رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الثلاثاء27/ 6/ 1429 ه الموافق1/7/ 2008 م
محلل فني: التذبذب الحالي للسوق يفيد صغار المتداولين
سوق الأسهم تكرر سيناريو "الأحد" .. صعود نفسي فقط
فهد الصيعري - من الرياض - 27/06/1429هـ
تمكنت سوق الأسهم السعودية أمس من الإغلاق على ارتفاع طفيف بعد أن عكست اتجاهها لليوم الثاني على التوالي. ففي الوقت الذي قاربت فيه ساعة الإغلاق وبالتحديد قبيل نهاية الجلسة بثماني دقائق، كانت السوق خاسرة نحو 25 نقطة ودون مستوى 9300 نقطة، إلا أن عمليات الشراء تفوقت في تلك الدقائق الأخيرة لتمنح المؤشر 27.96 نقطة إضافية فوق مستوى الافتتاح، وبنسبة ارتفاع 0.3 في المائة، أغلق معها المؤشر عند 9352.32 نقطة، وبذلك تكرر السوق سيناريو الصعود نفسه.
وكانت بداية التداولات قد شهدت ارتفاعا جيدا كسب خلاله المؤشر نحو 74.69 نقطة، حيث سجل أعلى قمة خلال التداولات في ربع الساعة الأولى عند 9399.05 نقطة، وهي أدنى من القمة المسجلة في اليوم السابق عند 9402 نقطة، وتراجع من عندها المؤشر، وظل يتداول قريبا من نقطة البداية حتى انتهاء الساعة الأولى للتداولات، ليفقد المؤشر بعدها جميع مكاسبه، وتداول طوال فترة التعاملات في المنطقة الحمراء، وسجل أدنى مستوى عند 9237.25 نقطة، قبل أن يعود مجددا للارتفاع عند الإغلاق. وجاء الضغط على السوق من قائدها سهم "سابك" الذي انخفض إلى أدنى مستوى له منذ شهر عند 138.75 ريال، قبل أن يعوض جزءا من خسائره ويقفل عند 140.25 ريال بخسارة 1.5 ريال وبنسبة انخفاض 1.05 في المائة.
في المقابل، واصلت قيم التداولات تراجعها لليوم الثاني، حيث سجلت 6.5 مليار ريال، بنسبة انخفاض 12 في المائة عن اليوم السابق، فيما تم تداول 137.3 مليون سهم جاءت موزعة على 163.3 ألف صفقة، وارتفعت أسهم 48 شركة، مقابل تراجع أسهم 44 شركة، وثبات البقية.
وأوضح لـ "الاقتصادية" الدكتور زايد الحصان المتخصص في الأسواق المالية، أن نطاق التذبذب الذي تسير فيه السوق حاليا يعد جيدا للمستثمرين والمضاربين على حد سواء، وهو يخدم من يستفيد من هذا التذبذب باختيار الأسهم الجيدة.
وبيّن الحصان أنه بالعودة إلى ما قبل العمل بالمؤشر الحر، نجد أن نطاق التذبذب في تلك الفترة كان كبيرا ويصل إلى 1000 نقطة، وكان الخوف أن يتسبب المؤشر الحر في زيادة هذا النطاق، إلا أن الأمر اختلف الآن والتذبذب أصبح أقل حدة. وأضاف: نعلم أن هناك رقابة قوية على السوق من قبل هيئة السوق المالية، وهناك مضاربون كبار محيدون تماما، أما المضاربون الحاليون فهم أكثر تعقلا من سابقيهم، لذلك التذبذب الآن جيد ومفيد للسوق، فهو يوجد فرصا للشراء أمام المستثمرين في أسهم معينة ومعروف قممها وقيعانها، ولكن المشكلة أن هناك القليل ممن يعرف تلك الأسهم والمستويات المناسبة للشراء والبيع، ووضع السوق ككل.
وقال الدكتور الحصان، إنه ليس من صالح السوق أن نرى المؤشر عند مستويات الـ 12 ألف و 13 ألف نقطة، وذلك أيضا ليس من مصلحة المستثمر الصغير، لأن أسعار الأسهم التي هي الآن في متناول الجميع، ستصبح مرتفعة جدا، وسنخسر هذه الفئة من المستثمرين لاحقا عندما تصعد السوق، فضلا عن أن النسبة الأعظم من المتداولين في السوق السعودية هي من هؤلاء صغار المساهمين.
