[عثمان الثمالي]

احتياطيات البوكسايت السعودي ستنقل المملكة إلى مصاف الدول المنتجة للألمنيوم بمواصفات عالمية

جريدة الرياض 30/07/2008

تشير التقديرات الاقتصادية إلى أن احتياطيات المملكة من البوكسايت والتي توجد بكميات كبيرة في موقع بين منطقتي حائل والقصيم سوف تنقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة في إنتاج الألمنيوم بمواصفات عالمية وبصناعات متكاملة تبدأ بالمنجم وتنتهي بالمعدن الذي إما سيصدر إلى الخارج أو يباع في السوق المحلية وهو ما سيعمل على زيادة الناتج المحلي والمساهمة في تنويع مصادر الدخل ودعم قاعدة الاقتصاد الوطني.

وتؤكد الإحصائيات أن هناك احتياطيات كبيرة من هذه المادة الخام سوف تكفي لأكثر من 50سنة قادمة لدعم تصنيع الألمنيوم هذه المادة الحيوية التي تدخل في معظم الصناعات العالمية، وتشير المعلومات إلى أنه تم اكتشاف رواسب هامة من البوكسايت في الزبيرة عام 1979م من قبل ريوفينكس المحدودة وهي شركة تابعة ل ريو تينتو. وقامت ريوفينكس بإجراء المزيد من الأعمال الاستكشاف فيما بين عامي 1979م و 1984م والتي حددت تلك المواقع الممتدة بدون انقطاع على طول 105كم بمتوسط عرض يقرب من 2.05كيلومترات (حوض الزبيرة). ويشمل الحوض ثلاثة قطاعات رئيسية: الشمالي والأوسط والجنوبي، وكل منها بطول تقريبي يصل إلى 30كيلومتراً.

وقد حازت شركة معادن على حق الاستكشاف ودراسة جدوى مواقع البوكسايت في الزبيرة. وفي شهر ديسمبر من عام 2001م، كلفت معادن إحدى الشركات العالمية بدراسة الموقع حيث أظهرت النتائج أن إجمالي الاحتياطي (بما فيه الموارد المؤكدة والمرجحة والمحتملة) في المنطقتين الجنوبية والوسطى من حقل الزبيرة ب 377مليون طن متري، تحتوي تقريباً على 50.4% من الألومينا وحوالي 8.3% من السيلكا. كما تم تكليف هاتش بإعداد (مخطط المنجم) في نوفمبر 2003م حيث قدرت الاحتياطات من الخام المؤكد والمحتمل في الزبيرة وفي المنطقة الجنوبية منها ب 39.40مليون طن متري.

وفي تقرير خبراء شركة معادن المتعلق بالألمنيوم، أشير إلى أن إجمالي المصدر المتوقع للمنطقة الجنوبية من رواسب الزبيرة والذي بلغ 240مليون طن، 50% منها ألومينا و8% منها أكسيد السليكيا. حيث تصل القدرة الإنتاجية لعمر المنجم خلال 30سنة على أساس معدل إنتاج الالومينا المتوقعة في البداية والبالغ 1.4مليون طن في السنة وعلى أساس معدل إنتاج البوكسايت والبالغ 3.5ملايين طن في السنة.


الألمنيوم السعودي من المنجم إلى المعدن

تعمل شركة معادن وهي صاحبة الامتياز على تنفيذ مشروع الألمنيوم والذي سيكون عبر منظومة صناعية متكاملة من المنجم إلى المعدن بهدف الاستفادة من القيمة المضافة لهذه المصادر المعدنية، كما أن هذا الأسلوب سوف يوفر التكاليف ويحقق الميزة التنافسية، وقد انتهجت شركة معادن الشراكة الإستراتيجية مع شركات عالمية ضالعة في هذا المجال مثل ريوتنتو -الكان لتساهم بالخبرة التقنية والتشغيلية ما يفضي إلى تميز المنتج وسهولة انسيابه إلى الأسواق العالمية وتحقيق التفوق في محك المنافسة العالمية.

