رد: الأخبار الإقتصادية ليوم السبت9/ 7/ 1429 ه الموافق12/7/ 2008 م
قراءة في قطاعات سوق الأسهم السعودية
شركات الاستثمار المتعدد: انخفاض في هامش صافي الربح مع ارتفاع المصروفات
إعداد: د. ياسين عبد الرحمن الجفري - - 09/07/1429هـ
ترتكز شركات الاستثمار المتعدد على توافر أنشطة مختلفة لشركاتها وفي قطاعات متعددة، نظرا لأن معظم شركات القطاع هي شركات قابضة، وحسب النظام ونسبة الملكية تتحول الإيرادات بين الأرباح الأخرى، وتعتمد هنا على الربح الموزع أو على الأرباح من الودائع أو الفوائد البنكية، وبين الإيرادات من شركات تابعة، وتدمج هذه القوائم المالية مع الشركة. وبالتالي نجد أن احتساب الربحية يكمن في قدرة الشركة على السيطرة وحجم حصص الملكية في الشركات التابعة، ما يؤثر في تقييم الشركة، وهناك حاجة إلى النظر لاستثمارات الشركة الأخرى، وفي أي مجال لتأثيرها بصورة جذرية في وضع الشركة وتقييمها. ولكن نظام الإفصاح المحاسبي الحالي لا يوفر بيانات دقيقة وتفصيلية على الرغم من مصلحة توفير المعلومات للسوق للتقييم، ويبقى تعارض المصالح حائلا هنا في مواجهة الإفصاح.
تعدد الاستثمارات هنا والمجالات يعكس ربما نوعا من التنويع الاستثماري الذي يجعل مجموعة الشركات القابضة أقل تأثرا بالموسمية أو بالدورية، وبالتالي لا يمكن الحكم حول التقلبات الاقتصادية وأثرها سوي أن مجموعة الشركات تعد أقل تأثرا بالتقلبات هنا. ولكن من المتعارف عليه أن التحسن الاقتصادي له انعكاسات إيجابية، وخاصة الوضع العام للسوق السعودي. ويتأثر القطاع أيضا بتدني سعر الفائدة هنا أكثر من غيره من القطاعات التي عادة ما تستفيد من الواقع الحالي، وعادة ما يكون تأثيرها محصورا في الشركات التابعة وحجم التغطية، وحسب نوعيتها خاصة إذا كانت مساهمة.
يعتبر تقييم القطاع وشركاته نوعا ما أكثر تعقيدا من القطاعات الأخرى بسبب عدم توافر هوية واضحة ونشاط محدد لشركات القطاع مع تنوع وتعدد الأنشطة داخل القطاع، وربما نجد أن هناك عوامل مشتركة مع القطاعات الأخرى في السوق. وبالتالي يعتبر الاستثمار في شركات القطاع نوعا من الاستثمار في أكثر من نشاط، وهناك رؤية أن التنويع من حق المستثمر، وليس الشركات التي تركز على نشاط محدد وتحقق أعلى كفاءة ممكنة في الأداء.
المتغيرات المستخدمة
كالعادة سيتم التعامل مع السعر وربح الشركة وإيرادها من خلال النمو الربعي (نمو الربع الحالي مقارنة بالسابق) والنمو المقارن (نمو الربع الحالي بالربع المماثل من العام الماضي). كما سيتم الربط بين السعر والربح في مكرر الربح والربح والإيراد في هامش صافي الربح ودرجة التحسن فيه. وسيتم إلقاء الضوء على دور المصادر الأخرى في دعم الربحية للشركات. المتغيرات السابقة توجهنا للتعرف إلى كفاءة السوق وسلامة توجهها من خلال العلاقة بين الربح والإيراد والسعر وبالتالي توجهها نحو الاتجاه الصحيح من عدمه.
