مدير المشروع تفاجأ بملاحظات ومطالب لم يحسب لها حساب
مستثمرون ينتقدون التصميمات الجديدة لمطار الملك عبدالعزيز ويطالبون بالشفافية

المهندس زهيري خلال اجتماعه برجال الأعمال
جدة - معيض الحسيني: تصوير - محسن سالم
انتقد مستثمرون ورجال أعمال التصميمات الأخيرة لمطار الملك عبدالعزيز الدولي بعد اكتشافهم أنها لا تلبي احتياجاتهم ولا ترقى إلى مستوى طموحاتهم وآمالهم التي كانوا يتمنون تحقيقها في الصالات الجديدة.
وانصبت انتقادات وملاحظات المستثمرين على عدم توفير مكاتب لشركات العمرة لتتمكن كل شركة من استقبال وفودها من المعتمرين وكذلك صغر المساحة المخصصة للأسواق الحرة داخل المطار وعدم توفير صالات وقاعات اجتماعات تمكن رجال الأعمال من استقبال نظرائهم داخل المطار وعقد اجتماعات بينهم دون الحاجة إلى استخراج تأشيرات زيارة لهم، خاصة أنهم يعانون الكثير من الصعوبات في هذا المجال مما اضطر الكثيرين إلى الالتقاء برجال أعمال من الخارج في دبي والبحرين، بالإضافة إلى غياب التنسيق بين الجهة المنفذة للمشروع والوزارات الخدمية.
وكان مدير مشروع تطوير مطار الملك عبدالعزيز بجدة المهندس عدنان عبدربه زهيري قد تفاجأ بسيل من الانتقادات والملاحظات فور انتهاء العرض الموجز عن تصميمات المطار في الاجتماع الذي جمعه برجال الأعمال في غرفة جدة، مما اضطره إلى توزيع عنوانه البريدي وعنوان الشركة المنفذة على الحضور لتلقي المزيد من ملاحظاتهم، بعد أن وجدها منطقية ومقبولة ولم يحسب لها حساب في التصميمات الحديثة للمطار.
وقد بدأ الاجتماع المخصص لتلقي ملاحظات المستثمرين على المنطقة الحرة فقط بعرض وثائقي عن المطار ثم بدأ مستثمرون في قطاع الحج والعمرة مطالبهم بتوفير مكاتب لهم داخل الصالات حيث رحب مدير المشروع بالفكرة ووعد بتنفيذها، ثم توالت ملاحظات المستثمرين الذين طالبوا بمساحة اكبر للمنطقة الحرة في الصالتين الداخلية والدولية، فيما طالب آخرون بالمزيد من الشفافية وعقد اجتماعات دورية مع المستثمرين لمدهم بآخر التطورات في التصميم وإعلان الخطة الإستراتيجية للهيئة العامة للطيران في مطار الملك عبدالعزيز ليتمكنوا من عمل الدراسات والجدوى الاقتصادية من الاستثمار في المطار.
وتطورت مطالب المستثمرين لتشمل توفير صالات وقاعات اجتماعات في الفندق المخصص للمسافرين المؤقتين الذين لا يحتاجون لتأشيرات دخول، ليتمكنوا من استئجارها وجعلها مقرا للالتقاء بنظرائهم من رجال الأعمال في الخارج، بسبب الصعوبات التي يواجهونها في الحصول على تأشيرات زيارة لهم.
من جهته طالب المهندس زهيري المستثمرين بعمل استفتاء عام يوضح حجم الاجتماعات المقرر عقدها داخل المطار ليتم من خلاله تحديد عدد ومساحات القاعات التي ستخصص للاجتماعات، كما ركز المستثمرون على ضرورة تسهيل إجراءات الدخول للفندق وعدم تعقيد إجراءات التفتيش لدرجة تطفيش الزوار، فيما أكد زهيري أن إجراءات الأمن متبعة بدقة في جميع مطارات العالم الكبرى ولا يمكن الاستهانة بها.
واشتدت معارضة رجال الأعمال على تخصيص صالة للحجاج مؤكدين أن معظم شركات الطيران تقل في الرحلة الواحدة حجاجا ومعتمرين وزورا ليس لهم علاقة بالحج والعمرة ووجود هؤلاء في صالة الحجاج سيعقد إجراءاتهم ويصعب عليهم الدخول، خاصة إذا ارتبطوا بالحجاج الذين عادة ما يأتون في مجموعات كبيرة، فيما وعد المهندس زهيري بدراسة هذه الملاحظة.
من جهة ثانية أكد المهندس عدنان زهيري في تصريح ل "الرياض" أن الهدف من التوسعة الجديدة لمطار الملك عبدالعزيز إنشاء مدينة مطار وليس مجرد مطار محوري
وأضاف أن المطار سيكون احد المعالم السياحية البارزة في جدة متوقعا أن يجذب إليه أهالي مدينة جدة ولكن في مواقع معينة حتى لا يتداخلون مع المسافرين.
وأكد زهيري أن السلع التي ستباع في السوق الحرة داخل المطار ستحظى بأسعار مناسبة وستكون في مستوى أسعار الدول المجاورة.
وكان المهندس عدنان قد استهل الاجتماع بعرض حول مشروع الصالات الجديدة الذي يستمر 4سنوات مبرزا الجهود المتواصلة لتحويل مطار جدة إلى مطار محوري يستوعب أكثر من 80مليون مسافر سنويا.
وبين أن العمل في المشروع يجري على 3مراحل حيث يتوقع أن ينتهي بشكل نهائي في عام 2011المقبل مستعرضا خطط الهيئة العامة للطيران المدني في التحول المؤسسي وفتح قطاع الطيران عمليات التطوير المستهدفة والتي سيتم القيام بها في المنطقة المحصورة بين المدرجين الشرقي والأوسط حيث بدأ العمل أولا في إنشاء مجمع الصالات على مساحة تقدر ب 400ألف متر مربع. وأوضح أن مطار الملك عبدالعزيز الدولي سيعمل وفق أسس تجارية حيث تم تخصيص 20ألف متر مربع داخل الصالة للاستثمار التجاري في المرحلة الأولى و 6.5كيلو مترات مربعة خارج مجمع صالات السفر وإقامة الأنشطة الاستثمارية المرتبطة بالمطار.