وتهدف "معادن" إلى استغلال موارد البوكسايت في المملكة العربية السعودية من أجل إنتاج الألمنيوم للسوق المحلي والأسواق المصدرة. ويتضمن مشروع الألمنيوم تطوير وتصميم وإنشاء ومن ثم تشغيل موقعين متكاملين وهما:

@مرافق الاستخراج والتعدين في الزبيرة وتتألف من منجم البوكسايت ومرافق مواد الخام.

@مرافق التصنيع في رأس الزور وتتألف من مصفاة للألومينا ومصهر للألمنيوم ومحطة للطاقة خاصة في رأس الزور؛

ويدعم كل من هذين الموقعين بنية أساسية صناعية واجتماعية مناسبة. وتنوي معادن تملك وتشغيل مشروع الألمنيوم مع شركة " ريونتينتو -ألكان" من خلال شركة معادن للألمنيوم، وهي شركة ذات مسؤولية محدودة سيتم تأسيسها قريبا. ففي 30أبريل 2007م تم إبرام اتفاقية مبادئ بين معادن وألكان تتملك بموجبها معادن 51% من شركة معادن للألمنيوم مقابل 49% لألكان. ويتوقع إبرام اتفاقية الشراكة الرسمية خلال العام الحالي 2008م وستكون مشروطة بالمزيد من المفاوضات وباكتمال المرحلة الثانية لدراسة الجدوى الاقتصادية للمصفاة بنجاح.

وبموجب الاتفاقية المبدئية، سيساهم كل طرف من طرفي الشركة بصورة تتناسب مع حصته من المشروع. كما تحدد الاتفاقية المبدئية مسؤوليات كل طرف تجاه مشروع الألمنيوم حيث ستكون معادن مسؤولة وعلى أساس بذل الجهود المعقولة، عن تأمين عناصر معينة من البنية الأساسية والخدمات والتراخيص لإنتاج الطاقة والبخار والمياه المحلاة وعقود الملكية والتعدين في مواقع الزبيرة ورأس الزور والصودا الكاوية وإمدادات الوقود وذلك من ضمن أشياء أخرى. وتكون "ريونتينتو -ألكان" ملزمة بتزويد شركة معادن للألمنيوم بخدمات المساندة الإدارية ومن ضمنها العمالة الماهرة من مصانع "ريونتينتو -ألكان" الأخرى والتدريب وإدارة الموارد البشرية ووضع وتحديث سياسات تشغيلية معينة وخدمات المشتريات.

و يتوقع أن تبلغ مدة اتفاقية الشراكة للألمنيوم حسب الاتفاقية المبدئية 30سنة قابلة للتجديد لمدة 20سنة إضافية ما لم يتفق الطرفان على خلاف ذلك.

وتقدر الدراسات الاقتصادية بأنه عند اكتمال مشروع الألمنيوم سيتم استخراج حوالي 3.2ملايين طن في السنة من البوكسايت من رواسب الزبيرة لإنتاج ما يقرب من 1.4طن في السنة من الألومينا من المصفاة وحوالي 0.65مليون طن في السنة من الألمنيوم من المصهر. وسيتم تعدين خام البوكسايت باستعمال الشاحنات والمجارف وسيتم نقله من موقع منجم الزبيرة إلى مرافق المعالجة في رأس الزور بالقطار عبر خط سكة الحديد. كما ستقوم مصفاة الألومينا بمعالجة البوكسايت باستخدام طريقة "باير". وسوف تستخدم الألومينا التي يتم إنتاجها بصفة أساسية كمادة أولية لمصهر الألمنيوم في المشروع، والفائض من الإنتاج يتم بيعه في الأسواق العالمية. أما الألومينا التي يتم نقلها إلى المصهر فيتم صهرها لإنتاج الألمنيوم. ومن المقرر أن يتم تزويد المصهر والمصفاة بالطاقة الكهربائية والبخار والماء المحلى بواسطة محطة توليد خاصة بالمشروع تعمل على زيت الوقود طاقتها تقريبا 1.950ميجاوات كطاقة صافية حيث يتم بناؤها كجزء من مشروع الألمنيوم. ومن المتوقع تأمين النفط الثقيل لتغذية محطة الطاقة من قبل أرامكو السعودية. وهناك بعض المرافق الأخرى المرتبطة بالمشروع، والتي تشمل مرافق لتبريد الماء وسكناً للعاملين تقع في رأس الزور، وهذه ستقوم شركة معادن للبنية التحتية، وهي شركة تابعة لمعادن، بتطويرها . ومن المقترح بيع الطاقة الكهربائية الزائدة عن حاجة المصفاة والمصهر إلى شركة الكهرباء السعودية.


