رد: الأخبار الإقتصادية ليوم السبت1/8/ 1429 ه الموافق2/8/ 2008 م
قطاع الأسمنت: هل فقدت الشركات قدرتها على التحسن والنمو؟
إعداد: أ.د. ياسين عبد الرحمن الجفري - - 30/07/1429هـ
ما مستقبل قطاع الأسمنت؟ سؤال مهم ونحن على مفترق الطرق وفي ظل وجهتي نظر سالبة تجاه القطاع. الأولي وترتكز نظرتها على أن هناك انفتاحا في السوق وعرضا كبيرا من خلال دخول شركات جديدة يقارب عددها الـ 16 شركة بين مرخص لها ومتوقع الترخيص لها. والنقطة الثانية التصدير في ظل السياسة المتذبذبة بين التشجيع والمنع مما يؤثر في استمرارية الوجود في الأسواق والحفاظ على موطئ قدم. ويقابلها في الوقت نفسه وجهتا نظر مضادة تخفف من تأثيرها وهي أن الانفتاح الاقتصادي من زاوية المدن الاقتصادية والبنية التحتية والنمو السكاني ستستوعب الطلب الحالي والمتوقع ولا خوف على السوق الداخلية. كما أن - عالميا - إيقاف التصنيع في أوروبا والطلب في القارة السوداء والنمو العالمي عوامل تدعم النمو الحالي وتدعم الطلب. وبين الرأيين تكمن الحقيقة المهمة وهي إلى أي مدى سيتوازن العرض والطلب مما سيؤثر في السعر ويحدد قيمته.
حاليا النظرة السالبة هي المسيطرة على القطاع حيث يتداول القطاع عند مكررات متدنية بسبب التوقعات السلبية حول مستقبل القطاع على الرغم من أن شركات القطاع لا تزال تتمتع بسيولة قوية ومبيعات تدعم قدرتها على تكوين تدفقات نقدية مرتفعة. جانب الطلب ما زال قويا حيث ومؤثرا كما تعكس لنا البيانات المالية ومع دخول المنتجين الجدد ما زال الطلب مرتفعا ولا تزال التدفقات كما هي.
المتغيرات المستخدمة
كالعادة سيتم التعامل مع السعر وربح الشركة وإيرادها من خلال النمو الربعي (نمو الربع الحالي مقارنة بالسابق) والنمو المقارن (نمو الربع الحالي بالربع المماثل من العام الماضي). كما سيتم الربط بين السعر والربح في مكرر الربح والربح والإيراد في هامش صافي الربح ودرجة التحسن فيه. وسيتم إلقاء الضوء على دور المصادر الأخرى في دعم الربحية للشركات. المتغيرات السابقة توجهنا للتعرف على كفاءة السوق وسلامة توجهها من خلال العلاقة بين الربح والإيراد والسعر وبالتالي توجهها نحو الاتجاه الصحيح من عدمه.
قطاع الأسمنت في عام 2008
خلال الربع الثاني من عام 2008 حقق القطاع ربحا بلغ 1.232 مليار ريال نتج عنه تراجع في النمو ربعيا بلغ 1.82 في المائة وتراجع النمو المقارن 3.77 في المائة، نصفيا حقق القطاع ربحا بلغ 2.486 مليار ريال بنسبة نمو 7.8 في المائة. فعلى الرغم من التراجع الربعي لا تزال النتائج النصفية قوية. السابق كان مختلفا مع الإيرادات التي بلغت 2.256 مليار ريال بتراجع النمو الربعي 1.3 في المائة ولكن كان هناك نمو مقارن 5.12 في المائة، ونصفيا حقق القطاع 4.541 مليار ريال بنسبة نمو 13.32 في المائة. المؤشر كان في نفس اتجاه الإيرادات حيث بلغ 6129 بنسبة هبوط ربعي 0.08 في المائة وكان النمو المقارن 21.59 في المائة وهو مماثل للنصفي. البيانات الخاصة بالهامش كانت سلبية مما تعكس انخفاضا في السيطرة على المصاريف مما أثر في الربح ونموه. البيانات تعكس والسؤال هل المستقبل قاتم؟ وهل الشركات فقدت القدرة على التحسن والنمو؟
أسمنت اليمامة
استطاعت الشركة أن تحقق نموا إيجابيا ربعيا ومقارنا عند 15.36 في المائة و12.49 في المائة ولم يلعب الربح من مصادر أخرى دورا كبيرا هنا كما أنه لم يختلف الإيراد كثيرا حيث نما ربعيا ومقارنا عند 13.13 في المائة و24.57 في المائة. السعر نما سلبا ربعيا ومقارنا نما إيجابا وبمعدلات تفوق تحسن الربح وبصورة سلبية وعند 6.58 في المائة و1.07 في المائة. النتيجة المتوقعة هي تحسن مكرر الربح وانخفاضه حيث أصبح 12.28 مرة. نصفيا نجد أن الربح أصبح 425 مليون ريال بنمو 13.1 في المائة والإيراد بلغ 735 مليون بنسبة نمو 23.65 في المائة وحسب هامش الربح تظهر لنا أن هناك ضغطا وارتفاعا في المصاريف. النتائج تعكس وضعا مجحفا في التقييم من طرف السوق وللمستثمرين كما هو واضح من السابق.