قطاع الاستثمار المتعدد السعودي
حسب الجدول رقم (1) حقق القطاع في الربع الأول من عام 2008 نحو 236 مليون ريال بتراجع ربعي 49.26 في المائة وتراجع مقارن بلغ 52.34 في المائة، والملاحظ هنا هو توجه مخالف يتمثل في تراجع النمو المقارن والربعي في القطاع. ولعل ما يسند الاتجاه السلبي هو أن ذلك نابع من تراجع نمو الإيرادات وبمعدلات سلبية، حيث بلغت في الربع الأول 4.639 مليار ريال، وتراجع 14.4 في المائة، وتراجع مقارن 21.88 في المائة. الملاحظ هنا أن هامش صافي الربح انخفض في الربع الأول من عام 2008 والسبب هو ارتفاع المصروفات نتيجة لتراجع الإيرادات بمعدل أقل من الربح. المؤشر تفاعل مع النتائج الخاصة بالقطاع كما هو واضح من الجدول وبمعدلات أقل من تراجع نمو الربحية، ولكن بمعدلات متقاربة مع الإيرادات، ولكن الكل نما في اتجاه واحد وهو مؤشر واقعي من قبل السوق كون المؤشر يتجه مع اتجاه الربحية والإيرادات.
المتطورة
ركزت الشركة على نقل التقنية المتقدمة من خلال المشاركة في برنامج التوازن الاقتصادي والمشاريع الصناعية الأخرى مثل شركة السلام للطائرات المحدودة، الشركة العربية للألياف الصناعية "ابن رشد"، الشركة الخليجية لصناعة الملح، شركة التصنيع وخدمات الطاقة، الشركة الوطنية للبتروكيماويات " ينساب"، وشركة العبيكان للزجاج. خلال الفترة الكلية تراجعت ربحيتها ربعيا في الربع الأول من عام 2008 بنسبة انخفاض بلغت 29.25 في المائة، ونمت مقارنا بنحو 25.28 في المائة في حين تراجعت إيراداتها ربعيا بنسبة 29.55 في المائة ومقارنا نمت 25.16 في المائة بالربط بين المتغيرين نجد أن ذلك سينعكس سلبا على هامش ربح الشركة، واتجه السعر ربعيا للنمو سلبا بنحو 29.69 في المائة ومقارنا انخفض بنحو 44.44 في المائة ومعها ارتفع مكرر الأرباح ليصبح 55.59 مرة وهو رقم أفضل من الربع المقارن. الملاحظ هنا أن نسبة الإيرادات الأخرى للربح ليس لها أثر في الربح. الملاحظ أن تحرك السعر والربح والإيراد هنا في نفس الاتجاه بهدف إعادة التوازن بين أداء السهم وتقييم المستثمرين، ما أدى إلى استمرار التحسن لمكررات الشركة جزئيا.
الأحساء
تركز الشركة على الاستثمار في المشاريع التنموية (الصناعية والخدمية) والملاحظ هنا تنوع الاستثمارات وتعدد حقولها دون وجود رابط مشترك بينها كسابقتها واللاحقين بها. خلال الفترة الكلية تراجعت ربحيتها ربعيا في الربع الأول من عام 2008 بنسبة انخفاض بلغت 72.4 في المائة، ونمت مقارنا بنحو 20.59 في المائة في حين تراجعت إيراداتها ربعيا بنسبة 76 في المائة، ومقارنا هبطت 47 في المائة بالربط بين المتغيرين نجد أن ذلك سينعكس سلبا على هامش ربح الشركة ومقارنا إيجابا، واتجه السعر ربعيا للنمو سلبا بنحو 17.97 في المائة ومقارنا انخفض بنحو 17.97 في المائة، ومعها ارتفع مكرر الأرباح ليصبح 31.71 مرة، وهو رقم مماثل للربع المقارن. الملاحظ هنا أن نسبة الإيرادات الأخرى للربح لها أثر مرتفع في الربح. الملاحظ أن تحرك السعر والربح والإيراد هنا في الاتجاه نفسه تقريبا بهدف إعادة التوازن بين أداء السهم وتقييم المستثمرين، ما أدى إلى ثبات مكررات الشركة جزئيا.
