رد: التصحيف
الحديث المُصحف : تعريفه لغةً : التغيير 0
واصطلاحاً : هو تغيير كلمةٍ في الحديث على غير ما رواها الثقات إما لفظاً أو معنىً 0
سبب الإهتمام بهذا النوع : هناك تصحيفات وقعت من بعض علماء الحديث الكبار الجهابذة فضلاً عن الرواة ، وهذا النوع من أبواب العلة 0
أقسام الحديث المصحف : 1- التصحيف في الإسناد 2- التصحيف في المتن
أولاً التصحيف في الإسناد : قيل : أنه أقل من التصحيف في المتن ، ولكن في الحقيقة والواقع أن أكثر التصحيفات تقع في الإسناد ، أي في أسماء الرواة وذلك بسبب غرابة أسماء الرواة خاصة مع عدم وضع النقاط على الكلمات في السابق ، فمثلاً كلمة ( بشار) كانت تُكتب هكذا ( بسار) بدون نقط ، حتى الباء ليس تحتها نقطة ، فيُمكن أن تُقرأ : بشار أو يسار ،أو عدم ضبط الكلمات من ضمة أو فتحة أو كسرة أو سكون ، فمثلاً كلمة ( بشير ) قد تكون بضم الباء أو فتحها ( بُشير أو بَشير ) 0
ثانياً التصحيف في المتن : مثاله ما صحفه أبوبكر الصولي في حديث " من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال " صحفه إلى " من صام رمضان وأتبعه شيئاً من شوال " ، أيضاً في الحديث " أن النبي – صلى الله عليه وسلم – احتجر في المسجد " أي اتخذ حجرة من حصيرأو نحوه للصلاة ، صحفه عبدالله بن لهيعة إلى " أن النبي – صلى الله عليه وسلم – احتجم في المسجد "
أسباب التصحيف أو منشأ التصحيف : يُمكن إرجاع التصحيف إلى سببين اثنين ، أحدهما يتعلق بالبصر والآخر يتعلق بالسمع
أولاً التصحيف بسبب البصر : هو اعتماد الراوي على الصحف التي لم تُضبط ولم تُشكل ، أو لم يأخذ عن المشائخ ، أو قد أخذ عن المشائخ لكن لما روى وحدث حدث من هذه الصحيفة أو الكتاب الذي لم يُضبط ولم يُشكل 0
مثلاً : الإمام عبدالرحمن بن مهدي – رحمه الله – وهو من كبار الجهابذة روى حديثاً من طريق شهاب بن شرنفة ، ولكن عندما رواه ابن مهدي – رحمه الله – قال : شهاب بن شريفة فجعل الياء بدلاً من النون ، كذلك ابن مهدي أيضاً صحف قيس بن حبتر إلى قيس بن جبير ، كذلك وقع التصحيف من عبدالله بن المبارك – رحمه الله – ففي حديث القلتين أن النبي – صلى الله عليه وسلم – سُئل عن الماء وما ينوبه من السباع ، فصحفها ابن المبارك إلى : وما يثوبه من السباع ، كذلك الإمام يحيى بن معين صحف راوٍ اسمه العوام بن مراجم إلى العوام بن مزاحم 0
ثانياً التصحيف بسبب السمع : خاصة إذا كان الوزن الصرفي واحداً ، مثال ذلك أن يروي الشيخ مثلاً من طريق واصل الأحدب ، فيظنه السامع أنه عاصم الأحول 0
وهذا النوع أقل من النوع الأول 0
كذلك قد يقع التصحيف في المعنى ومثال ذلك ما ذكره أبو موسى محمد بن المثنى العَنَزي الزَمِن عندما قال : نحن قومٌ لنا شرف صلى إلينا النبي – صلى الله عليه وسلم – ، ويقصد صلاة النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى العَنَزة وهي الحربة وليست قبيلة عنزة ، فهذا يُسمى تصحيف معنى 0
المصنفات في التصحيف : تصحيفات المحدثين لأبي أحمد العسكري - كتاب التصحيف للدارقطني – التطريف في التصحيف للسيوطي – رحم الله الجميع – ، هناك أيضاً كتب أخرى تُعنى بضبط أسماء الرواة مثل كتاب : المؤتلف والمختلف – كتب مشتبه النسبة 0
تنبه : الحافظ ابن حجر – رحمه الله – فرق بين المصحف والمحرف ، وهذا التفريق تفريق فني ، ولكن لم يُسبق إليه الحافظ
فالمصحف : إن كان التصحيف والتغيير بسبب النقط مثل : ستاً إلى شيئاً وحبتر إلى جبير 0
والمحرف : إن كان في ضبط الكلمة مثل : بَشير و بُشير 0
|