عرض مشاركة واحدة
قديم 08-03-2008   رقم المشاركة : ( 8 )
عثمان الثمالي
ثمالي نشيط

الصورة الرمزية عثمان الثمالي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 30
تـاريخ التسجيـل : 13-08-2005
الـــــدولـــــــــــة : الطائف
المشاركـــــــات : 35,164
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 30
قوة التـرشيــــح : عثمان الثمالي محترف الابداع


عثمان الثمالي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الاحد2/8/ 1429 ه الموافق32/8/ 2008 م

المقال
كلما انهار سوق الأسهم.. دعونا إلى الاستثمار الخارجي!!



عبدالرحمن ناصر الخريف
هناك ظاهرة غريبة دائما تتكرر بسوقنا وهي انه عندما يتعرض سوق الأسهم لأي عملية نزول قوية بسبب تسرب خبر اكتتاب كبير او قرار جديد، نجد بعض محللينا الكرام يدعون "فضائياً وصحفياً" المواطنين لترك السوق والاستثمار خارجيا! وغالبا مايكون ذلك كردة فعل سلبية للممارسات التي تحدث بالسوق وتحت شعار استغلال فرصة الاستثمار في شركات عالمية وبأسواق تتوفر بها الشفافية والحماية لصغار المتداولين (كما يرددون) وتستمر الشكوى من وضع السوق طوال مدة الانهيار التي تشهد تصفية البنوك للمحافظ الممولة منها وبيع الصناديق لأسهمها وخروج بعض المتداولين من السوق كلياً بخسائر كبيرة، والغريب انه بعد ارتفاع أسعار الأسهم ينسى هؤلاء المحللين الفوضى السابقة التي حدثت بالسوق والتي دعتهم لهجره والتوجه لأسواق خارجية! فيتم إبراز قوة الاقتصاد والفرص الاستثمارية ونمو الشركات ومحفزات الأرباح... الخ!
انه في الوقت الذي يركز فيه المحللون على التحليل المالي والفني للشركات ، نجد في أسواق الأسهم التي تغلب عليها المضاربة بشكل كبير أن كبار المضاربين يركزون بدرجة اكبر على التحليل النفسي لسلوكيات المتداولين ويعتمدون على ذلك عند اتخاذ قرارات البيع والشراء بالسوق حتى وان خالف ذلك نتائج وتوقعات التحليل الأساسي والفني لكون السوق "سوق مضاربة"! وهذا أمر يغيب عن ذهن كثير من محللي الفضائيات (باستثناء مدراء المحافظ الضخمة الذين يعلمون مايقولون) ولعلنا نتذكر جميعنا دعوة بعض محللي السوق خلال الأيام الأولى لانهيار فبراير 2006م "فضائيا" المواطنين للاستثمار خارجياً بسبب انهيار السوق الذي تسبب في تحطم الروح المعنوية للمتداولين خاصة بإبراز عدم تدخل أي جهة لحمايتهم ممن ضرب السوق ليخسر جميع المتداولين بالسوق والمستثمرين بالصناديق الاستثمارية أموالهم! ولكن مايهمنا هنا هو أن هؤلاء المحللين وبعض المسئولين للأسف برروا ماحدث - للهروب من الإحراج - بأن أسباب الانهيار تعود الى أن سوقنا ناشئ وصغير ولايقارن بالأسواق العالمية الكبرى المستقرة! فكانت تلك رسائل للجميع لهجر هذا السوق الناشئ واللحاق بالأسواق العالمية التي لاتعرف الانهيارات! (هذا ما فهمته شريحة كبيرة من المتداولين بالسوق السعودي حينها) فاستغلت البنوك تلك الدعوات لتنشئ صناديق استثمارية للاستثمار في أسواق دولية ومنها الهندية والصينية وتروج لها بالإعلانات والتقارير لتتدفق عليها أموال المواطنين من جديد رغبة في تعويض الخسائر التي لحقت بهم بسوقنا!! إلا انه وبعد مرور عدة أشهر على تلك الدعوة أسس معظم محللينا شركات مالية وصناديق للاستثمار بنفس السوق الذي طالبوا الجميع بالخروج منه لتحقق بعض تلك الصناديق بعض الأرباح مقارنه بخسائر كبيرة حققتها جميع صناديق الاستثمار الدولية بسبب الانهيار الذي ضرب الأسواق المالية الخارجية الكبرى وعلى طريقة "تسونامي"! ومنها أسواق لم تكن أسعار أسهمها متضخمة! فهل فهمنا حقيقة مايسير الأسواق المالية الكبيرة والصغيرة؟

