رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الاثنين26/ 6/ 1429 ه الموافق30/ 6/ 2008 م
المقال
من المسؤول في سوق اللامعقول؟
د. محمد بن عبدالله العجلان
يتعرض سوق الأسهم السعودية بين الفينة والأخرى إلى نوع من أنواع الرعب بين المتداولين وبدون أسباب معينة وواضحة مما يفقد الثقة كلما بدأت تعود وأكاد أجزم بأن هناك من يستفيد من إحداث ذلك الرعب من دون خوض تفاصيل ذلك، فما حدث بداية هذا الأسبوع من هبوط عنيف وبدون مبررات أوصلت المؤشر إلى هبوط قرب 4% خلال جلسة واحدة يجب أن لا يمر بدون معرفة أسبابه ومن المسؤول عن ذلك؟ نحن لا نطالب هيئة السوق المالية بالمستحيل ولا نلقي اللوم عليها بالكامل ولكن هيئة السوق المالية هي أعلى سلطة مالية في سوق المال وهي من تستطيع أن تكشف الكثير من الخفايا، ولديها من القرارات والسلطات ما قد يساهم في توازن السوق ومعرفة طوق النجاة فيه.
أن يحدث هبوط في السوق فذلك أمر طبيعي وأن تسجل إحدى الشركات فيه النسبة الدنيا فهذا أيضا طبيعي وعادي ويحدث باستمرار ولكن أن يتعرض السوق بالكامل للهبوط الحاد مع ثبات الكثير من الظروف السياسية والاقتصادية والمالية فهذا غير معقول ولا مقبول ونريد أن نعرف من المسؤول؟
ذكرنا أكثر من مرة أن طرح اكتتابات شركات التأمين بشكل سريع وبدون تحفظ حتى وصلت الآن إلى أكثر من 20شركة بينما انتظرنا سنوات طويلة وهذا القطاع لا يوجد فيه أي شركة، فلماذا الاستعجال ولماذا تطرح شركات غالبيتها لم تعمل بعد ووصلت خسائر البعض فيها وقبل التشغيل إلى نصف رأس مالها حتى أن الكثير من تلك الشركات دخلت موسوعة جينس للأرقام محطمة بذلك النظام الآلي للتداول الذي لا يقبل أكثر من 1000% زيادة في يوم واحد عندما تكون نسبة التذبذب مفتوحة في اليوم الأول، ما الفائدة من ذلك وهل نلوم صغار المتداولين الذين اشتروا بأسعار تاريخية ونقول أنتم المسؤولون وهيئة السوق المالية لا تحرك ساكنا حيال ما حدث في هذا القطاع خلال الفترة الماضية، والآن يقود هذا القطاع السوق إلى الهاوية واغلب شركات هذا القطاع تسجل الأرقام الدنيا يوما بعد يوم.
الاكتتابات المتتالية للشركات الصغيرة في هذا الوقت هي زيادة لقمع السوق وللاسف وليس لزيادة عمق السوق فيجب أن تقرأ بالعكس لأنها بالفعل تعكس الواقع في ذلك وتوزيع سهم وسهمين للمكتتبين لا يغير في الأمر شيئا إلا أن تداول السهم في البداية لا يخضع لقاعدة العرض والطلب نتيجة لعدم التوازن بين من يشتري السهم وبين من يبيع فيحدث أن تصل أسعار الشركات إلى أرقام عالية وهي التي تم تقييمها من قبل مؤسسات مالية عند سعر معين ونجد البعض منها يتجاوز ذلك السعر في أول يوم بأضعاف كثيرة كما حدث من قبل في الفخارية والسعودية الكيميائية وغيرها وتدخل تلك الأسهم السوق في دوامة هبوط وخلل بين العرض والطلب، فهل نعي الدرس ونقوم بطرح الشركات المهمة وذات الحجم الكبير والمفيد لاقتصاد المملكة كما حدث مع كيان والإنماء ورابغ وزين وغيرها أم نزيد قمع السوق بشركات لا تفيد في الوقت الحاضر إلا من قام بتأسيسها.
فيجب أن تطرح الشركات الصغيرة فيما بعد مجتمعة حتى لو يصل إلى عدد 10شركات في أسبوع واحد لكي يتم تميز الجيد من المتوسط ونعرف من تتم تغطيته أكثر من مرة ممن لا يكاد أن يغطى ونتفادى تخصيص سهم وسهمين التي لا فائدة منها إذا ما علمنا أن الحد الأدنى لعمولة البيع أو الشراء في نظام تداول 12ريالا للعملية فقد يخسر المتداول أحيانا إذا تم بيع سهم أو سهمين في إحدى هذه الشركات ما لم تصل إلى أرقام عالية جدا، أما أن تطرح الشركات بشكل فردي كما هو حادث الآن فإن تغطية الاكتتابات عشر مرات أمر طبيعي وليس معناه قوة في الشركة لأن السيولة الموجودة عالية والقنوات الاستثمارية محدودة وكما يقال بالعامية طيب السوق ولا طيب البضاعة، وهذا بالمناسبة يقودنا إلى التعجيل إلى تفعيل سوق السندات والتوريق لامتصاص السيولة الكبيرة لكبح التضخم العالي من جهة وفتح قنوات استثمارية من جهة أخرى.
@ رجل أعمال وأستاذ الإدارة والاقتصاد وعضو جمعية الاقتصاد السعودية
|