أسمنت الشرقية
استطاعت الشركة أن تحقق نموا سلبيا ربعيا ومقارنا عند 8.63 في المائة و12.98 في المائة ولكن الربح من مصادر أخرى أثر في الربح هنا كما أن الإيراد نما سلبا ربعيا ومقارنا عند 7.22 في المائة و11.9 في المائة. السعر نما سلبا ربعيا وإيجابا مقارنا وبمعدلات مختلفة عن الربح وعند 3.03 في المائة و16.36 في المائة. النتيجة المتوقعة هي تحسن مكرر الربح وانخفاضه حيث أصبح 12.68 مرة. نصفيا نجد أن الربح أصبح 297 مليون ريال بنمو 0.33 في المائة والإيراد بلغ 519 مليونا ونما الإيراد 0.29 في المائة وحسب هامش الربح تظهر لنا أن التحسن جزئيا من ضغط المصاريف. هنا أيضا النتائج تعكس وضعا مجحفا في التقييم من طرف السوق وللمستثمرين كما هو واضح من السابق.
الأسمنت العربية
استطاعت الشركة أن تحقق نموا سلبيا ربعيا ومقارنا عند 21.59 في المائة و11.61 في المائة ولعب الربح من مصادر أخرى دورا هنا في هبوط الربح كما أنه لم يختلف الإيراد كثيرا حيث نما سلبيا ربعيا وإيجابيا مقارنا عند 9.45 في المائة و20.5 في المائة. السعر نما إيجابا ربعيا وسلبا مقارنا وبمعدلات تفوق تذبذب الربح وعند 10.65 في المائة و28.29 في المائة. النتيجة المتوقعة هي ارتفاع مكرر الربح بصورة طفيفة مقارنة بالسابقين حيث أصبح 12.01 مرة. نصفيا نجد أن الربح أصبح 206 ملايين ريال بنمو 5.2 في المائة والإيراد بلغ 498 مليونا بنسبة نمو 27.88 وحسب هامش الربح تظهر لنا أن السلبية من عدم ضغط المصاريف.
الأسمنت السعودي
استطاعت الشركة أن تحقق نموا سلبيا ربعيا ومقارنا عند 0.98 في المائة و9.44 في المائة ولكن الربح من مصادر أخرى لم يكن له دور مؤثر هنا كما أن الإيراد اختلف من حيث الاتجاه حيث نما ربعيا ومقارنا عند 2.42 في المائة و0.18 في المائة. السعر نما إيجابا ربعيا ومقارنا وبمعدلات مترابطة مع الإيرادات من حيث الاتجاه وبصورة إيجابية وعند 2.88 في المائة و46.84 في المائة. النتيجة المتوقعة هي تحسن مكرر الربح وانخفاضه حيث أصبح 17.59 مرة. نصفيا نجد أن الربح أصبح 345 مليون ريال بنمو سالب 3.79 في المائة والإيراد بلغ 715 مليونا ونما الإيراد 0.1 في المائة وحسب هامش الربح تظهر لنا أن السلبية نتجت جزئيا من ضغط المصاريف وارتفاعها. هنا أيضا النتائج تعكس وضعا مجحفا في التقييم من طرف السوق وللمستثمرين كما هو واضح من السابق ولكن تذبذب الربح يلام قليلا علي ذلك.
أسمنت تبوك
استطاعت الشركة أن تحقق نموا إيجابيا ربعيا ومقارنا عند 36 في المائة و9.44 في المائة ولكن الربح من مصادر أخرى كان له دور مؤثر هنا كما أنه لم يختلف الإيراد كثيرا حيث نما إيجابا ربعيا ومقارنا عند 19.93 في المائة و13.99 في المائة. السعر نما سلبا ربعيا وإيجابيا مقارنا وبمعدلات تفوق تحسن الربح وبصورة سلبية وعند 7.74 في المائة و17.21 في المائة. النتيجة المتوقعة هي استمرار تحسن مكرر الربح وارتفاعه بصورة طفيفة عند 11.39 مرة. نصفيا نجد أن الربح أصبح 119 مليون ريال بتراجع 0.61 في المائة والإيراد بلغ 209 ملايين وارتفع الإيراد 7.57 في المائة وحسب هامش الربح تظهر لنا أن السلبية نتجت جزئيا من ضغط المصاريف وارتفاعها. هنا أيضا النتائج تعكس وضعا مجحفا في التقييم من طرف السوق وللمستثمرين كما هو واضح من السابق ولكن تذبذب الربح يلام على ذلك.
