[عثمان الثمالي]

نمو قطاعي الأسمدة والحديد في "سابك" يعوض انخفاض أرباح البتروكيماويات
الوطن السعودية الثلاثاء 29 يوليو 2008 4:08 ص




الدقاق: المبيعات تأثرت بشكل غير مباشر بأزمة الرهن العقاري الأمريكية


عوض نمو قياسي لأرباح قطاعي الأسمدة والحديد في شركة سابك التراجع الذي حدث في أرباح قطاع البتروكيماويات خلال النصف الأول من العام الجاري رغم ارتفاع أسعار البتروكيماويات.

وبلغت أرباح قطاع البتروكيماويات بحسب نتائج الشركة المالية المعلنة الأسبوع الماضي 4.17 مليارات ريال خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة بـ 8.38 مليارات ريال لنفس الفترة من عام 2007، أي بانخفاض قدره 50 %.

وذكر تقرير لشركة "أرقام" أن النتائج القياسية لقطاعي الأسمدة والمعادن "الحديد" في الشركة عوضت بالفعل النتائج السلبية لقطاع البتروكيماويات، إثر تحقيقها نسبة نمو 100 % و 144 % على التوالي للقطاعين.

وقال الخبير الاقتصادي والأكاديمي الدكتور علي دقاق "يبدو أن النتائج غير المرضية لقطاع البتروكيماويات تأثرت بأزمة الرهون العقارية الأمريكية بطريقة غير مباشرة، من خلال انخفاض مبيعات الشركة للمنتجات البتروكيماوية المستهلكة من قبل قطاع المباني العقارية ومباني السفن والطائرات، وهي التي تطلب في أوقات سابقة كميات كبيرة من منتجات

سابك البتروكيماوية المختلفة.

وأضاف الدقاق لـ"الوطن" أن تأثيرات أزمة الرهون العقارية لم تنته بعد، وتحتاج إلى أكثر من سنة من الوقت الجاري، للتيقن من تأثيراتها سواء على شركة سابك أو المصارف السعودية والخليجية وكانت سوق الحديد المحلية شهدت زيادات متتالية وسريعة دفعت أسعار الحديد إلى بلوغ مستويات قياسية، مدفوعة بعدم كفاية الإنتاج المحلي، وتزايد الطلب العالمي على الحديد، فيما شهد قطاع الأسمدة مستويات هي الأعلى في تاريخه.

وتوقع الدقاق، أن يستمر الطلب المتزايد وتصاعد قيم أسعار الحديد والأسمدة، جزئيا خلال فترة خمس السنوات المقبلة، قياسا على حجم الطلب العالمي على الأسمدة، وحاجة البلاد في قطاع الحديد إلى ما لا يقل عن خمس سنوات لتوسعة الإنتاج حتى يتساوى الطلب مع العرض، وهو ما لا يتوقعه خلال الفترة المقبلة، نتيجة تزايد مشاريع البنى التحتية ونمو الطلب على القطاع الإسكاني المحلي.

واستطرد فيما يخص نتائج شركة سابك "سوقنا يتأثر بالعوامل الخارجية بشكل كبير جداً، وذلك متأت من أن 90% من الصادرات السعودية نفطية، فيما نحو 90% من الـ10% المتبقية منتجات بتروكيماوية، في وقت تتصاعد معه أسعار النفط لمستويات قياسية وما يتبعها من تكاليف الشحن والنقل، وهو ما أدى إلى انخفاض الإنفاق الاستهلاكي في الخارج تعزز ذلك

تبعات أزمة الرهن العقاري.

و استشهد تقرير "أرقام" بتكبد قطاع البتروكيماويات الخارجي للشركة خسائر مقارنة بالارتفاع الجيد الذي حققه شركائها في المملكة حيث بلغت أرباحهم (حقوق الأقلية) 8.28 مليارات ريال خلال النصف الأول من 2008 مقابل 6.11 مليارات ريال للفترة المقارنة، وبنمو 36%، وهو ما يشير إجمالا إلى أن أرباح قطاع البتروكيماويات الداخلي نمت بنفس النسبة تقريبا، وأن التراجع الكبير لأرباح القطاع من أنشطتها الخارجية، والتي من ضمنها "سابك للبلاستيكيات المبتكرة" سواء عبر خسائر في الأنشطة التشغيلية أو زيادة تكاليف التمويل.

وكانت "سابك" قد كشفت عن تحقيقها أعلى نتائج مالية في تاريخها، خلال النصف الأول من العام الحالي، بلغت 14.5 مليار ريال، مقابل 12.8 مليار ريال لنفس الفترة من عام 2007 ونمو 13 %، فيما الأرباح التشغيلية الأولية الموحدة لذات الفترة بلغت 23 مليار ريال مقابل 19.2 مليار ريال عن نفس الفترة من العام الماضي، وبزيادة قدرها 20%.