قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثانية قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثانية قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثانية قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثانية قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثانية
بسم الله الرحمن الرحمن
تمهيد :
سبق أن قلت إن هذه الحلقات تتعلق بموقع القبيلة فقط , سواء في اليمن أو في جنوب الطائف .
وقد تقدم في الحلقة الأولى ذكر الموقع بصفة عامة في اليمن ( في محيط محافظة مأرب شرق صنعاء 150 كلم تقريباً )
وقلت إني سأعرض ثلاثة نصوص بحاجة إلى قراءة وإستنطاق , لمعرفة ما تحمله من فوائد تتعلق بموقع القبيلة في اليمن .
وذكرت النص الأول ( قدوم وفد ثمالة والحدان معاً إلى الرسول
, وكتابة الرسول
لهما كتاباً واحداً )
وفي هذه الحلقة سأذكر النصين الآخرين، والنظر فيما يمكن إستفادته منهما مما يتعلق بموقع القبيلة في اليمن , وهما :
النص الثاني :
قرأت في ( ارشيف ملتقى أهل الحديث )عند الحديث عن السلطان غالب بن عوض القعيطي ,
سلطان الدولة القعيطيه في المكلى والشحر من أرض حضرموت , جاء في النص : " وكان السلطان غالب إذا جاء الشحر
دائماً يتفقد الأماكن ، ويجيء إلى ثمالة , ويقعد فيها ثمانية أيام .."
والشحر مدينة شرق المكلى 60 كلم , وإليها ينسب اللبان الشحري, يقول الشاعر :
إذهب إلى الشحر ودع عمانا
إن لم تجد تمراً تجد لبانا
وقد ترددت كثيراً في فهم هذا النص فما هي ثمالة هذه الموجودة في شحر حضرموت ؟ هل هي إسم لموضع ؟
هل النسبة إليها ثمالي ؟ هل هي أرض لقبيلة بهذا الإسم ؟ أسئلة كثيرة لم أجد لها جوابا لزمن طويل ,
لكني كنت دائما ً أشك بوجود خطأ طباعي , وقوي هذا الشك عندي بعد البحث في أسماء قرى و أودية الشحر ,
حيث وجدت منها قرية باسم (( تبالة )) فهل هذا تصحيف ؟ هذا إحتمال قوي .
و إنما ذكرت هذا النص على ضعف الإستفادة منه , خشية أن يكون هذا الالتباس قد حصل لغيري مثلي ,
ورغبة في مشاركة أعضاء المنتدى في البحث عن إحتمال آخر .
النص الثالث :
جاء في المأتلف والمختلف للآمدي (( 370 هـ )) ذكر أبيات للشاعر المخبل الثمالي وفيها :
1 / قد كنت أسمع بالزمان ولا أرى
أن الزمان يطيق نتف جناحي
2 / فأراه أسرع في َّ حتـى أصبحت
بيضاً متون غواربي وصفاحي
3 / فأنا الكبيرة سنه في قومه
هيهات كم راوحت من أرواح
4 / قد عشت لو نزل الزمان مرزءاً
لبني مزينة أو بني الصباح
5 / صافحت ذا جدن و أدرك مولدي
عمرو بن هند يتقى بالراح
6 / و جذيمة الوضاح يخبرني أبي
عنه فأين جذيمة الوضاح
7 / أفبعد أملاك مضوا من حمير
أرجو الفلاح ولات حين فلاح
والمقصود من إيراد هذه الأبيات للشاعر الثمالي المعمر , أمران :
الأمر الأول : قوله : (( صافحت ذا جدن )) وذو جدن هذا هو آخر ملوك حمير , قاد قومه بعد مقتل ذي نواس على
ايدي جيش الأحباش في حدود سنة (( 525 م )) إلا أنه لم يتمكن من إسترجاع ملك حمير، وقتل هو الآخر، وهو القائل :
1 / هونك ليس يرد الدمع ما فاتا
لا تهلكي أسفاً في إثر من ماتـا
2 / أبعد (( بينون )) لا عين ولا أثر
وبعد (( سلحين )) يبني الناس أبياتـا
و ( بينون , و سلحين ) حصون للدولة الحميرية في مأرب , هدمها الأحباش حين استولوا على اليمن ،و هي و مأرب
و صرواح و غيرها مواضع قبائل الأزد قبل هجرتهم .
