التقرير الأسبوعي للأسهم السعودية
الأسهم تهبط للأسبوع الرابع والجميع بانتظار نتائج "سابك" وقطاع "التأمين" يفقد فرصة الصعود
مشهور الحارثي - - -
15/07/1429هـ
على الرغم من نتائج الشركات الجيدة للربع الثاني إلا أن السوق لم يلتفت إليها وانهمك في الهبوط تلو الهبوط دون هوادة حتى أغلق يوم الأربعاء عند مستوى 8861.24 نقطة وبنسبة 1.5 في المائة علماً بأن مؤشر السوق هبط منذ بداية تموز (يوليو) بنسبة 4.9 في المائة وهذا الأسبوع هو الرابع الذي يهبط فيه السوق على التوالي، قطاعات السوق هبطت جميعها ما عدا قطاع "الصناعات البتروكيماوية" بفضل تماسك سهم "سابك" حيث ينتظر المُتداولون نتائجها كالعادة وكأنها هي الحاضرة في السوق وحدها، وتبقى أسباب الهبوط.
الضيوف الجُدد
شهدنا هذا الأسبوع إدراج سهميّ "أسواق العثيم" و"حلواني إخوان" واستقبلهما السوق باللون الأحمر دون رحمة فأغلقا في كل يوم على انخفاض، بدأ تداول سهم "العثيم" بسعر 86 ريالا وأغلق نهاية الأسبوع عند 56.75 ريال، أي هبط بنسبة 34 في المائة ولكنه بالمقابل حقق للمُكتتبين فيه (سعر الاكتتاب كان 20 ريالا) ربحاً بنسبة 183 في المائة حتى الآن، وأما سهم "حلواني" فلم يهنأ بيوم عرسه حيث وصل أعلى سعر إلى 36 ريالا ثم بدأ بالتدحرج حتى 29 ريالا وأغلق عند 30.75 وسط حجم تداول يصل إلى 31 مليون سهم ولا يزال السهم يُحقق للمُكتتبين أكثر من 50 في المائة من الربح.
أسباب الهبوط
مع هبوط السوق اختلف المُحللون الماليون تحديداً (المحلل المالي يعتنق فكرة التحليل الأساسي في تبرير حركة السوق والأسهم) فتارة يربطونها بالوضع السياسي وإيران وتارة بهبوط الأسواق العالمية وتأثير سعر الفائدة أو بحركة أسواق السلع وغيرها من الأفكار المُعلبة بل لا أنسى ربط بعضهم حركة السوق بعيد رأس السنة.
أخيراً تفتق فكر المُحللين عن سبب جديد يدور محوره حول هيئة سوق المال وهو أن الهبوط سببه قلق المُتداولين من إعلان "تداول" استعدادها لتطبيق وحدة تغير سعر السهم الجديدة، وتناسوا أن السوق أعلن عزمه الهبوط منذ أن كسره لمتوسط حركة 200 يوم في 28 من حزيران (يونيو) فكانت إشارة واضحة تدل على ضعف السوق وأن المُتداولين يميلون للخروج من السوق أكثر من الدخول فيه، وأما ما تزامن من أحداث سياسية أو اقتصادية فهو من قبيل الصدفة وتأثيره محدود.
صفة الاستعجال
يتحلى سوق الأسهم السعودي بصفة الاستعجال في حركته فإن صعد فهو يصل إلى أهدافه بسرعة وفي أيام قلائل ولا يُقاومه أي مستوى مقاومة فلا مجال عند سوقنا للانتظار، وبالمثل عندما يهبط فإنه لا يتعثر بل يتدحرج ثم يتدحرج ليهويّ ويسقط ويصل إلى مستويات الدعم الضعيفة والقوية ويُهشمها كأن مستويات الدعم هذه نُسجت من خيوط العنكبوت، إننا نختصر الأيام في صعودنا وهبوطنا وأحيانا في ساعات يتم كل شيء فهل هذه طبيعة متأصلة في المُتداولين أم أنه خلل في إدارة حركة السوق.
