مؤشر السوق سيبحث عن الدعم في منطقة بين مستويي 8585 و8500 نقطة الاقتصادية السعودية الجمعة 1 أغسطس 2008 10:26 ص


وفي أحسن الأحوال سيُخفف من الهبوط
السوق هبط 6.5 % في يوليو بجميع قطاعاته إلا قطاع الاستثمار الصناعي ارتفع 1.3 %
ضرب الهبوط التدريجي جميع قطاعات السوق بالجملة بنسبة تجاوزت 3 في المائة في معظمها وكانت خسائر قطاعيّ "الاستثمار المُتعدد" و"الفنادق والسياحة" مُحتشمة إذ إنهما اكتفيا بالهبوط 0.42 و0.5 في المائة لكل منهما على التوالي، وانفرد قطاع "الاستثمار الصناعي" بارتفاعه 1.34 في المائة مُخالفاً بذلك أداء السوق، وقد سجل مؤشر السوق هذا الأسبوع انخفاضاً بمقدار 3.8 في المائة حيث إن المؤشر سجل في كل يوم من أيام هذا الأسبوع هبوطا تلو الآخر حتى أغلق عند مستوى 8740.7 نقطة وشهد السوق هبوط المؤشر لستة أيام متتالية.
شهر يوليو
سجل المؤشر العام للسوق في تموز (يوليو) الذي انتهى بتداولات يوم الأربعاء انخفاضاً مقداره 6.5 في المائة وتبعته جميع قطاعات السوق ولم يُخالف السوق في الاتجاه سوى قطاع "الاستثمار الصناعي" بارتفاعه 2.7 في المائة وهو القطاع الذي انضم له سهم "معادن" الجديد هذا الأسبوع، ولكن ارتفاع هذا القطاع جاء بدعم من أسهم "معدنية" و"الكيميائية" و"العبد اللطيف" حيث تمكنت هذه الأسهم من تجاوز مستوى مقاومة عنيد وانطلقت بينما بقية الأسهم كانت تُراوح مكانها بعد هبوطها.
خسائر قطاع "التجزئة" في تموز (يوليو) كانت بسيطة بنسبة 0.3 في المائة بينما كان الأكثر هبوطاً قطاع "شركات الاستثمار المًتعدد" بنسبة 10.4 في المائة مُتأثراً بالارتفاعات القوية التي نهضت بسهم "المصافي" فقط خلال هذا الأسبوع الأخير دون بقية أيام تموز (يوليو) وكانت بقية أسهم القطاع نفسه هادئة.
قطاع النقل هو الأكثر خسارة بعد قطاع "الاستثمار المُتعدد" بنسبة 9.8 في المائة فجميع أسهم القطاع كانت تسير بشكل أفقي في حزيران (يونيو) ماعدا سهم "البحري" كان يرتفع، وعندما اقتربت نهاية حزيران (يونيو) بدأ سهم "مبرد" في الانخفاض ثم سار البقية على نهجه مطلع تموز (يوليو) وتماسك سهم "البحري" ثم استسلم وتراجع معها ليدخل في مرحلة جنيّ أرباح واضحة قد تصل به إلى مستويات 28 ريالا تزيد عليها أو تنقص قليلاً.
ردّ الحق لأهله
صدور قرار شركة تداول بالإعلان عن أسماء الأشخاص والجهات التي تملك حصة 5 في المائة وأكثر في أي شركة مُساهمة نهاية كل يوم وحسب سجلات مركز الإيداع هو قرار يأتي كردّ الحق لأهله وأقصد بأهله المُستثمرين الذين من حقهم معرفة من يملك في أسهم الشركات التي استثمروا أو يُخططون للاستثمار فيها، ويصب في تحقيق هدف الشفافية والعدالة، ويرفع نشر الاستثمار على المدى الطويل وسيؤجج نار المُضاربة شئنا أم أبينا، وهذا ليس عيباً فالمضاربة على الأخبار سنة من سنن أسواق المال وهي ملح السوق ما دامت بحجم معقول، والمُضاربة هي التي ستُحقق الأرباح لشركات الوساطة التي حصلت على تراخيص لعملها.
التفكير الآني
لا يزال بعض المراقبين أو المُحللين الذين يكتبون ويتحدثون في وسائل الإعلام يستخدمون التفكير الآني واللحظي في تفسير حركة السوق، وأقصد أنهم عندما يُسألون عن سبب الهبوط يبحثون عن أي أمر سلبي حدث اليوم أو أمس ويعزون سبب الهبوط إليه، أتحدث عن هذا حيث يقوم بعضهم بتبرير هبوط السوق ويرده إلى قرار شركة "تداول" بإعلان قوائم أسماء المُلاك نسبة 5 في المائة وأكثر في كل سهم، وقبلها ردوا الهبوط إلى اكتتاب "معادن" وغيرها من الاسطوانات المشروخة.
أعترف بأن مثل هذه المبررات تأتي مرافقة لحدث الهبوط وتُعمقه لكنها لا تصنع الهبوط ومن السهل أن اختار أي سبب أُبرر به الهبوط أو الصعود ولكن ما يحتاج إليه المُتداول هو أن يعرف التوقيت الذي يدخل فيه أو يخرج من السوق، وهذا ما يُقدمه التحليل الفنيّ بينما التحليل الأساسي قاصر عن فعل هذا في كل الأسواق العالمية، وفي سوقنا هو مشلول وليس قاصراً عن توقع حركة السوق وتحديد التوقيت الأنسب، ونحن هنا في تقرير "الاقتصادية" الأسبوعي قدمنا قراءات لحركة مؤشر السوق منذ أكثر من شهر نُحذر من أن السوق متجه نحو الهبوط حسب الإشارات الفنية وابتعدنا عن التبريرات الإنشائية.
