رد: الأخبار الإقتصادية ليومالاربعاء6/ 7/ 1429 ه الموافق9/7/ 2008 م
«العالقون» في سوق الأسهم بين أحلام الطفرة ومحاولات تعويض الخسائر
نصير المغامسي ـ جدة
عدد كبير من المتداولين في سوق الأسهم لا يستطيعـون الانسحاب منه بفعل الخسائر التي تعرضوا لها حيث ان انسحابهم يعني تأكيدا لخسائرهم، فيما لا زال يحلم البعض بتكرار الطفرة التي شهدها السوق في عام 2005م. المتداول حمدان الحربي يقول: العاجزون عن الخروج من السوق يطلق عليهم «العالقون في السوق» وخسائرهم التي تعرضوا لها لا تمكنهم من الخروج من السوق بثلثي رأس المال على أقل تقدير، ورغم كل ما جرى ويجري في السوق يتنقل هؤلاء بين عمليات البيع والشراء في الشركات المتداولة في محاولة لتعويض خسائرهم، حيث ان التداول في السوق صار «ادمانا» لا سيما للمضاربين بسبب سرعة المكاسب التي تتحقق لهم. ويقول أبو سعد: مهما كان التوفيق في عمليات البيع والشراء في ظل الوضع الحالي للسوق فلن أتمكن من تعويض الخسائر التي توالت مع الانهيار العـام للمؤشر في عام 2006م، ولذا ليس هناك مخرج لكثير من الخاسرين «العالقين» سوى الانتظار لما تسفـر عنه الأيـام القادمة، عسى أن تكرر خلالها ارهاصات الطفرة السابقـة في سوق الأسهم. وتعليقا على ذلك يقول المحلل الاقتصـادي محمد بن سعد القرني إن مثل هذه الرؤية سببها انعدام ثقة المستثمر في السوق الذي يحفل بنسب مخاطرة عالية، ولا يمكن التنبؤ بما سيحدث فيه، أو بما سيصدر فيه من قرارات، فليس هناك رؤية واضحة لما يجري فيه ولا توجد خطة مستقبلية لسنة واحدة على الأقل يعرف من خلالها المستثمر الخطوط العريضة في السوق، وانما هناك مفاجآت يصدم بها المستثمر، فالمتعاملون في السوق محصورون بين صناديق الاستثمار التجارية والحكومية، وقلة قليلة جدا هم يملكون المعلومة الصحيحة، وهو ما أدى إلى انسحاب كبير للسيولة المالية من السوق التي يمثلها صغار المتداولين «الشريحة الكبرى». وأضاف القرني: وضع غير طبيعي يعيشه السوق الذي يعد الأكبر عربيـا والأكثر نشاطا ضمن الأسواق العالمية لا سيما أننا نعيش في ظل اقتصاد قوي وأعتقد أن ما يجري في السوق حاليا سوف يتخطى التأثير السالب على المتداولين في السوق إلى التأثير في جلب الاستثمـارات إلى المملكة.
من جهته قال المحلل المالي تركي فدعق إن طفرة عام 2005م في السوق كانت لها ظروفها وهي دورة اقتصادية من المتوقع أن تعود بشكل آخر، لكن ليس بصورة مماثلة، وأضاف: لا يمكن أن نحصـر معظم المتعاملين في السوق في فئة «العالقين» الذين ينتظرون الخروج بأقل الخسائر حيث أن سوق الأسهم يتعدد فيها المتداولون ويتفاوتون بين المتاجرة والمضاربة في أسهم الشركات، ومن المتوقع أن تقود عوامل العرض والطلب السوق السعودية إلى حاجز الـ»12» ألف نقطة في الفترة القادمة.
أما أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أسامة فلالي فيرى أن نسبة كبيرة من المتداولين يمكن وصفهم بـ»المعلقين» في السوق والذين هم في انتظار تعويض خسائرهم. وأضاف: للأسف الشديـد السوق تزخر بمتلاعبين كبار يملكون أموالا كثيرة ويسيرون المؤشر وفق ما يريدونه
|