رؤية
طرائف في إعلانات نتائج الشركات!
خالد العويد
لم يتبق سوى أيام معدودة، وتنتهي المهلة المحددة للشركات المساهمة، والبالغة ثلاثة أسابيع لإعلان مراكزها المالية للربع الثاني، وإصدار بياناتها بخصوص النتائج.
والملفت أن البيانات الصحفية لعدد قليل من الشركات المتراجعة،حملت تبريرات مضحكة لتدني النتائج، وانخفاض الأرباح، تعكس مستوى التفكير لدى إدارات الشركات، ونظرتها إلى المساهم، وكأنه شخص غير مدرك،ويمكن أن ينطلي عليه أي تبرير، ويقتنع به.
ومن ذلك أن إحدى شركات الاستثمار المتعدد، بررت خسارتها في الربع الثاني من 2008م، إلى توقف مزرعة الدواجن..، والسؤال المطروح منذ متى عرف المساهم أن لدى الشركة مزرعة للدواجن تأتي بالأرباح والإيرادات، حتى يتم تحميلها سبب الخسائر، في حين أن أول هدف لتأسيس هذه الشركة، ينص على إقامة المشروعات الصناعية المختلفة، وإقامة المنشآت والمشروعات الترفيهية والسياحية واستثمارها وإدارتها.
وهل مزرعة الدواجن السبب في الخسارة المستمرة للشركة منذ إنشائها قبل 14عاما، وحتى الآن والبالغة 68مليون ريال من رأسمالها المدفوع، والبالغ 147مليون ريال ..، وليت لهذه الدواجن لسان ناطق لتخبرنا عن السبب الحقيقي للخسائر، وتدافع عن نفسها.
شركة أخرى تعمل في قطاع الزراعة والصناعات الغذائية، بررت تراجع أرباحها في النصف الأول من العام الحالي، إلى ارتفاع مصروف الزكاة..، والسؤال المطروح، منذ متى أصبحت الزكاة سببا في تخفيض أداء الشركات السعودية، ونمو أعمالها، وجميع هذه الشركات تضع لها مخصصات و تثبتها في كل ربع، وبنهاية كل عام، قبل صافي الدخل في بند مستقل، وفقا لأحكام وقواعد فريضة الزكاة في المملكة، وبدون أن يعزى إليها تراجع الأداء، وانخفاض الأرباح.
أخيرا.. فمهما تكن المبررات السابقة وغيرها من الشركات فان المساهم على قناعة بان الشركات الناجحة هي القادرة على النمو واستثمار مواردها، وحماية حقوق مساهميها، ولدى أفرادها أهداف وطموح للتفوق على الآخرين، وتجاوزهم، وان تكون شركاتهم كيانات فاعلة في قطاعاتها الاقتصادية، وقادرة على ترجمة أهداف تأسيسها إلى انجازات، وواقع ملموس، يحقق من خلاله المساهم عائدا متناميا من الأرباح على استثماره في الشركة.
kowayed@alriyadh.com