رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الجمعه30/ 6/ 1429 ه الموافق4/7/ 2008 م
المقال
سوقنا باختصار !!!
أمجد محمد البدرة
كَثُرَ الحديث عن سوقنا وعن سبب سيره الأفقي رغمَ التحسن الملحوظ في نتائج كبريات شركات السوق، ومما يزيد الطين بلة هو ظهور غالبية محللينا في الفضائيات بصورة مستمرة أصابتنا بالملل من طلتهم غير البهية وهم يكررون في حالة صعود السوق وظهور اللون الأخضر بأن الشركات ممتازة وهي أقل من أسعارها العادلة، وفي حالة هبوط السوق وظهور اللون الأحمر بأن سبب الانخفاض هو جني الأرباح، للأسف أحرق غالبية محللينا صورتهم أمام مشاهدي القنوات الفضائية، محللونا هؤلاء لا يمكنهم وضع أصابعهم على الجرح لأن سياسة تلك القنوات عدم ذكر أي اسم لأي شركة ومن هنا فمقابلاتهم أضحت مملة ولا تقترب من الحقيقة بشيء.
الايجابية الوحيدة الجديدة في سوقنا هي أن رواد صالات التداول والمضاربين المحترفين ابتعدوا عن ما يسمى بالأسهم الخشاش، لأن درس المواشي (أنعام) وبيشة لا زال عالقاً بالأذهان، ويجب أن تقوم هيئة سوق المال باعطاء مثل تلك الدروس.
سوقنا ما هوَ ::
بعد ركود السوق وسيره في خط أفقي منذُ بداية شهر ابريل بعد رفع حصة الحكومة ومالكي الأكثر من 10% والمؤسسين أصبح السوق تحت قيادة المجموعات (الجروبات)، وقيادة صناديق البنوك والقريبين من مصادر القرار وأصحاب العلاقات بين مدراء الصناديق وأعضاء مجالس الإدارات وكذلك تحت قيادة مسؤولي بعض الصناديق السيادية في الدولة ولنا في ارتفاع شركة ينساب خير مثال من 25ريالاً إلى 75ريالاً وبزيادة تملك تلك المؤسسة الحكومية من 1% إلى 10% . وكذلك تملك مجلس إدارة نفس الشركة ينساب من 1100سهم إلى أكثر من مليون سهم، والموضوع أكيد ليس يقف عند هذا الحد، أين هيئة سوق المال من تلك الممارسة غير المشروعة؟؟ هل هيئة السوق شريك مباشر أو غير مباشر؟؟
لا يمكن أن يرتفع سعر سهم شركة مهما كان أداؤها ما لم تدخل مئات الملايين من الريالات من جروبات أو صناديق أو مضاربين كبار للمساهمة برفع ذلك السهم،
هناك وجه شبه كبير بين ما نحن فيه من تاريخ 2008م وبين ما كنا عليه بين عامي 2003و2005، في الماضي القريب كانت هناك شركة تمثل مجموع الجروبات دفعت بالأسعار عاليا وأوقعت خسائر على آلاف المستثمرين وتركتهم يجرون ذيل خسائرهم والآن التاريخ يعيد نفسه ولكن بطريقة مختلفة وهي استغلال التكنولوجيا، عندما تم السماح للمتداولين بالتداول عن طريق الانترنت فأصبح هؤلاء يمنحون أسماء المستخدم وأرقامهم السرية لمديري محافظ بلغت حجم الأموال التي تدار بمئات الملايين، وهناك مقولات تشاع في السوق بأن مدراء محافظ كان لهم باع طويل بالسوق أيام ال 21000نقطة هم يديرون محافظ وأموال مسؤولين كبار وهؤلاء المدراء المزعومون هم من يشيعوا بان السوق سيصل ل 24ألف نقطة و 34ألف نقطة، !! عندما سمحت هيئة سوق المال بالتداول عبر الشبكة العنكبوتية هل خطر ببالها هذه الممارسات غير المشروعة؟؟ هل وضَعت خططاً لمواجهتها؟؟ هل باستطاعتها متابعة تنفيذ الصفقات المشبوهة ؟؟
سوقنا باختصار عندما يكون هناك خبر ممكن تفسيره على أنه إيجابي تدخل تلك الملايين أو المليارات المسيسة بالشراء ورفع السوق والتصريف من فوق وعلى العكس عندما يكون الخبر متشائما يقوموا بقلب السوق رأساً على عقب ويسرقوت 200إلى 300نقطة من المؤشر، يغيب عن المراقب البسيط بأن تلك المجموعات تملك بذلك السهم المستهدف بمعدل سعري يبعد كثيرا عن سعر السوق الحالي فيكون ذلك الفرق الهامشي هو ساحة المناورة والضغط والبيع بأي سعر ويتعلق من يتعلق ويضعونه بالفريزر لتجميده وتحييده فلينتظر عودة السعر إليه أو البيع بخسارة،
لعودة السوق لطبيعته نحتاج لإدارة فعالة وموظفين على مقدرة من الكفاءة والإخلاص وعقوبات شديدة تضع الأمور في نصابها..
|