خروج مؤشر السوق من حالة التأرجح يشكل علامة استفهام على نتائج الشركات
تحليل: مشهور الحارثي - - 01/07/1429هـ
mharthi@hotmail.com
هبطت الأسهم السعودية للأسبوع الثاني على التوالي بنسبة 1.2 في المائة مُنهية بذلك تداولات شهر حزيران (يونيو) على انخفاض مقداره 1.9 في المائة، يأتي هذا الهبوط بعد فترة صمود وعناد من المؤشر على شكل محاولات صعود مُتكررة في شهر حزيران (يونيو) بل حتى من منتصف أيار (مايو)، حتى جاء الوقت الذي نفذ فيه صبر المُتداولين وأقدموا على البيع بشكل متتابع منذ الثلاثاء قبل الماضي وحتى مطلع هذا الأسبوع إذ فقد مؤشر السوق يوم السبت الماضي وحده ما مقداره 267 نقطة أي ما نسبته 2.8 في المائة، وقد سجلت معظم قطاعات السوق خسائر ما عدا قطاع التأمين وهو الأكثر ارتفاعاً هذا الأسبوع ومعه قطاعيّ النقل والاستثمار الصناعي.
أداء مؤشر السوق وقطاعاته خلال هذا الأسبوع مرتبة تنازلياً
بلغة الأرقام
لنتحدث قليلاً عن وضع السوق بلغة الأرقام بعد مُضي نصف العام الحالي وهو مشوار ليس بالبسيط وفيصل مهم في تداولات هذا العام نجد أن مؤشر السوق سجل انخفاض بنسبة 14.23 في المائة منذ بداية العام الحالي وقد سجل السوق أقسى خسائره في كانون الثاني (يناير) مطلع العام بنسبة 13.4 في المائة وكان أفضل الشهور أداءً هو نيسان (أبريل) مع تطبيق المؤشر الحر وقبل طرح بنك الإنماء مُحققاً ارتفاع بنسبة 11.94 في المائة، كما كان السوق يُسجل خسائر في كل شهر ما عدا شهريّ شباط (فبراير) ونيسان (أبريل) بنسبة 6.13 و11.94 في المائة على التوالي وأقل الشهور خسارة كان حزيران (يونيو) الماضي بنسبة 1.9 في المائة كما ذكرت سابقاً.
أما على صعيد القطاعات فإن جميعها حققت خسائر منذ بداية العام الحالي وحتى منتصفه وذلك من حيث سعر السهم ولم يُفلت من هذا الهبوط سوى أربعة قطاعات كما هو مبين في الجدول وفي مقدمتها أفضل القطاعات أداءً قطاع "البناء والتشييد" بنسبة 25.1 في المائة يليه قطاع النقل بنسبة 12.6 في المائة، وأقل القطاعات خسارة هو قطاع البتروكيماويات فكانت خسارته 2.2 في المائة فقط حيث وجدّ العون من المُتداولين الذين أقبلوا على بعض أسهمه مثل سهم "سافكو" و"بترو رابغ" وغيرها من أسهم القطاع الجديدة والتي ستُسهم بشكل أكثر فاعلية في حركة مؤشر السوق.
أداء قطاعات السوق خلال النصف الأول من العام مرتبة تنازلياً
أكثر القطاعات خسارةً خلال النصف الأول من العام كان "التأمين" والذي أسهمت نتائجه للربع الأول في الضغط عليه وتحديداً الضغط من شركة "التعاونية" التي أثرت في نتائجها المالية أزمة الرهن العقاري العالمية فكان هبوط قطاع "التأمين" منذ بداية العام الحالي بنسبة 39.4 في المائة يليه قطاع "الاستثمارات المُتعددة" و"الاتصالات وتقنية المعلومات" الذي تلقى نوبات من الضغط كان أولها من عمليات البيع التي تمت على سهم "الاتصالات" ومن تقرير "هرمس" الذي قيّم سهم شركة "زين" وضغط على السهم وتقرير آخر لم يُسعف شركة "الاتصالات".
التحليل الفني
يتضح من الرسم البياني في شكل (1) أن مؤشر السوق شكّل نموذج مثلث متساوي الأضلاع وهذا النموذج يعكس حالة عدم الاستقرار وعدم وضوح الرؤية لدى المُتداولين، ويعني أن باب الاحتمالات انفتح على مصراعيه فإن حدث صعود للمؤشر فوق الضلع العلوي فهذا يعني تحقق إقبال على الشراء وبدء موجة صعود وإن حدث هبوط تحت الضلع السفلي للمثلث فإن هذا يعني أن عمليات البيع بدأت ومعها ستبدأ موجة هبوط، وما حدث يوم الثلاثاء قبل الماضي هو هبوط مؤشر السوق تحت الضلع السفلي للمثلث كما هو محدد بالإطار الدائري في شكل (1) وهذا ما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن مزيد من الهبوط سيحدث تدريجياً.
الرسم البياني في شكل (2) يوضح متوسطات الحركة البسيطة وسنُركز هنا على متوسطات الحركة القصيرة التي بدأت تتقاطع سلبيا بهبوط متوسط حركة عشرة أيام دون متوسط الـ 20 والـ 50 يوما، وبعد هبوط مؤشر السوق تحت متوسط 200 يوم فإن القلق أصبح أكبر ويبدو أن متوسط عشرة أيام قريب من تقاطع سلبي آخر مع متوسط 200 يوم وسيتبعه متوسط حركة 20 يوما.
من العلامات التي كانت تدعو إلى توجه مؤشر السوق للهبوط هو انفراج مؤشر "بولينجر باند" وهبوط مؤشر السوق نحو الحد السفلي "للبولينجر باند"، كما أن مؤشر Parabolic SAR أعطى إشارة واضحة إلى انعكاس في مؤشر السوق من الارتفاع إلى الهبوط
كل هذه الإشارات تدل على ضعف حركة مؤشر السوق وميله للهبوط أكثر من الصعود وما الارتفاع الذي حدث هذا الأسبوع ردّ فعل للهبوط القوي وأن وضع متوسطات الحركة البسيطة خلق مستويات مقاومة بين 9500 و9700 نقطة، وأي ارتفاع سيكون في نطاق 200 يوم في أحسن الأحوال.
وضع السوق على الأجل الطويل لا يزال غير مُربك ولكن يجب مراقبته من خلال الرسم البياني الأسبوعي Weekly Chart كما في شكل (3)، ولكن يجب الحذر حيث أن متوسط حركة عشرة أسابيع الأسي يكاد أن يتقاطع بشكل سلبي مع متوسط 40 أسبوعا، فإن حدث هذا فإنه سيكون إشارة على قوة الاتجاه الهابط في السوق، وحينها يُمكن القول بأن مستوى 8800 نقطة هو مستوى دعم مهم لا يجب أن يُستهان بكسره لن يُحلل ويختار أسهمه على الأجل الطويل.
علامات استفهام
خروج مؤشر السوق من حالة التأرجح وضعف أحجام التداول إلى الهبوط القوي الذي جعله يكسر الضلع السفلي للمثلث المتساوي الأضلاع في شكل (1) يُشكل علامة استفهام كبيرة على نتائج الشركات المُساهمة السعودية في الربع الثاني، هل هذا الهبوط يأتي نتيجة أن بعض من يملك معلومات داخلية عن نتائج الشركات ويقوم بالبيع أو أن هناك تخوفا وقلقا من النتائج لدى المُتداولين حول نتائج الربع الثاني.
يرى بعض جهابذة التحليل الفني وأحباره والبارعين أن تحقق النماذج السلبية Patterns أو إعطاء المؤشرات الفنية لإشارات سلبية قد يدل على قرب صدور خبر سيئ إما على مستوى السهم أو السوق، لذا فإن الهبوط في الأيام الأخيرة من شهر حزيران (يونيو) وقرب صدور نتائج الشركات هو أمر مُلفت يجب أن يدفع المُتداول إلى التحفظ والمراقبة عن بعد وليس التشاؤم وليتذكر أن في غمرة الهبوط يوجد أسهم تستحق الاقتناء.
عكس التيار
عند استعراض مؤشرات القطاعات يتبين أن بعضاً منها قد أعطى إشارة سلبية وقطاعات أخرى كانت تُعاني الهبوط وبدأت تُطلق إشارات إيجابية تدل على معاكستها مسار السوق وقرب ارتفاعها وقدرتها على لفت الأنظار في الفترة المُقبلة بالنسبة للمُتاجر وليس المُستثمر، ومن هذه القطاعات نجد قطاع التأمين الذي عانى الكثير بعد صدور نتائج الربع الأول، فلو نظرنا إلى شكل (4) حيث الرسم البياني الأسبوعي لمؤشر قطاع التأمين وفيه يقترب مؤشر الماكد من إعطاء إشارة إيجابية، وعن البحث في أسهم شركات قطاع التأمين نلاحظ تحركا ورغبة في تغيير مسار الهبوط من سهم "ملاذ" و"إليانز إس إف" وبعض الأسهم قامت بتهدئة الهبوط ولتغير اتجاهها مثل أسهم "ولاء للتأمين" و"الدرع العربي" مثلما فعل سهم "ساب تكافل" ومن قبله "سايكو" و"السعودية الهندية"، أعتقد أن موجة المُضاربة ستعود إلى سهم قطاع التأمين خلال الفترة المُقبلة.