[عثمان الثمالي]

المواد العالقة تتضامن مع انقطاع الكهرباء وتعطل الإنتاج الصناعي في الجبيل
الاقتصادية السعودية الجمعة 25 يوليو 2008 9:00 ص




اجتماع عاجل للصناعيين .. وتقييم يحدد الخسائر المالية



تعثرت أمس محاولات إعادة تشغيل عدد كبير من المصانع العملاقة في الجبيل الصناعية إثر انقطاع التيار الكهربائي أمس الأول بسبب أعمال الصيانة والتنظيف التي تتطلبها هذه المصانع لإخراج بقايا وترسبات المواد العالقة التي كانت داخل المعامل لحظة انقطاع التيار.
وتوقعت مصادر عاملة في الجبيل أن تتكبد الشركات خسائر مالية كبيرة فضلا عن تأثير ذلك في الكميات الإنتاجية اليومية لهذه الشركات. وفيما لم تصدر أي من الشركات بيانات عن خسائرها تعتقد المصادر أن الرقم ربما لا يقل عن 200 مليون ريال، بيد أنه من الصعوبة التأكد من دقة ذلك قبل إعادة تقييم الوضع داخل الشركات.

على صعيد آخر يعتزم عدد من ملاك المصانع والشركات في المنطقة الشرقية عقد اجتماع طارئ وعاجل يوم غد السبت أو الأحد مع مسؤولي الشركة السعودية للكهرباء لمناقشة الأزمة.

وعلى صعيد المشكلة ذاتها عاد التيار الكهربائي أمس في بعض أحياء منطقة الرياض والقصيم، بينما انقطع التيار نهائيا عن منطقة حائل قبل أن يعاد تشغيل المحطات بعد نحو ساعة.


في مايلي مزيدا من التفاصيل:


تمكنت الشركة السعودية للكهرباء من إعادة التيار الكهربائي الذي انقطع مساء البارحة الأولى على عدد من المصانع والشركات بالمدينة الصناعية الأولى والثانية في الدمام والأحساء ومدينتي رأس تنورة والخفجي, بعد انقطاع تراوح من ثلاث إلى خمس ساعات متواصلة ومتفرقة, بينما مازال الانقطاع وعلى مراحل متفاوتة تشهده المصانع في مدينة الجبيل الصناعية.

وقال لـ "الاقتصادية" مصدر رفيع المستوى بالشركة السعودية للكهرباء إن السبب الرئيسي في عدم إعادة التيار الكهربائي إلى المصانع في مدينة الجبيل الصناعية يعود إلى إزاحة الأحمال، وهي السبب الرئيسي في انقطاع الكهرباء, مؤكدا أن الشركة استنفرت جميع طاقاتها الاستيعابية لإرجاع الكهرباء لمدينة الجبيل الصناعية، إلا أن هذه المحاولات بعضها باء بالفشل نظير الضغط الكهربائي للمصانع, متوقعا أن تعود الحياة من جديد للمصانع كاملة في مدينة الجبيل في مدة أقصاها السبت, مطالبا جميع الشركات والمصانع بأخذ الحيطة والحذر وتجهيز بعض المولدات الكهربائية الاحتياطية خاصة المصانع التي تعمل على الطاقة الكهربائية على مدار الساعة.

على صعيد آخر يعتزم عدد من ملاك المصانع والشركات بالمنطقة الشرقية عقد اجتماع طارئ وعاجل يوم غد السبت أو الأحد مع مسؤولي الشركة السعودية للكهرباء لمناقشة الأسباب الرئيسية والمقنعة لانقطاع الكهرباء المتكرر على المصانع وإيجاد حلول جذرية وسريعة لهذه المشكلة التي أصبحت عادة سنوية نستقبلها خلال فترة الصيف والتي تسببت في تضرر وخسائر عدد من ملاك المصانع التي لا تتوافر لديها محولات احتياطية.

وقال عدد من ملاك المصانع إن الشركة السعودية للكهرباء نقضت عهدها التي قطعته على نفسها خلال الاجتماع الذي عقد أخيرا بين اللجنة الصناعية والشركة والذي تضمن تعهد الشركة بعدم قطع التيار الكهربائي عن أي مصنع في المدن الصناعية في المنطقة الشرقية والتي يبلغ عددها أكثر من 800 مصنع متخصص.

وأضافوا أن أغلب المصانع العاملة في المدينة الصناعية الأولى والثانية والجبيل والأحساء لديها عقود واتفاقيات مع شركات وطنية وأجنبية تتضمن توفير عدد معين ومحدد لها من الإنتاجية سواء الورقي أو الصناعي أو البلاستيكي والغذائي والتي على ضوئه يجب على المصانع دفع غرامات مالية نظير فشلها في تنفيذ عقودها مع الآخرين.

وطالبوا من الشركة بعدم تكرار حادثة 2006 والتي كلفت المصانع والشركات في المنطقة الشرقية والرياض خسائر مالية تجاوزت مليار ريال, كما كبدت الشركة خسائر مالية عندما قامت باستدعاء خبراء من شركة ميتسوبيشي اليابانية للتعامل مع الأعطال الكهربائية التي تعرضت لها بعض محطات الطاقة والتي بلغت فيها قيمة الساعة الواحدة أكثر من خمسة آلاف ريال, مضيفين أن استمرار الانقطاع الكهربائي عن المصانع والشركات السعودية والأجنبية قد يؤدي إلى إحجام الشركات العالمية الراغبة في الاستثمار في السوق السعودية من التفكير جديا بهذا الشأن, في حين أن الشركات العاملة الأجنبية في السوق السعودية ربما تعيد النظر في جدوى استمراريتها داخل المملكة أو البحث عن بدائل أخرى إقليميا وعالميا, خاصة في ظل التكاليف الباهظة في حال رغبت كل شركة أو مصنع توفير المولدات الكهربائية خاصة بها, مطالبين بوجود هيئة مستقلة تكون مرجعا رسميا لها لحماية ملاك المصانع من الأضرار والمخاطر والخسائر التي تلحق بها من قبل الآخرين والتي يصل بعض هذه الخسائر إلى مليارات الريالات. يشار إلى أن المنطقة الشرقية تضم خمس مدن صناعية هي المدينة الصناعية الأولى والثانية بالدمام، المدينة الصناعية الأولى بالأحساء، الجبيل الصناعية، والجبيل 2.