رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الثلاثاء27/ 6/ 1429 ه الموافق1/7/ 2008 م
بموضوعية
قطاع "شد لي" و "أقطع لك"؟!
راشد محمد الفوزان
الزميل والصديق جارالله الجارالله، نشر خلال اليومين تقريرا أو أقرب للتحقيق عن قطاع التأمين، وأظهر في سياق تحقيقة أن هناك العديد من شركات التأمين خسرت نصف رؤوس أموالها، وهذه لغة أرقام لا لبس فيها، اتصل بي صديق بعدها بيوم، وقال لي "أكيد أنت خلف التقرير"، رغم أن الزميل والاستاذ جارالله قد يكون مر شهر أو شهران لم يكن بيننا حديث لظروف عمل لا غير. وكان في نفس اليوم السبت الماضي هبوط حاد بالسوق وكان معظم الانخفاض في قطاع التأمين بالنسبة الدنيا. هذا الصديق العزيز وضع في نصب عينيه أن تقرير الزميل المتمكن جارالله أثر على قطاع التأمين، ونسي صديقي أن الهبوط قارب 300نقطة وتأثير قطاع التأمين لا يصل إلى نصف بالمئة، وإذا كان تأثير الزميل جارالله بهذه القوة والتأثير فأبارك لك هذه القوة والتأثير ولكنها بالطبع غير صحيحة. حين يكون الحديث بلغة الأرقام لا تجد أي مبررات حقيقة تدافع بها، وهذا كان موقف صديقي فقلت له اعطني أرقاماً مالية تبرر أسعار التأمين التي يتداول بها مع كل هذا التصحيح للأسعار؟ فأجاب لا شيء وأخذ يشرح ويقول بنفس النطاق ولا جديد. وركز صديقي على أن "أكتب أنا" عن قطاع التأمين شيئاً إيجابياً لأنني لا أكتب إلا نقداً كما يقول هذا العزيز. فقلت مستعد ان أكتب الإيجابي لكن بلغة الأرقام زودني بما هو إيجابي بقطاع التأمين وسوف أكون منصفا موضوحا للقطاع سواء بمقالة أو تحليل. لكن لم يجد أي شيء، لم يجد رقماً مالياً واحداً يبرر أسعار التأمين لجميع الشركات (ونستثني التعاونية الأفضل مالياً). حين كتبت عن قطاع التأمين في غيبوبة، وقطاع التأمين دت كوم، وكتبت كثيرا وحين كانت الأسعار للقطاع أعلى من المستويات الحالية الضعف وبعضها الضعفان وكلها موجودة وموثقة بموقع الجريدة أو التحليلات. إذا ماذ يمكن أن يكتب أو يقال عن قطاع أصبح "ملجأ" للمضاربين ومكاناً "لترميم" الخسائر على حساب صغار المتداولين، شركات تأمين بسعر 50و 70و 100و 150ريال على أي أسس وقواعد ياصديقي تقوم هذه الأسعار، إن كانت مالية فهي مبالغة شديدة وخطرة، وسألت عضو مجلس إدارة إحدى شركات التأمين سابقا عن أسعار التأمين فقال لي وهو حي يرزق "غير مستحقة أبدا وخطرة" وحتى اليوم وهي كذلك، أما الحديث عن مضاربة فليس هذا موضوعي ولا نقاشي فقد كانت "بيشة" وصلت 2000ريال وأكثر والآن مقفلة بالضبة والمفتاح، والمواشي وصلت أكثر من 200ريال والآن تآكل 90% من رأس مالها، المضاربة لا مقياس لها وقد يعود قطاع التأمين ويرتفع الآن أو بعد شهر أو سنة، ليس هذا موضوعي أو نقاشي، ولكن هل يستحق؟ أقول: لا يستحق ومن يريد الحوار والنقاش مستعد. وأقول لصديقي العزيز، لن يكون قلمي حبرا لتلميع أو إشادة أو تجميل أو أي شيء غير حقيقي، ولن يكون ناقدا لمجرد النقد أو لظرف شخصي أو غيره أبدا، والتزم بصدق وأمانة بكل ما أكتب، للأسف المضاربون ومن خلفهم بهذا القطاع لن يدخروا جهدا أو عملا لتحقيق أقصى أرباح لهم والخسائر للصغار منهم بدون أي مبادئ لأنهم يروجون الكثير من التسويق لأسهم قطاع مازال يخسر، ولو أرادت الهيئة أن تقتنص المخالفين والمضاربين فأبحث عن أوكارهم وقطاع التأمين أبرزها. للأسف أن يروج كل ذلك عن قطاع التأمين لهدف شخصي بعمل شد وقطع بينهم والضحية المتداول البسيط، وفي النهاية تصنف تحليلاً وذكاءً؟ حقيقة خسارة نصل لهذه المستويات، وأتحدث وأكتب وقطاع التأمين في قاع حتى لا يكون هناك أي تفسيرات لا مبرر لها.
|