مرافق وعمليات الزبيرة

يقع منجم الزبيرة للبوكسايت وتشمل مرافق المعالجة بالمنجم كسارة تعمل على مرحلتين للتكسير تتلقى الخام العادي وتكسره في أحجام مناسبة للتوصيل والمعالجة بواسطة المطاحن في مصفاة الألومينا. وسوف تشتمل مرافق المنجم كذلك على محطة للتحميل لتوصيل الخام المجروش إلى عربات القطار. وقد صممت مرافق المعالجة بالمنجم الموجودة على الموقع لمعالجة 4ملايين طن متري في السنة من البوكسايت الجاف.كما ستشمل البنية الأساسية للمنجم مداخل وطرقاً وصرفاً صحياً وآبار وخط إمداد بالمياه وأنظمة اتصالات متكاملة وشبكات للمجاري وشبكات كهربائية وشبكة خدمات عامة وسكناً للعاملين.


مرافق رأس الزور

يتم تنقية خام البوكسايت المنقول بالقطار إلى رأس الزور لإنتاج أكسيد الألمنيوم المعروف بالألومينا والذي سيعالج بدوره في مصهر من أجل إنتاج الألمنيوم. وسوف تستخدم مصفاة الألومينا التابعة للمشروع طريقة باير، وهي الطريقة الأكثر اقتصاداً من بين الطرق التجارية المستخدمة لإنتاج الألومينا وهي تنطوي على أربع خطوات ومراحل: الانحلال والتنقية والترسيب والتكلس بالتحميص. ويكون المنتج المتبقي هو الألومينا والتي يمكن معالجتها لتحويلها إلى معدن الألمنيوم من خلال عملية الصهر .

ومن المقرر أن تعمل المصفاة بصورة متواصلة، بطاقة إنتاجية مبدئية قدرها 1.4مليون طن متري في السنة من الألومينا ذات التركيز المناسب للمصهر بالاستناد إلى الطاقة التقديرية الحالية. ويتوقع بأن تتم إضافة خط ثانٍ لإنتاج الألومينا بطاقة 1.4مليون طن متري في السنة بعد التشغيل الناجح للمرحلة الأولى بالتوازي مع توسعة مكافئة للطاقة الإنتاجية للصهر. ويتم التحقق من النتائج الاقتصادية لزيادة الطاقة إلى 1.6مليون طن متري في السنة من الألومينا.


مصهر الألمنيوم

سيستعمل المصهر تقنية ألمنيوم "بيشيني" التي تهدف إلى استخلاص معدن الألمنيوم من الألومينا من خلال الاختزال الاليكتروليتي..وتحول هذه العملية الألومينا إلى العنصرين المكونين لها وهما الألمنيوم والأوكسجين. ويتم فصل الألمنيوم عن الأوكسجين بواسطة التحليل الكهربائي والحرارة العالية. وسوف يحتوي فرن المصهر على خطي بواتق حديثي التقنية للتحميص المسبق وبكل منها خلايا اختزال وتكون الطاقة الكلية للمرفق 0.65مليون طن متري في السنة تقريباً من معدن الألمنيوم. وسوف يضم المصهر كذلك مصنعاً للكربون لإنتاج الأقطاب (الأنودات) ومسبكاً لإنتاج السبائك ومرافق معالجة المواد وأخرى للإسناد.