أسمنت الجنوب
استطاعت الشركة أن تحقق نموا سلبيا ربعيا وإيجابيا مقارنا عند 1.77 في المائة و19.71 في المائة ولكن الربح من مصادر أخرى لم يكن له دور مؤثر هنا كما أنه اختلف الإيراد كثيرا حيث نما ربعيا ومقارنا عند 2.54 في المائة و23.34 في المائة. السعر نما إيجابا ربعيا ومقارنا وبمعدلات تفوق تحسن الربح وبصورة إيجابية مقارنا وعند 4.11 في المائة و12.18 في المائة. النتيجة المتوقعة هي تحسن مكرر الربح وانخفاضه حيث أصبح 13.01 مرة. نصفيا نجد أن الربح أصبح 465 مليون ريال بنمو 32.35 في المائة والإيراد بلغ 773 مليون ونما الإيراد 29.11 في المائة وحسب هامش الربح تظهر لنا أن التحسن واضح في الهامش مما يعكس ضغطا في الربح. هنا أيضا النتائج تعكس وضعا إلى حد ما سلبيا في التقييم من طرف السوق وللمستثمرين كما هو واضح من السابق.
أسمنت القصيم
الشركة حققت نموا سلبيا ربعيا وإيجابيا مقارنا عند 5.19 في المائة و2.64 في المائة ولكن الربح من مصادر أخرى لم يكن له دور مؤثر هنا كما أنه لم يختلف الإيراد كثيرا حيث هبط ربعيا ونما مقارنا عند 5.81 في المائة و5.61 في المائة. السعر نما سلبا ربعيا ومقارنا وبمعدلات تفوق تحسن الربح وبصورة إيجابية وعند 2.89 في المائة و35.02 في المائة. النتيجة المتوقعة هي تحسن مكرر الربح وانخفاضه حيث أصبح 11.72 مرة. نصفيا نجد أن الربح أصبح 312 مليون ريال بنمو 31.07 في المائة والإيراد بلغ 487 مليونا ونما الإيراد 32.16 في المائة وحسب هامش الربح تظهر لنا أن الهبوط جزئيا من ضغط المصاريف. هنا أيضا النتائج تعكس وضعا مجحفا في التقييم من طرف السوق وللمستثمرين كما هو واضح من السابق في ظل تحسن الربح.
أسمنت ينبع
استطاعت الشركة أن تحقق نموا سلبيا ربعيا ومقارنا عند 11.24 في المائة و32.04 في المائة ولكن الربح من مصادر أخرى لم يكن له دور مؤثر هنا كما أنه لم يختلف الإيراد كثيرا حيث هبط ربعيا ومقارنا عند 16.23 في المائة و21.37 في المائة. السعر نما سلبا ربعيا وإيجابا مقارنا باتجاهات الربح والإيراد وبصورة سلبية وعند 2.85 في المائة و13.7 في المائة. النتيجة المتوقعة هي ارتفاع مكرر الربح حيث أصبح 13.27 مرة. نصفيا نجد أن الربح أصبح 312 مليون ريال بتراجع 14.46 في المائة والإيراد بلغ 605 ملايين ونما الإيراد 4 في المائة وحسب هامش الربح تظهر لنا أن السلبية جزئيا من عدم ضغط المصاريف. هنا أيضا النتائج تعكس وضعا مجحفا في التقييم من طرف السوق وللمستثمرين كما هو واضح من السابق ولكن تذبذب الربح يلام قليلا على ذلك.
مسك الختام
نتائج القطاع كانت قوية في ظل التوجه نحو التوسع وبقوة من الشركات ولكن التجاوب السعري يعتبر غير متناسق والسبب معضلة قدرة تلاقي العرض والطلب وزيادة طرف على الآخر سعريا. حققت "اليمامة" ثم "القصيم" ثم "الجنوب" ثم "العربية" نتائج قوية ومشجعة من الأفراد أو من القرار الحالي. النتيجة المهمة هي انخفاض المكرر الربحي بشكل جيد وفي الوقت نفسه لم يتحرك السعر وبقي القطاع ينتظر نوعا من الإنصاف.
|