و المقصود أن الشاعر الثمالي يقول إنه صافح ذا جدن الملك الحميري، الذي كان موجوداً في أرض مأرب حتى ( عام 525 م )
الأمر الثاني : أن الشاعر يبكي على ملوك حمير و يقول ( أفبعد أملاك مضو من حمير , أرجو الفلاح ولات حين فلاح )
و السؤال هو :
هل كان هذا الشاعر الثمالي يعيش في أرض مأرب , ومع ملوك حمير , ويعرفهم ويقابلهم ،ويصافحهم، ويتذكرهم
و يبكي عليهم ؟
هناك إحتمالات لقراءة هذا النص منها :
أن هذا كان قبل هجرة ثمالة إلى جنوب الطائف . وهذا إحتمال بعيد جدا , لأن التاريخ المذكور كان قبل بعثة الرسول
بأقل من مئة عام , وهجرة الأزد كانت قبل هذا التاريخ. إلا أنه احتمال جدير بالتفكيرعند الرغبة في معرفة متى هاجرت
ثمالة على سبيل التحديد.
و إحتمال آخر :
هو أن الشاعر الثمالي قد سافر من الطائف إلى اليمن , وقابل الملك الحميري وصافحه , وهو إحتمال وارد وقوي ،
وتؤيده ر حلة الشتاء والصيف, ويضعف هذا الإحتمال بعد المسافة , وتباكي الشاعر على ملوك حمير, فإن هذا
التباكي يدل على معرفة قريبة بهم , وشعور بالولاء لهؤلاء الملوك , وهو لا يتصور لشاعر قد هاجر أجداده
من المنطقة , وسكنوا و استقروا في منطقة بعيدة جداً .
فالقول بأن الشاعر كان يعيش في أرض مأرب ويعرف ملوكها , ويلج عليهم ويصافحهم , ويبكي على فقدان مملكتهم ,
إحتمال هوالآخر وارد، و يؤيده أن هجرة القبائل لا يلزم منها الهجرة الجماعية لكل أفراد القبيلة , فإذا ضاقت الأرض
عن كفاية أهلها فهاجروا , فلابد أن يبقى فيها ما يكفي للبعض، يشهد لهذا التاريخ والواقع , فهذه منطقة مأرب كانت
ومازالت مسكونة منذ خراب السد وحتى الوقت الحاضر .
فهل يصح أن نقول : إن ثمالة لم تهاجر جميعاً، بل بقي بعض منهم في أرض مأرب , وهذا الشاعر منهم ؟
آمل من أعضاء المنتدى مناقشة هذا الإحتمال مناقشة علمية هادفة .
خلاصة ماتقدم :
أن ثمالة قبيلة أزدية كانت موجودة في أرض مأرب ثم هاجرت قبل الإسلام إلى جنوب الطائف . وهذا محل اتفااق .
لكن هل هاجرت جميعاً إلى جنوب الطائف , أم بقي بعضها في اليمن ؟
وهل هاجرت جميعاً إلى حنوب الطائف , أم هاجر بعضها إلى عمان ؟
أسئلة ظهرت نتيجة قراءة لبعض النصوص , لا يمكن الجزم بجوابها , والمقصود منها إثارة التفكير , ومراجعة النصوص ,
و العصف الذهني .
هذه نهاية ما لدي حول موضوع موقع القبيلة في اليمن ,
والحلقة القادمة هي بداية الحديث عن موقع القبيلة جنوب الطائف ,
فإلى لقاء .