إن ماحدث للمستثمرين السعوديين في الأسواق الدولية سواء بشكل مباشر او عبر تلك الصناديق جعلني أتوقف عند طرح زميل قدير خلال الأسبوع الماضي لموضوع نزول أسعار أسهم الشركات الأمريكية ووصول مكرراتها لمستويات مابين (5-8) مرات ومقارنه ذلك مع مكررات سوقنا المتضخمة لمعظم الشركات الخاسرة والمتوسطة! وعلى الرغم من انه أكد على عدم اعتبار ذلك دعوة للاستثمار بالسوق الأمريكي، إلا أن توقيت طرح هذا الموضوع أثناء انهيار الأسعار واستمرار نزول أسعار شركات كبيرة ذات نمو لمستويات جيدة استثماريا، لم يكن مناسباً وقد يتسبب في عزوف صغار المتداولين من الشراء مع كبار المضاربين (وهو الوقت المناسب لبدء الشراء المتدرج في الشركات الاستثمارية وكفرصة لتبديل المحافظ) فطرح هذا الأمر أثناء نزول السوق أثار المخاوف من خروج سيولة بعض كبار المستثمرين للاستثمار خارجياً اقتناصا لتلك الفرص! وهو أمر ليسوا أصلا في حاجة لمن ينبههم عليه! وقد يعتبر البعض أن هذا الطرح رسالة مبطنة لصغار المتداولين أراد هذا الزميل إيصالها لهم لأخذ الحذر وليفكروا كما يفكر الكبار! وقد جدد احد محللي الفضائيات مطالبته بالاستثمار خارجياً كتعبير عن تذمره من تحول السوق الى محرقة للأموال وترك هذا السوق لمن يرغب بالعبث به! ومع أهمية التنويع في الاستثمار إلا إنني أرى إن انخفاض مكررات الربحية لبعض الشركات الأمريكية كان لعدد قليل منها، أما الغالبية فكانت في حدود ال(13) مرة وأكثر! والسبب ربما خوف المستثمرين من مستقبل الاقتصاد الأمريكي لكون مكررات الربحية هناك تحتسب بطريقة متحفظة للمستقبل! ولكن يجب ألانستبعد إن مايحدث بعد انهيار تلك الأسواق هي عملية ضغط من الكبار للحصول على أسهم استثمارية بأقل الأسعار! أي كما يحدث بسوقنا!

وبما أننا نتحدث عن إغراء الاستثمار الخارجي فلابد من الإشارة لمن يحلل بيانات مؤسسة النقد عن حجم الاستثمارات الخارجية والنقد وعلاقة ذلك بسوق الأسهم، حيث نجد انه أثناء فترة انخفاض السوق يتم إبراز انخفاض عرض النقود وارتفاع حجم الاستثمارات الخارجية لبنوكنا المحلية وارتفاع أرصدة مؤسسة النقد من الاستثمارات الخارجية وكأنها انجازات تحققت! في حين أن ذلك كان بسبب ارتفاع إيرادات النفط وسياسات سحب السيولة المحلية! وكان من المفترض إيضاح الخسائر التي لحقت بتلك الاستثمارات بعد انهيار الأسواق العالمية ليتم تقييمها! فتلك البيانات تعطي انطباعا على توجه الدولة والبنوك لسحب السيولة خارجيا! ولكن عند ارتفاع السوق فإننا نلاحظ التركيز على ارتفاع السيولة محلياً وضيق الفرص الاستثمارية! ومن هنا فان تلك التحليلات أثناء التداولات من المؤكد انها تساعد كبار المضاربين على تحقيق أهدافهم، وهو الأمر الذي يجب علينا مراعاته أثناء طرح المواضيع المتعلقة بالسوق! ولكن مشكلتنا الحقيقية هي رفض معظمنا للآراء الايجابية لأي قرار او موضوع يطرح أثناء نزول السوق بسبب ان الحالة المعنوية للمتداولين سيئة! وكذلك هناك عدم قناعة بأي رأي يطرح عن تضخم أسعار او تبعات قرار أثناء فترة ارتفاع السوق بسبب الحالة التفاؤلية بالسوق! والأسوأ عندما يأتي الرفض لتلك الآراء والتحذيرات علناً ممن اقتنع بصحتها بهدف التمكن من الخروج قبل الآخرين! هل فهمنا لماذا لاتصدق توقعات بعض الخبراء والمحللين؟
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس