دعت البنوك إلى تقديم خدماتها التمويلية في سلع أساسية تهم المستهلك
"ساما" توقف مفاوضات وكالات السفر مع بنوك محلية لتقديم برامج سياحية بالتقسيط
الرياض - أحمد بن حمدان:
أوقفت مؤسسة النقد العربي السعودي، مفاوضات وكلاء سفر محليين مع بنوك سعودية لتقديم برامج سياحية بالتقسيط، ناصحة البنوك بتقديم تمويلات في سلع استهلاكية رئيسة بدلاً من السفر.
وبحسب عضو في لجنة وكلاء السفر والسياحة بغرفة الرياض - فضل عدم ذكر اسمه-، فإن "ساما" قد تكون طلبت من البنوك السعودية التركيز خلال الفترة الحالية على تقديم التمويل في سلع أساسية تهم المستهلك.
وكان مستثمرون في سوق السفر والسياحة السعودي قد أكدوا في حديث سابق ل"الرياض"، على عزم وكالات السفر والسياحة بالتعاون مع بعض البنوك السعودية تقديم برامج سياحية بالتقسيط للعملاء.
وأشاروا إلى مفاوضات حدثت بين عدد من البنوك السعودية ووكالات السفر والسياحة لتقسيط البرامج السياحية بعد دراسة الجدوى الاقتصادية لهذه المشاريع، مشيرين إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار تقديم البنوك لخدمات إضافية لعملائها.
من جانبه، أكد الدكتور ناصر الطيار رئيس مجموعة الطيار للسفر والسياحة أن مفاوضات البنوك السعودية مع وكالات السفر لتقديم البرامج السياحية توقفت، مرجعاً أسباب ذلك إلى رغبة تلك البنوك في التوجه نحو سلع أخرى غير السفر لتقديم خدمات تمويلية فيها.
وأضاف:"قد تكون هذه الخطوة بتوجيهات من مؤسسة النقد العربي السعودي التي رأت أن تركز البنوك نشاطاتها التمويلية على سلع استهلاكية يحتاجها المواطن أكثر من السفر".
وفيما يتعلق بظهور إعلانات عن تقسيط البرامج السياحية هذا العام، قال الطيار: "حدثت تغيرات كثيرة في سوق السفر خلال هذا الصيف ومن ذلك ارتفاع أسعار الوقود وارتفاع تكلفة التأمين حيث أصبحت تعادل أكثر من سعر التذكرة، وارتفاع مصاريف السفر مع انخفاض الريال زاد من تكلفة أسعار البرامج السياحية هذا العام بنسبة 45% مقارنة بعام 2007".
وتابع: "المسافرون أيضاً دخولهم انخفضت وليست كما كانت سابقا، ومع تعودهم على السفر فإن هذه البرامج السياحية التي تتخذ من التقسيط نظاماً لها تعد وسيلة أخرى لتسهيل حصولهم على السفر، غير أنها ستكلفهم الكثير بعد عودتهم".
وقدر الطيار أعداد السياح السعوديين في الخارج هذا العام بأربعة ملايين سائح بمعدل انخفاض يقرب من 25% عن العام الماضي، متوقعاً أن لا تزيد نسبة السياح الذين استفادوا من البرامج السياحية بالتقسيط عن 3%.
ولفت رئيس مجموعة الطيار للسفر والسياحة إلى أن زيادة تكلفة السفر هذا الصيف مقارنة بالعام الماضي إضافة إلى تشديد السفارات الأوروبية في منح التأشيرات ستقلص من أعداد المسافرين وتجعل الكثيرين يحجمون عن السفر هذا العام، مستدركاً بقوله: "كما أن فترة الإجازة لا تتجاوز شهرين يدخل فيها شهر رمضان الذي عادة ما يفضل الجميع قضاءه في المملكة أو في الدول الإسلامية".
من جهته، قال حمد الخلف مدير عام وكالة الخلف للسفر والسياحة إن وجود السفر كغرض غير رئيسي في حياة العامة يجعل المواطن يفكر كثيراً قبل التوجه نحو البرامج السياحية التي يتبع فيها نظام التقسيط والتي ستكلف المستفيدين منها الكثير بعد عودتهم من إجازاتهم.
وزاد: "أعتقد أن توجه شريحة من السياح السعوديين إلى برامج السياحة بالتقسيط يأتي نتيجة التضخم الذي تعيشه الأسواق السعودية في الفترة الأخيرة، ما أدى إلى تآكل دخولهم وبالتالي تقلص الميزانيات التي يرصدونها عادة للسفر".
على الصعيد نفسه، ذكر وليد الجيلي أحد المسؤولين في وكالة خدمات المسافر التي تنشط في تقديم البرامج السياحية بالتقسيط، أن تلك البرامج تلقى إقبالاً لافتاً هذه الأيام، فتستقبل شركته نحو 70طلباً في الأسبوع على غير العادة. وأضاف: "ارتفاع تكاليف المعيشة في المملكة خلال الأشهر الماضية تسبب في نقص السيولة لدى السعوديين وزاد من إقبالهم على مثل هذا النوع من البرامج السياحية".