في خضم حرارة الهبوط حذرت من أن الهبوط مستمر وقدمت في الأسبوع الماضي فكرة استراتيجيات للتداول لمن يُريد المُغامرة ومن هو مُدمن على التداول، وطرحت أمثلة على أسهم من ضمنها "الغذائية"، "الصادرات"، و"فتيحي" وغيرها وجميعها حققت ارتفاعات راوحت بين 2.5 في المائة و9 في المائة، ولم يكن ذكرها في معرض التوصية وإنما طرح أمثلة على ضرورة اتباع استراتيجيات واضحة في التداول ودعم لفكرة التحليل الفني وضرورة تطبيقه بحرفية حتى لا يُظلم ويُوصف بالعشوائية ممن لم يتذوقوا لذته ويجربوا نكهاته المُتعددة وهم محرمون.
التحليل الفني
نعود للتركيز على مؤشر السوق الذي سجل انخفاضا تلو الانخفاض في جميع أيام التداول هذا الأسبوع، وكنت آمل مثل غيري أن يُهدئ من هبوطه يوم الثلاثاء ويتمسك بمستوى الدّعم عند 8800 نقطة تقريبا وهو مستوى الدعم الذي تكون بعد إغلاق مؤشر السوق الحُر في الـ 11 من شباط (فبراير) الماضي كما هو مُبين في شكل (1). لقد أغلق مؤشر السوق دون مستوى الدعم هذا ليومين متتالين وأمامه الآن مستويات دعم صُغرى تقع بين 8500 و8585 نقطة كما يتضح بالنظر لشكل (1).
كنت أقول في التقارير السابقة إن أبسط المؤشرات الفنية التي تدل على ضعف السوق وتوجهه نحو الهبوط منذ أكثر من شهر هو متوسطات الحركة والتقاطع السلبي بينها، إذا لا يحتاج الأمر إلى استخدام أدوات مُتقدمة من التحليل الفني أو الأساسي للتعرف على هذه الحقيقة ولكن ليت قومي يعلمون، إذ شغلهم ترقب نتائج الشركات وأرباحها وحديث البعض عن الأساسيات والأرباح التاريخية لشركة "سابك".
الهبوط أم التهدئة
لا يختلف اثنان على أن احتمالات ارتفاع السوق في الأسبوع المقبل هي الأضعف وقد يرتفع السوق يوماً أو يومين ولكني أقصد أنه من الصعب أن يُعدل مساره الهابط بسرعة ويكون اتجاهه الرئيسي صاعد، لذا يبقى أمامنا احتمالان هما أن يلجأ السوق إلى التهدئة أو الاستمرار في الهبوط ولدراسة الأمر سأستعين بالرسم البياني في شكل (2) حيث قسمته إلى قسمين الأول في رسم (2 - أ) حيث متوسطات الحركة الأسية وفي (2 - ب) متوسطات الحركة البسيطة.
التقاطعات السلبية بين متوسطات الحركة سواءً كانت متوسطات أسية أو بسيطة هي تقاطعات غير محمودة، وأقصد بالتقاطعات السلبية أن يهبط متوسط 50 يوما دون متوسط 200 يوم حيث يدل هذا على ضعف في السوق وتوجهه نحو الهبوط، ومن الرسم البياني في شكل (2) بقسميه نجد أن هناك تقاطعات سلبية قادمة بين متوسطات الحركة ففي (2 - أ) نجد متوسطات الحركة الأسية ذات 100 و150 يوما هي في طريقها إلى الهبوط دون متوسط حركة 200 يوم الأسي ولكنها تسير ببطء، ذلك أن متوسطات الحركة الأسية بطيئة وناعمة كأنها تزحف زحفاً وهذا يجعلنا نميل إلى أن السوق سيلجأ إلى التهدئة والهبوط البسيط حتى يؤسس مستويات دعم ذات جدوى.
بينما متوسطات الحركة البسيطة الموجودة في شكل (2 - ب) سريعة في حركتها ويتضح أن متوسط 150 يوما البسيط هو حاد الهبوط ويقترب أكثر من اختراق متوسط حكة 200 يوم البسيط، مما يعني أن أي ارتفاع للمؤشر لن يُكتب له الاستمرار كثيراً وسيعود للهبوط من جديد حتى يختبر مستويات الدعم الصغرى بين 8585 و8500 نقطة قد يُغلق عندها أو يُلامسها بالهبوط أثناء فترة التداول.
بالنظر مرة أخرى إلى شكل (1) يتضح أن المتجهات الهابطة تضغط على مؤشر السوق فالمتجه الأول طويل الفترة بينما الآخر القريب من مؤشر السوق مُلاصق له ويضغط بقوة حالياً ويقاوم ارتفاع مؤشر السوق عند مستوى 9950 نقطة، ويتضح أن أي صعود للمؤشر سيُواجه أيضاً بمقاومة تقع بين مستويي 9060 و8970 نقطة حيث توجد متوسطات الحركة البسيطة ذات العشرة والعشرين يوما.