رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الخميس22/ 6/ 1429 هـ الموافق26/ 6/ 2008 م
تحليل
صفقة استحواذ سابك على وحدة Ge (نظرة خاصة)
محمد عبدالله السويد@
هل من الممكن أن تكون الصفقة فاشلة؟ هذا سؤال يدور في أذهان الكثيرمن المستثمرين وهم يراقبون ما يحدث للاقتصاد الأمريكي من مشاكل ائتمانية، ويخيفهم اكثر هبوط سعر صرف الدولار الأمريكي المستمر مع ازدياد المخاوف من شبح الركود أو الحديث المتكرر عن الكساد في وسائل الإعلام العالمية.
بحسب اعتقادي فصفقة الاستحواذ هذه من المحتمل أن تكون اذكى وانجح صفقة تقوم بها شركة عربية خارج حدود المنطقة وفي وقت يكون فيه الاقتصاد الأمريكي على مشارف الركود ومشاكل ائتمانية حقيقية بالإضافة إلى عدم وضوح اسباب بيع شركة جي اي لوحدتها المذكورة.
لا أعلم ماذا يدور في ذهن مجلس ادارة سابك عندما اتخذ مثل هذا القرار الجريء ولكن دعونا نتحدث بحسب وجهة نظرنا الخاصة. أحد أهم الأمور التي يجب وضعها في الاعتبار حاليا هو أن تركيبة الاقتصاد العالمي بدأت في التغيير والكثير من التجارب السابقة لا يمكن أن تتكرر بالشكل الذي كانت عليه فالظروف قد تغيرت. مساهمة الولايات المتحدة في الناتج القومي العالمي انخفضت وبدأت في التقلص حيث بدأت تعتمد بشكل أكبر على الصادرات للأسواق الخارجية وأهو أمر كفيل بتخفيف وطأة حالة الركود المتوقعة خلال السنوات القليلة القادمة بإذن الله.
الامر الآخر مرتبط بالدولار الأمريكي فمن المتوقع أن يستمر في الهبوط أو يستمر لفترة طويلة في المستويات المتدنية الحالية وهو الأمر الذي سيساعد على زيادة صادرات الولايات المتحدة للأسواق الخارجية، وهو أمر سيدفع الحكومة الأمريكية لمواصلة سياسة الدولار الضعيف لدعم صادراتها. في نفس الوقت هناك أسواق ناشئة بدأت في التحول بشكل تدريجي إلى اسواق ناضجة، فبحسب بنك كرديت سويس من المتوقع ان تزداد مساهمة الصين والهند في الاقتصاد العالمي إلى اكثرمن 30% حتى سنة 2030م، وهو الأمر الكفيل بأن يزيد الطلب على المنتجات الأمريكية بسبب ضعف الدولار.
المثير في الأمر أن وجود وحدة لسابك خارج السعودية سيكون عاملا استراتيجيا خاصة وأن السعودية ستكون مضطرة لاحقا في حال استمرار ضعف الدولار لفك الارتباط معه او حتى تعديل سعر الارتباط، وهو أمر أراه واردا خلال السنتين القادمتين بعد أن تزداد ضغوط التضخم على الاقتصاد السعودي وتضطر المؤسسة لاتخاذ خطوة جذرية لمعالجة المسألة. في الجانب الآخر ازدياد سعر النفط مؤخرا لا اعتقد أن سببه المضاربون فقط بحسب ما يصرح به بعض المسؤولين، بل المسألة ابسط من ذلك بكثير.
هناك اسواق ناشئة كالصين والهند بدأت تتطور وتتحسن، هذا الأمر الذي كان الدافع الأساسي لارتفاع اسعار المنتجات البتروكيماوية، هذا الطلب من المتوقع أن يستمر خلال السنوات القادمة فهناك تقارير متعددة عن زيادة حجم الاستثمارات في صناعة النفط والبتروكيماوية وهو الأمر بحسب تصوري الذي يدفع اسعار النفط للارتفاع لمستويات أعلى من 100دولار، فتشكيلة الطلب العالمي على النفط بدأت في التغير وهناك سوق يتكون من ملياري مستهلك تقريبا ستدخل من ضمن المستهلكين الجدد للموارد العالمية، لهذا فمن غير المنصف أن يلام ارتفاع النفط على مضاربات البورصات فقط والتي تعتبر عنصرا مساعدا فقط في تشكيل سلوكيات السوق.
أتصور أن شركة سابك تتحمل عبء توضيح وجهة نظرها بخصوص صفقة الاستحواذ هذه خاصة وأنها انتهت ولم يعد مهما الاحتفاظ بالمعلومات المتعلقة بالإستحواذ، فنشرهم لمعلومات اكثر عمقا عن حيثيات الصفقة سيحسب في مصلحة شفافية الشركة المعهودة خاصة وأنها طفقت تتوسع في استثماراتها البتروكيماوية محليا وعالميا.
@ مجموعة الخليج للاستثمار - دبي
|