[عثمان الثمالي]

اكتتاب "معادن" ونتائج الشركات والأوضاع الإقليمية أبرز الأسباب
المؤشر يخسر 267 نقطة وسط مبيعات محمومة منذ الساعة الأولى

الرياض : شجاع الوازعي

سجلت سوق الأسهم السعودية انخفاضا حادا نسبته 2.8%، إذ خسر المؤشر 267 نقطة ليغلق عند 9313 نقطة، وسط إغلاق أسهم 11 شركة
على النسبة الدنيا بلا طلبات.
وتدافع المتعاملون نحو أوامر البيع عقب افتتاح تداولات السوق بعدة دقائق، الأمر الذي قاد مؤشر لكسر نقاط دعم قوية عوّل عليها كثير من المحللين خلال الأسابيع الماضية.
وعزا خبراء اقتصاديون هذا التراجع الحاد إلى انخفاض معظم تعاملات الأسواق العالمية، بالإضافة إلى قرب اكتتاب شركة "معادن"، وارتفاع حدة المخاوف بين المتعاملين مع قرب إعلان نتائج النصف الأول من العام الجاري، مما قادهم إلى رفع أقصى درجات الحذر والخروج من تعاملات السوق تخوفا من تكبد محافظهم الاستثمارية خسائر.
وقال الخبراء إن هذه الأسباب جميعها ليست مبررة للانخفاض الحاد، مؤكدين على أن "عمليات البيع الجماعي" رفعت من حدة الخسائر قبل أن يحاول المؤشر التماسك في ساعته الأخيرة من جلسة التداول.
وقال المحلل الفني محمد يحيى الزهراني لـ"الوطن" :" عقب مرور الساعة ونصف الساعة من الجلسة شهدت تداولات السوق دخول سيولة شرائية جيدة، مما قاد إلى تذبذب حاد مع وجود قوتين إحداهما تتجه للبيع و الأخرى للشراء ".
وأكد الزهراني حاجة بعض المتعاملين للسيولة النقدية نظرا لبدء إجازة صيف هذا العام، وقرب اكتتاب شركة "معادن" مما انعكس على السوق عبر عمليات (بيع جماعية)، لكنه لفت إلى أن السوق دائما تتفاعل سلبا مع انخفاضات الأسواق العالمية، وقال " للأسف الشديد لا نرى هذا التفاعل مع الأداء الإيجابي لتلك الأسواق".
من جهة أخرى ذكر عضو جمعية الاقتصاد السعودية عبد الحميد العمري أن كسر مؤشر السوق لنقاط دعم هامة كان يعوّل عليها كثير من المحللين أمر سلبي إلا أن ذلك لا يمنع حدوث ارتداد جيد خلال تعاملات الأسبوع الجاري".
واستبعد أن تكون الأوضاع السياسية في المنطقة سببا في هذا الانخفاض، مشيرا إلى أن تعاملات السوق امتصت هذه الأخبار من فترة زمنية بعيدة.
وأكد العمري أن "المنقذ" الوحيد لتعاملات السوق خلال الأسابيع القليلة المقبلة هو إعلانات نتائج الشركات للنصف الأول، مشيرا إلى أن إيجابية هذه الإعلانات ستقود السوق للاستقرار ومن ثم لتحقيق ارتفاعات إيجابية مجزية.
إلى ذلك أكد الخبير الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة لـ"الوطن" أن مخاوف صغار المتداولين من نتائج بعض الشركات المدرجة قاد إلى عمليات بيع جماعية وسريعة.
ووصف الوضع النفسي الذي يعيشه صغار المتداولين في الوقت الحالي بالصعب، نظرا لتقلبات جميع الأسواق وخصوصا المالية.
وجرى تداول 231 مليون سهم أمس عبر تنفيذ 235 ألف صفقة، وسط ارتفاع طال أسهم 8 شركات فقط، وانخفاض أسهم 108 شركات، فيما ارتفعت السيولة إلى 8.6 مليارات ريال مقارنة بقيمة تداولات أقل من 8 مليارات ريال في الأيام القليلة الماضية.
وأغلقت جميع قطاعات السوق على اللون الأحمر، حيث كان القطاع الأكثر انخفاضا بنسبة 5.7 % مع إغلاق معظم شركاته على النسبة الدنيا بلا طلبات، وتلاه قطاع الاستثمار الصناعي بنسبة انخفاض 5.18 %، ثم قطاع الفنادق المتراجع 5.05%. وتركزت السيولة أمس على سهم مصرف "الإنماء" عبر ضخ 761 مليون ريال و تداول 42.2 مليون سهم.