التصحيف
التصحيف التصحيف التصحيف التصحيف التصحيف
يقول الإمام السخاوي في تعريف التصحيف :
" هو تحويل الكلمة عن الهيئة المتعارفة إلى غيرها " انتهى . " فتح المغيث " (3/72)
وهذا من أحسن التعاريف وأشملها لجميع الصور التي يذكرها العلماء في التصحيف ، فإن العلماء أطلقوا التصحيف على العديد من الصور ، وهي :
1- تغيير في حروف الكلمة مما تختلف فيه صورة الخط : مثاله :
قال الشافعي : " صحف مالك في عمر بن عثمان وإنما هو عمرو بن عثمان ، وفي جابر بن عتيك وإنما هو جبر بن عتيك ، وفي عبد العزيز بن قرير وإنما هو عبد الملك بن قريب " انتهى . " معرفة علوم الحديث " (150)
وقال أحمد : " صحف شعبة ( مالك بن عرفطة ) إنما هو خالد بن علقمة " انتهى .
"معرفة علوم الحديث" (146)
2- تغيير في نقط أو شكل الكلمة مع بقاء صورة الخط : وهذا أكثر إطلاق المحدثين .
مثاله : تصحيف ابن معين العوام بن مراجم بالراء والجيم ، إلى مزاحم بالزاي والحاء .
"تدريب الراوي" (2/648)
3- قلب الاسم : قال الحاكم : " سمعت أبا علي الحافظ يقول : صحف فيه أبو حنيفة ، لإجماع أصحاب الزهري على روايته عنه عن الربيع بن سبرة عن أبيه ( وهو إنما قال عن سبرة بن الربيع ) . "معرفة علوم الحديث" (150)
4- إبدال لفظة مكان أخرى : مثاله :
روى الحاكم حديث المُحرِم الذي وقصته دابته وفيه قول النبي – صلى الله عليه وسلم – ( ولا تخمروا وجهه ، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا ) ثم قال : " ذكر الوجه تصحيف من الرواة لإجماع الثقات الأثبات من أصحاب عمرو بن دينار على روايته عنه ( ولا تغطوا رأسه ) وهو المحفوظ " انتهى . "معرفة علوم الحديث" (148)
5- إبدال راو بآخر : مثاله :
قال الحاكم : " صحف بقية بن الوليد في ذكر صفية ولم يتابع عليه ، والحديث عن جويرية " انتهى .
"معرفة علوم الحديث" (32)
قال الحافظ العراقي "التبصرة والتذكرة" (2/298) :
" وقد أطلق من صنف في التصحيف ، التصحيف على ما لا تشتبه حروفه بغيره ، وإنما أخطأ فيه راويه أو سقط بعض حروفه من غير اشتباه " انتهى .
6- تغيير المعنى .
قال العراقي "التبصرة والتذكرة" (2/300-301) :
" ومن أمثلة تصحيف المعنى ما ذكره الخطابي عن بعض شيوخه في الحديث أنه لما روى حديث النهي عن التحليق يوم الجمعة قبل الصلاة قال : ما حلقت رأسي قبل الصلاة منذ أربعين سنة ، فهم منه تحليق الرؤوس ، وإنما المراد تحليق الناس حلقا " انتهى .
والناظر في كتب المحدثين يلحظ ما يلي :
- استعمال لفظة التصحيف أكثر من استعمال لفظة التحريف .
- أنه ليس ثمة فرق بين الاستعمالين ، بل هما لفظان مترادفان في استعمال المحدثين ولم يثبت التفريق بينهما في أي من الصور ، بل إن الخطابي في كتابه "إصلاح غلط المحدثين" (12) أطلق على جميع أمثلته التي ذكرها في التصحيف – وهي من الصورة الثانية – أطلق عليها لفظ التحريف حيث قال : " وهذه ألفاظ من الحديث يرويها أكثر الناس والمحدثين ملحونة ومحرفة " انتهى .
|