وأضاف الدكتور زايد أن هيئة السوق المالية تقدم خدمة للمتعاملين في السوق من خلال منعها للمؤشر من الانطلاق إلى مستويات مرتفعة جدا، ونعلم أن هناك مضاربين كبارا باستطاعتهم الانطلاق بالمؤشر إلى 13 ألف نقطة أو قريب من ذلك، ولكن الهيئة لا تريد ذلك حرصا على مصالح صغار المساهمين الذين للأسف يجهلون ذلك.
وعن انخفاض السيولة في الأسبوعين الماضيين، قال الحصان، إن متوسط السيولة الآن 8 مليارات ريال، مقارنة بـ 15 مليار ريال عند بدء تداول سهم مصرف الإنماء، وهذا أمر طبيعي خلال الفترة التي تسبق إعلانات الشركات، وهي فرصة لإعادة المراكز وانتقاء الأسهم المتوقع لها أن تحقق أرباحا جيدة.
وحول التوقعات لنتائج الشركات وأثرها في التداولات، ذكر الحصان أن الأسواق الغربية عادة ما تشهد خلال هذه الفترة التي تسبق الإعلانات، ظهور تصريحات لرؤساء الشركات يعطون من خلالها إشارات للسوق حول نتائج الإعلانات، فمثلا بعض تلك التصريحات يشير إلى أن النتائج فاقت التوقعات، والأخرى تتحدث عن أن النتائج أقل من المتوقع، وهو الشيء الذي تفقده السوق السعودية.
وبالنسبة لقائمة الشركات الأكثر نشاطا من حيث الكمية تصدرها سهم مصرف الإنماء الذي تداول عليه 16.6 مليون سهم ليغلق عند 18 ريالا، وتلاه سهم "بترو رابغ" بكمية تداول تجاوزت 8.4 مليون سهم، ليغلق عند 58.75 ريال. أما على صعيد الأسهم الأكثر نشاطا من حيث القيمة، فقد تصدرها سهم "سابك" بإجمالي 901.5 مليون ريال، وأغلق السهم متراجعا 1.5 ريال إلى 140.25 ريال، وحل سهم "بترو رابغ" ثانيا في القيمة الإجمالية بـ 494.9 مليون ريال.
وعلى الجانب الآخر أنهت سبعة قطاعات تداولاتها على انخفاض يتصدرها قطاع الطاقة، وذلك بتأثير من سهم الكهرباء، الذي تراجع بنسبة 2% مغلقا عند 12.25 ريال.
وفي قائمة الأسهم الأكثر ارتفاعا أغلق سهم "السعودية الهندية" لليوم الثاني على التوالي مرتفعاً بالنسبة القصوى عند 71.75 ريال وهو أعلى إغلاق له منذ 57 جلسة، وجاء سهم "الكيميائية" ثانيا بنسبة 9.47 في المائة ليغلق عند 46.25 ريال، وثالثا سهم "بدجت" الذي ارتفع 7.44 في المائة وأغلق عند 97.5 ريال. في المقابل تصدر سهم "ميد غلف" الشركات الخاسرة بفقدانه 6.35 في المائة وإغلاقه عند 29.75 ريال، وجاء ثانيا سهم "أسيج" الذي خسر 5.48 في المائة ليغلق عند 73.25 ريال، وبدوره أغلق سهم "المملكة" منخفضاً بنسبة 2.5 في المائة عند 9.75 ريال، وهو أدنى سعر له منذ طرحه للاكتتاب.
وتحدث الدكتور الحصان عن الشركات العائلية في سوق الأسهم السعودية، مشيرا إلى أن تلك الشركات لا يخشى عليها من الخسارة، لأن هيئة السوق المالية لن تسمح بانهيارها - على حد تعبيره -، فضلا عن أن انهيار مثل هذه الشركات يعني خسارة جزء كبير من ثروة العائلة التي تملك تلك الشركة، مفيدا أن الكثير من المتعاملين يفضل التعامل مع مثل هذه الشركات لهذا السبب
|