رد: التصحيف
التصحيف وأخبار المصحفين
________________________________________
اللغة هي العربية لغة القرآن او اللغة الأم هي من أجمل اللغات عبر التاريخ وهي غنية ولله الحمد بالمفردات والمترادفات ويقال أنها أصعب لغة في العالم الآن ،وكتب اللغة طافحة بما لذ وطاب من الأدب والملح والطرائف وهي معين لا ينضب وحديقة غناء لايمكن لمن يعرفها الا ان يعشقها ويرتع في بساتينها.
والتصحيف وجد نتيجة لعدم أخذ العلم من منابعة وهم العلماء وما وقع لكثير من الناس الا لما أخذوا العلم من الصحف لذا يسرني ان اطرح هذا الموضوع الطريف وهو التصحيف وأخبار المصحفين فأقول مستعيناً بالله:
التصحيف: هو تفيير في نقط الحروف أو حركاتها مع بقاء صورة الخط
والتصحيف مشكلة قديمة ظهرت بعد ظهور الكتابة بالعربية نتيجة تشابه الحروف الهجائية قال حمزة الأصبهاني: وأما سبب وقوع التصحيف في كتابة العرب فهو أن الذي أبدع صور حروفها لم يضعها على حكمة ولا احتاط لمن يجئ بعده وذلك أنه وضع لخمسة أحرف صورة واحدة وهي: الباء والتاء والثاء والياء والنون وكان وجه الحكمة فيه أن يضع لكل حرف صورة مباينة للأخرى حتى يؤمن عليه التبديل 0
التنبيه على حدوث التصحيف:
وكان الناس في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم يأخذون القرآن والحديث مشافهة من الرسول صلى الله عليه وسلم ويحفظون في صدورهم ثم لما كبرت الدولة الإسلامية بعد وفاة الرسول عليه السلام ومات كثير من القراء جمع أبو بكر رضي الله عنه القرآن ثم في خلافة عثمان رضي الله عنه ثم كتابة القرآن وجمعه في خمسة مصاحف ثم لما كثر العجم واختلطوا في العرب كان منهم المولودون حيث كثر التصحيف فقد تنبه الخلفاء لذلك فقد أمر الإمام علي رضي الله عنه أبا الأسود الدؤلي بوضع اللغة العربية ثم عهد الحجاح ثم تنقيط المصحف خشية التصحيف وذلك على يد يحيى بن يعمر ومع هذا وقع كثير من التصحيف واضطر طلاب العلم الأخذ من أفواه العلماء.
وكان من المصحفين عدد كبير في دولة الإسلام من العلماء والقضاة والكتاب والأدباء والأمراء من القراء حيث لم يسلم من التصحيف إلا من أخذ العلم من أفواه العلماء وتظهر خطورة التصحيف عند قراءة القرآن والحديث الشريف وهي أسوأ مشاكل التصحيف ثم تشابه أسماء نقلة الحديث الشريف حيث ألف عدد من علماء الإسلام كتب في ذلك منها كتب المؤتلف والمختلف كالدار قطني والأزدي وبن ماكولا وبن نقطة وبن الصابوني والذهبي لأبن ناصر الدين الدمشقي حيث تصدوا للتصحيف وبينوا للناس جملة من هذا التصحيف من ألفاظ اللغة والشعر وأسماء الشعراء وأخبار العرب وأيامها.
أخبار المصحفين:
وندخل الآن في بعض أخبار المصحفين نختار بعضها لنرى كيف وقع التصحيف لعلماء إجلاء فكيف بطلبة العلم بل غيرهم من الطلبة العاديين
قال العسكري: بعد أن ساق السند إلى سليمان موسى أنه قال: لا تأخذوا القرآن من المصحفين( نسبة للمصحف) ولا العلم من الصحفيين،وبإسناد إلى سعيد التنوخي يقول كان يقال: لاتحملوا العلم عن صحفي،ولا تأخذوا الفران عن مصحفي، ذكر العسكر بإسناده إلى علي بن المدني قال:أشد التصحيف في الأسماء ومن أمثلة التصحيف:
قال العسكري: ثنا أبو العباس بن عمار قال: انصرفت من مجلس عبدالله بن عمر أبان القرشي المعروف بمشكدانةالمحدث (236هـ) فمررت بمحمد بن عباد بن موسى سندولة،فقال من أين أقبلت ؟ فقلت من عند أبي عبد الرحمن مشكدانةفقال ذاك الذي يصحف على جبريل يريد قراءته: ولا يغوث ويعوق وبشراً( ونسراً) وكانت حكيت عنه، قال العسكري : وقد فضح بالتصحيف جماعة من العلماء وأهل الأدب وفضحوا به.وقد مدح بعض الشعراء خلف الأحمر اللغوي المشهور بالتحفظ عن التصحيف وعده من مناقبه فقال:
لايهم الحاء القراءة بالخاء ولا يأخذ إسناده من الصحف
وقال العسكري: وحكى لنا أبو العباس بن عمار أن محمد بن يزيد النحوي المبرد صحف في كتاب الروضة(في أشعار المحدثين) في قوله: حبيب بن خدرة ،فقال : حبيب بن جدرة، وأسند العسكري الى إبراهيم الأصبهاني قال: قرأ الأمام المفسر عثمان بن أبي شيبة(جعل السقاية في) رجل أخيه، فقيل له(في رحل أخيه) فقال تحت الجيم واحدة! وهو كثير التصحيف.
|