[عثمان الثمالي]

بموضوعية
مخالفات نعيم "على نحو متعمد"؟!



راشد محمد الفوزان
"ونظراً لثبوت مخالفة الشركة أحكام نظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية على نحو متعمد، وتقديمها عمداً بيانات جوهرية زائفة ومضللة للهيئة خلال فترة منح الترخيص" هذا ما صدر بالأمس من هيئة السوق المالية في إعلانها، وعلى ضوء ذلك تم سحب الترخيص من شركة "نعيم". المفارقة الخطيرة والتي تأملت فيها كثيرا من الوقت عبارة القرار التي ذكرت "على نحو متعمد" والأخرى عبارة "بيانات جوهرية زائفة ومضللة للهيئة"، ماذا يحدث بسوقنا إذا كانت هذه شركة وساطة لها اسمها ووزنها وتاريخها، حقيقة شيء مؤلم أن يحدث ذلك، كنا نتهم شركات وساطة أجنبية من الخارج أو من بعض التي تدخل بشراكات، ولكن الخلل الآن بيننا؟ مؤسف أن نصل لهذا المستوى حقيقة ما يحدث أن يتم ذلك، وهذه شركات الوساطة التي دائما تتحدث عن العمق والكفاءة والنضج للسوق، لكن نجدها أول المخالفين، وسؤالي للهيئة هل هذه كل المخالفات التي تحدث؟ لا أعرف ولكن الواضح أن عمل الهيئة صعب وتحدّ كبير، لأنها تواجه حماية السوق الآن ممن يفترض يدعمون الهيئة أو يقفون بجانبها، فالهيئة تواجه المخالفين من المضاربين، وتصدر التشريعات، وتراقب السوق، وتدرس ملفات الاكتتابات الجديدة والحالية والسابقة، وتطوير السوق، وتدريب، عمل كبير وجبار على عاتق الهيئة، الآن نجد مخالفات ممن هم أكثر الجهات معرفة بأنظمة ولوائح السوق، وقد يكون هناك الكثير ما لم يظهر سواء من هذه الشركة أو غيرها، هذه الشركات الوساطة أمام تحديات تحقيق الأرباح ونتائج وأرقام، لها ولعملائها، ولكن لماذا الاصرار على المخالفة؟ لماذا الاصرار على التجاوز؟ لماذا يحدث كل ذلك والسوق يحاول أن يقف على قدميه ويكون في مساره الصحيح ، الآن إرباك للسوق وسيكون محدودا مهما كانت مكانة "نعيم" أو غيرها فالسوق أكبر من أي شركة، وتعطيل لعمل الشركة وعملائها، والأهم فقدان الثقة من الجمهور من شركات الوساطة، التي أصبحت الآن للنخبة فقط، لمن لا يملك الوقت لإدارة أمواله، إما لعدم معرفة أو لعدم وجود الوقت لديه، أو تسويق من هذه الشركات يفرش الذهب لعملائها، وصناديق شركات الوساطة في تداول تظهر أي خسائر تحدث. الكثير تورط مع مضاربين سابقا من مجموعات وغيرها وكلها بالطبع مخالفة لكل القوانين واللوائح، واتجه القليل منهم لشركات الوساطة، ولكن هذه الضربة القاسية التي تتم تعيدنا لنقطة الصفر، حقيقة صدمت أن يحدث ما حدث من شركة "نعيم" من مخالفات "متعمدة وتقديم بيانات جوهرية زائفة ومضللة للهيئة". فالهيئة ورئيسها معالي الدكتور عبدالرحمن التويجري الذي يزيدنا كل يوم ثقة بحماية السوق من أي كائن من كان متى ثبتت أي مخالفة وهذا القرار أحدها، وأثق جدا أن معالي الدكتور التويجري سيكون حاسما في قراره متى ثبتت أي مخالفات رغم كل ما يقال أو سيقال. وأتمنى من هيئة السوق المالية، أن تكون أكثر حسما في تلاعبات السوق التي نشهدها يوميا في تقلباته الحادة في بعض شركاته، حتى أصبح السوق منهكا من هذه الممارسات وأفقد الثقة، أين مصدرها؟ ومن يقوم بها؟ سواء شركات وساطة أو أفراد أو غيرها.