063.76 نقطة، أي أن السوق تتداول بانخفاض نسبته 9.81 بالمائة عن المستوى الذي كانت عليه في بداية هذا العام. حيث كان المؤشر العام للسوق قد أغلق في اليوم الأول من بداية العام عند مستوى 10,842.24 نقطة، بينما أغلق المؤشرفي نهاية تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 9,778.48 نقطة. كذلك يجدرالتنويه إلى أنه بإغلاق المؤشرالعام عند هذا المستوى تكون سوق الأسهم السعودية قد قلصت كذلك من خسائرها التاريخية المتراكمة إلى مانسبته 52.61 بالمائة عن المستوى الذي كان عليه مؤشرالسوق في نهاية شهر فبراير من عام 2006 عندما أقفل عند المستوى القياسي 20,634.86 نقطة.
أداء إيجابي
اما بالنسبة لأداء السوق على مستوى القطاعات الخمسة عشر فقد كان أداؤها في المجمل إيجابيا، حيث ارتفعت مؤشرات جميع قطاعات السوق وبنسب متفاوتة في الأداء على مدارالأسبوع الماضي، باستثناء مؤشرات ثلاث قطاعات: وهي قطاعات المصارف والخدمات المالية، الأسمنت، الطاقة والمرافق الخدمية. أما فيما يتعلق بأداء السوق على مستوى ال 120 شركة المدرجة بالسوق والمتداولة أسهمها على مدارالأسبوع، فقد كان أداؤها كذلك في المجمل إيجابيا، حيث بلغ عدد الشركات التي ارتفعت أسهمها على مدار الأسبوع 74 شركة، في حين انخفضت أسهم 37 شركة، بينما لم يطرأ أي تغيّر على أسعار أسهم 9 شركات. هذا وقد جاءت شركة الصناعات الكيميائية الأساسية والمدرجة أسهمها حديثا للتداول على قائمة شركات السوق المرتفعة مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 215 بالمائة على مدارالأسبوع, تلتها شركة اتحاد الخليج للتأمين التعاوني مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 16.81 بالمائة على مدارالأسبوع. في حين جاءت شركة المتقدمة في المركزالثالث في قائمة شركات السوق المرتفعة مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 16.08 بالمائة. أما بالنسبة لقائمة شركات السوق المنخفضة على مدار الأسبوع, فقد جاءت شركة سلامة للتأمين التعاوني على قائمة شركات السوق الخاسرة مسجلة انخفاضا قدره 8.11 بالمائة, تلتها شركة أنعام القابضة بنسبة انخفاض بلغت 7.69 بالمائة على مدار الأسبوع. في حين جاءت شركة الغذائية في المركز الثالث في قائمة شركات السوق الخاسرة مسجلة انخفاضا قدره 5.41 بالمائة على مدار الأسبوع.
أداء سلبي بحسب قيم وكميات الأسهم المتداولة
أما بالنسبة لإداء السوق بحسب أحجام وقيم التداولات على مدارالأسبوع الماضي، فقد كان أداؤها سلبيا، مقارنة بالأسبوع الذي قبله. حيث انخفضت قيمة الأسهم المتداولة للأسبوع الماضي لتصل إلى 52 مليارا و 786 مليون ريال، كذلك انخفضت كمية الأسهم المتداولة خلال الأسبوع الماضي لتصل إلى مليار و354 مليون سهم. بينما بلغت قيمة التداولات للأسبوع ماقبل الماضي أكثر من 64 مليارا و 706 ملايين ريال، تم التداول خلالها على أكثرمن مليار و963 مليون سهم. بينما شهدت السوق من خلال تداولات الأسبوع الماضي ارتفاعا طفيفا في عدد الصفقات التي تم إبرامها مقارنة بالأسبوع السابق، حيث بلغ عدد الصفقات التي تم تنفيذها خلال الأسبوع الماضي 1,652,793 صفقة، بينما بلغت الصفقات للأسبوع ماقبل الماضي 1,575,058 صفقة.
stocksanalyst@hotmail.com