الباحة
تركز الشركة على إقامة المشاريع الصناعية المختلفة، وتملُّك واستصلاح الأراضي الزراعية لاستغلالها في إقامة مشاريع الإنتاج الزراعي والحيواني وإقامة المنشآت والمشاريع الترفيهية والسياحية واستثمارها وإدارتها وتشغيلها وصيانتها وتجارة الجملة والتجزئة لما يدخل في نطاق أعمال الشركة الصناعية والزراعية والسياحية وإقامة مخازن التبريد وورش الإصلاح والصيانة الخاصة بذلك والوكالات التجارية. خلال الفترة الكلية تراجعت خسائرها ربعيا في الربع الأول من عام 2008 بنسبة بلغت 44.37 في المائة، وارتفعت مقارنا بنحو 166.53 في المائة في حين تراجعت إيراداتها ربعيا بنسبة كبيرة جدا، ومقارنا انخفضت 64 في المائة بالربط بين المتغيرين نجد أن ذلك سينعكس سلبا على هامش ربح الشركة، واتجه السعر ربعيا للنمو سلبا بنحو 38 في المائة، ومقارنا انخفض بنحو 56 في المائة، ومعها انخفض مكرر الأرباح ليصبح سالبا، وهو رقم أفضل من الربع المقارن لتراجعه. الملاحظ هنا أن نسبة الإيرادات الأخرى للربح لها أثر في دعم الربح. الملاحظ أن تحرك السعر والربح والإيراد هنا في الاتجاه نفسه بهدف إعادة التوازن بين أداء السهم، وتقييم المستثمرين، ما أدى إلى استمرار تدهور مكررات الشركة بسبب الخسائر.
سيسكو
الشركة تركز على الخدمات الخاصة بالبنية التحتية والدعم للصناعة وتوفير مختلف الخدمات لها وخدمات الموانئ وتحلية المياه. خلال الفترة الكلية تحسنت ربحيتها ربعيا في الربع الأول من عام 2008 بنسبة ارتفاع بلغت 97.4 في المائة وتراجعت مقارنا بنحو 124 في المائة في حين تراجعت إيراداتها ربعيا بنسبة 2.55 في المائة ومقارنا ارتفعت 37 في المائة بالربط بين المتغيرين نجد أن ذلك سينعكس بصورة إيجابية على هامش ربح الشركة ومقارنا سلبا، واتجه السعر ربعيا للنمو سلبا بنحو 27 في المائة، ومقارنا انخفض بنحو 29 في المائة ومعها انخفض مكرر الأرباح ليصبح سالبا وهو رقم أسوأ من الربع المقارن. الملاحظ هنا أن نسبة الإيرادات الأخرى للربح لها أثر مرتفع في الربح أدت لتحسنه. الملاحظ أن تحرك السعر والربح والإيراد هنا في الاتجاه نفسه تقريبا بهدف إعادة التوازن بين أداء السهم وتقييم المستثمرين، ما أدى إلى تدهور مكررات الشركة جزئيا.
عسير
تركز شركة عسير للتجارة والسياحة والصناعة والزراعة والعقارات وأعمال المقاولات على تنوع أغراضها ونشاطاتها الاستثمارية في مجالات التجارة والسياحة والصناعة والزراعة والعقارات وأعمال المقاولات مماثلة للكل. خلال الفترة الكلية تدهورت ربحيتها، وحققت خسائر وكانت نسبة التراجع ربعيا في الربع الأول من عام 2008 بنسبة 161 في المائة، وتراجعت مقارنا بنحو 193 في المائة في حين تراجعت إيراداتها ربعيا بنسبة 41 في المائة ومقارنا انخفضت 29 في المائة بالربط بين المتغيرين نجد أن ذلك سينعكس بصورة إيجابية على هامش ربح الشركة ومقارنا سلبا، واتجه السعر ربعيا للنمو سلبا بنحو 16 في المائة ومقارنا انخفض بنحو 16 في المائة ومعها ارتفع مكرر الأرباح ليصبح 22 مرة وهو رقم أعلى من الربع المقارن. الملاحظ هنا أن نسبة الإيرادات الأخرى للربح لها أثر مرتفع وثابت في الربح. الملاحظ أن تحرك السعر والربح والإيراد هنا في الاتجاه نفسه تقريبا بهدف إعادة التوازن بين أداء السهم وتقييم المستثمرين، ما أدى إلى تدهور مكررات الشركة جزئيا.