صحيح أن من يقود السوق نحو الهبوط أو الصعود هو طمع أو خوف الأفراد الذي يُشكل قوى العرض والطلب وهم في فعلهم هذا غير ملامين وتصرفهم هذا سليم فواجبهم أن يحموا محافظهم ومدخراتهم من الانكماش، ولكن المقابل يجب أن تُساهم الجهة المعنية بإدارة السوق في إيجاد شركات صانعة للسوق Market Maker كل منها يتولى صناعة وموازنة حركة سهم أو أكثر ليكون السوق أكثر عقلانية كما في الأسواق الأخرى، فليس بالاكتتابات وحدها يتم حلّ مشاكل السوق فهذا أسهل الحلول تطبيقاً، بل إن بساطة طرح الأسهم الأولية IPO أدخلت إلى السوق شركات ضعيفة بعضها لم يعمل بعد، إننا بحاجة إلى مجموعة حلول بعضها استراتيجي وبعضها الآخر تكتيكي فكم يجب أن يخسر المُتداولون من أموالهم حتى نقتنع بوجوب أدوات فاعلة لإدارة السوق أم أن ما يخسره المُتداولون من ريالات هو قربان يجب أن تُنحر على أعتاب السوق وبعدها يصدر القرار.
التحليل الفني
في تقرير منتصف الأسبوع الذي تنشره "
الاقتصادية" كل ثلاثاء بينت على الرسم البياني كما في شكل (1) أن مؤشر السوق كون نموذج مثلث هابط على مدى شهرين منذ بداية أيار (مايو) وضلعه السفلي عند 9480 نقطة تقريبا وحده العلوي عند 10120 تقريبا، أي أن ارتفاع المثلث الهابط هو 640 نقطة، وفكرة هذا النموذج السلبي أنه عندما يكسر المؤشر الضلع السفلي للمثلث سيستمر الهبوط بمقدار 640 نقطة ابتداءً من الضلع السفلي، بينت أن مؤشرات ضعف السوق هي الأبرز لوجود وأبسط ما يدل على هذا هو التقاطعات السلبية لمتوسطات الحركة كما في شكل (2).
في 28 من تموز (يوليو) الماضي كسر مؤشر السوق الضلع السفلي للمثلث الهابط وأصبح المؤشر مُرشحا للهبوط حتى مستوى 8840 نقطة تقريباً وقد رأينا مؤشر السوق يهبط يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين وانجرف إلى مستويات قريبة من 8500 نقطة، ثم ارتفع الأربعاء حتى عاد إلى منطقة الدعم التي تحدثت عنها بين مستوييّ 8800 و8900 نقطة.
كل هبوط قوي سيعقبه ارتداد وبعودة مؤشر السوق إلى منطقة الدعم بين مستوييّ 8800 و8900 نقطة نأمل أن يستقر عندها ويُراوح مكانه وإن لم يستقر عندها فإن الوصول إلى المستويات الدُنيا من 7000 نقطة، علماً بأن وضع السوق على الأجل الطويل كما في شكل (3) حيث الرسم البياني الأسبوعي يدلّ على أن مؤشر السوق يُعاني الضعف وأبسط ما يدل على هذا التقاطعات السلبية بين متوسطات الحركة الأسية ذات العشرة والأربعين أسبوعاً.
بانتظار "سابك"
الجميع في انتظار نتائج شركة "سابك" فلو خرجت نتائجها متواضعة فسيُصاب السوق بخيبة أمل وإن كانت أقل من التوقعات فإن السوق سيُعاقبها، ولكن بالنظر إلى الرسم البياني يتضح أن سهم "سابك" كون نموذج مثلث هابط وهو أحد النماذج السلبية وقد تم كسر ضلعه السفلي كما يتبين أن لا مستويات دعم سوى منطقة ارتكاز قام بها السهم عند مستوى 130 ريالا ومستوى المقاومة المتين عند 139 ريالا ولو تمكن السهم من الإغلاق فوق مستوى 138 ريالا فسيقوم ببعض التهدئة في أسوأ الأحوال وقد يُغير اتجاهه نحو الصعود مع أنه هذا احتمال يبدو ليس ذا حظ، خاصة بعد هبوط السهم دون متوسط 200 يوم إضافة إلى التقاطعات السلبية بين متوسطات الحركة البسيطة التي حدثت أخيرا ولا تزال أثارها السلبية تُلقي بظلالها على السهم.
قطاعات السوق
هبط أداء جميع قطاعات السوق ما عدا قطاع "الصناعات البتروكيماوية" بفضل تماسك سابك، حيث ارتفع القطاع بنسبة 0.2 في المائة فقط وبالرغم من خسارة قطاعيّ "الاستثمار الصناعي" و"المصارف والخدمات المالية" إلا أن خسارتهما كانت طفيفة وبنسبتي 0.1 و0.7 في المائة على التوالي، وبقية القطاعات تجاوزت خسارتها نسبة 1.5 في المائة وأكثرهم هبوطاً هو قطاع التأمين بنسبة 13.5 في المائة وقد كان لنتائج شركة "التعاونية للتأمين" سبب كبير في هذا الهبوط ولكن لا يزال في أسهم القطاع مجال محدود للاختيار حيث خسرت أسهم القطاع الجولة بسبب التعاونية.
قطاعات النصف الثاني
جميع قطاعات السوق تسير في اتجاه هابط على الأجل الطويل حتى الآن ماعدا بعض القطاعات التي لم تُحدد مسارها وتسير في مسار أفقي منذ منتصف العام الماضي مثل قطاعي التجزئة والزراعة، بينما وصل قطاعان إلى مستوياتهما الدنيا وعند مستويات دعم على الأجل الطويل ونأمل أن ترتد منها وتنبعث فيها الحياة من جديد لتكون القطاعات التي تتجه للصعود خلال النصف الثاني من العام الجاري بشرط أن ترتد من مستويات الدعم التي وصلت إليها ولا تحطم دعمها، وفي مقدمة هذه القطاعات التي يجب أن ترتد من مستوى دعمها الحالي حتى تقود التداولات الرابحة في النصف الثاني قطاعا الطاقة والاتصالات.
قطاع الطاقة
لو تناولنا قطاع الطاقة على الأجل الطويل نجد أن مؤشر القطاع اقترب من مستوى الدعم عند 4200 نقطة ومؤشر "الماكد" وصل على مناطق التشبع بالبيع، ويبدو هذا واضحاً في سهم الكهرباء الذي هبط كثيراً حتى اقترب إلى مستويات 11.25 ريال التي وصل إليها في النصف الثاني من العام الماضي ثم ارتفع من جديد بشكل قوي وليس بالضرورة أن يتكرر السيناريو بالقوة نفسها حيث السهم يحتاج إلى بعض الاستقرار عند هذه المستويات وحتى تُعدل متوسطات الحركة من وضعها.
قطاع الاتصالات
معاناة قطاع الاتصالات بدأت مع إدراج سهم شركة "زين" حيث أدى إلى خلخلة بقية الأسهم ثم أعقبها عدد من الأحداث على مستوى قطاع الاتصالات، كان آخرها صدور تقرير قيّم سهم "زين" أدى إلى تراجعه بعد أن كان محط آمال الكثير من المُتداولين، والآن وصل مؤشر قطاع الاتصالات إلى مستويات دنيا 2200 نقطة ويحتاج مؤشر القطاع إلى أن يرتد منها، حيث يثبت أنه قادر على جذب السيولة إليه علماً بأنه أغلق هذا الأسبوع عند 2180 نقطة أي بفارق بسيط، وعند فحص أسهم القطاع نجد أن سهم "الاتصالات" هبط حتى مستويات 55 ريالا وسهم "موبايلي" عند 46 ريالا وهي مستويات لم يصلاها إلا في منتصف العام الماضي.
mharthi@hotmail.com