المملكة
تتنوع أنشطة الشركة، حيث تمارس الأعمال الإنشائية العامة والتجارة العامة بجميع أنواعها وخدمات النقل والتخزين والإقامة والتملك والإدارة والاستثمار في الفنادق والمجمعات الترفيهية والسياحية وخدمات الرعاية الصحية وخدمات التعليم والوكالات التجارية وشراء الأراضي لأغراض تطويرها وإنشاء الأبنية عليها بهدف البيع أو التأجير لصالح الشركة ومن المهم التركيز على الممارس حاليا. خلال الفترة الكلية تحسنت ربحيتها وحققت نموا ربعيا في الربع الأول من عام 2008 بنسبة 18.82 في المائة وتراجعت مقارنا بنحو 16.6 في المائة في حين تراجعت إيراداتها ربعيا بنسبة 11.19 في المائة ومقارنا انخفضت 10.76 في المائة بالربط بين المتغيرين نجد أن ذلك سينعكس بصورة إيجابية على هامش ربح الشركة ومقارنا سلبا، واتجه السعر ربعيا للنمو سلبا بنحو 10.42 في المائة ومقارنا لا يمكن قياسه لعدم تداول السهم وقبل الطرح ومعها بلغ مكرر الأرباح 59 مرة وهو رقم مرتفع مقارنة بالسوق. الملاحظ هنا أن نسبة الإيرادات الأخرى للربح لها أثر مرتفع وثابت في الربح مقارنا. الملاحظ أن تحرك السعر والربح والإيراد هنا في الاتجاه نفسه تقريبا بهدف إعادة التوازن بين أداء السهم وتقييم المستثمرين، ما أدى إلى ارتفاع مكررات الشركة جزئيا.
المصافي (ساركو)
تنوعت أنشطة الشركة بين تصنيع ونقل وتخزين وتسويق البترول والقيام بتنفيذ مشاريع المياه وإصلاح الأراضي والمرافق والنقل وجميع الأعمال والمشاريع الصناعية والتجارية وأعمال الوكالات التجارية وتأسيس الشركات وشراء الأسهم (شركة المجموعة السعودية للاستثمار الصناعي، وشركة أسمنت تبوك وبنك الرياض). خلال الفترة الكلية تحسنت ربحيتها وحققت تراجعا كبيرا ربعيا في الربع الأول من عام 2008 بنسبة 100 في المائة وتراجعت مقارنا بنحو 100 في المائة في حين تراجعت إيراداتها ربعيا بنسبة 100 في المائة ومقارنا انخفضت 100 في المائة بالربط بين المتغيرين نجد أن ذلك سينعكس بصورة سلبية على هامش ربح الشركة ومقارنا سلبا، ويجب الملاحظة أن الشركة هنا مستثمرة ولا تملك شركات تابعة، واتجه السعر ربعيا للنمو سلبا بنحو 25 في المائة ومقارنا هبط بنحو 37 في المائة ومعها تحسن مكرر الأرباح 10.35 مرة وهو رقم جيد بسبب نتائج الفترات السابقة. الملاحظ هنا أن نسبة الإيرادات الأخرى للربح لها أثر مرتفع ومتزايد على الربح مقارنا، لأنها في مصدر ربحية الشركة. الملاحظ أن تحرك السعر والربح والإيراد هنا في نفس الاتجاه تقريبا بهدف إعادة التوازن بين أداء السهم وتقييم المستثمرين ما أدى لتحسن مكررات الشركة.
مسك الختام
الشركات السابقة، وكما أسلفنا مصادر الدخل والإيراد والربح تعتمد على متغيرات خارجية وليست تحت سيطرتها ما يجعل التقييم من خلال نفس أطر الشركات في القطاعات الأخرى غير واضح، وهناك حاجة إلى تفاصيل أكبر للوصول إلى معلومة يتخذ عليها القرار. وهنا وحسب المعلومات لا تعتبر شركات القطاع مغرية بدرجة كافية للاستثمار.
|